|


صالح الصالح
حب من الكلمة الأولى
2012-05-06

يحدث أن تعجب برجل من “الكلمة الأولى” في استحداث جديد أو استنساخ لحب “النظرة الأولى” الذي مر به الكثير إن لم يكن الجميع، أعترف أنني أحببت كتابة الروائي السعودي الشاب علوان السهيمي منذ أول صفحة وقعت عليها عيني في روايته “الأرض لا تحابي أحداً”، وتحوله أخيراً للعمل الصحفي الميداني في الزميلة “الوطن”، وتحديداً على الحدود الملتهبة السورية، إذ يقول السهيمي: “إن من لا يقدر حزنه فهو في الحقيقة لن يقدر ساعات الفرح في حياته إطلاقاً” ساحر الكرة العالمية الجديد الأرجنتيني ميسي يعرف جيداً كيف يقدر لحظات فرحه خصوصاً وهو من عانى كثيراً في صغره من الفقر والمرض قبل أن يتحول إلى منصة لإطلاق الفرح لأنصار برشلونة في كل بقاع العالم. تجربة ميسي ربما تكون درسا بليغا لأندية العالم كافة، وتحديداً في جزئية اكتشاف صغار اللاعبين، وصقل مهاراتهم واستثمارهم بالشكل الإيجابي، ومن ثم تصديرهم للمشهد الكروي العالمي كمنتج خاص، وحقوق متعته محفوظة. هذا “البرغوث الأرجنتيني” لوى الأعناق تجاهه، منذ بدايته حتى تحطيمه للرقم العالمي لأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في موسم واحد، والذي كان مسجلاً باسم الألماني مولر بـ(68) قبل أن يقول ميسي فعلياً: “وسأزيدها بهدف في آخر مواجهاته دورياً” مسجلاً هدفه الـ(69) حتى الآن. المفارقة العجيبة أن قائمة البرشا من عام 1999 وحتى الآن لم تشهد سوى استمرار لاعبين اثنين هما قائد الفريق شابي والمدافع الخبير بويول، فيما بقية صفوف الفريق جديدة طوال السنوات التي مضت، إذ يضم الفريق عددا من أبناء النادي الذين تدرجوا في فئاته السنية مع دعمه ببعض الأسماء من خارج النادي لكن سياسة النادي في صناعة النجوم وتقديمهم كمنتجات خاصة مستمرة بدليل تواجد ميسي وانيستا وبيكيه وفالديز وبويان وسيرجيو، وكوينكا، تييو. فتشوا في المشهد المحلي لتتيقنوا غيابا تاما للسياسيات الواضحة والمعلنة في إدارات الأندية التي يردد بعض مسيريها كلاماً لا وجود له، ويتشدقون بمصطلحات عملية وعلمية لا يسندها واقع، ولا يدعم وجودها عمل. الفئات السنية في الأندية المحلية، وتحديداً في البراعم من المسؤول عنها، أليس مجموعة لاعبين اعتزلوا حديثاً وتحولوا بقدرة قادر إلى مدربين وطنيين، وليس لديهم التأهيل ولا الخبرة الكافية في التعامل مع صغار السن أو تقييمهم أو صقل مهاراتهم بالشكل السليم، أو أن الموجود مجرد مدربين عرب من فئة “الرخيص” عقداً والذين ينصاعون لتوجيهات الإداريين أو بمعنى آخر “يسمعون الكلام”. إجمالاً نريد أشباه ميسي وشابي في النصر والهلال والاتحاد والأهلي والاتفاق والشباب والوحدة وبقية الفرق السعودية ولكن لن يتم ذلك إلا إذا أحسنا اختيار الأجهزة التدريبية في الفئات السنية ودفعنا لهم مقابل ما ندفع لمدربي الفريق الأول، حينها فقط سأقول إننا بدأنا نسلك الطريق الصحيح، ونفكر بشكل صحيح، وفي الأخير ما يصح إلا الصحيح.