|


صالح الصالح
جوارديولا ورئيس النصر..
2012-04-29

في بداية تسلم المدرب الإسباني جوارديولا مهمة الإدارة الفنية في “البرشا” قبل أربعة أعوام أطلق تصريحاً شهيراً تضمن وعداً أثبتت الأيام أنه أوفى به، إذ قال:”لا أعدكم بالبطولات، ولكن أعدكم بفريق تفخرون به”. المحصلة أنه حقق البطولات، وأوجد الفريق الذي يتباهى به أنصاره فخورون، وفي المقابل يثني عليه خصومه راغمون. كم من المدربين أو حتى رؤساء الأندية في المشهد المحلي قادر على إطلاق وعود لا يلتزم بها، ولا يستطيع الاعتذار عن عدم تحقيقها، أو تقديم استقالته في حال عدم نجاحه في الإيفاء بها، ممارساً بذلك الاحترام الحقيقي لأنصار ناديه الذين عقدوا الآمال عليه، وساندوه حتى النهاية لكنه خذلهم. “فرقة جوارديولا” حققت من الأرقام القياسية في تاريخ كرة القدم الإسبانية والعالمية ما يعجز عنها نظراؤه في المستقبل القريب، برشلونة لم يفز بالبطولات، لكنه فاز بإعجاب الجميع لأنه عمل على أن يكون الأول في كل شيء، واستطاع أن يكون كما أراد. برشلونة يمتلك الثقة، الشغف، السحر، القيم الاجتماعية، المتعة، الكبرياء، الاحتراف الحقيقي، العمل المنظم بكل بساطة، ما يميزه عن سواه أنه ناد يمتلك ثقافة حاضرة بقوة، وملامحها واضحة للعيان، ليست القضية ناد رياضي يحقق بطولات في كافة الألعاب، إنما المسألة تتجاوزها لتصدير النادي كمنتج عالي الجودة، وهو ما تحقق عقب تقديم الإبهار في كل شئ، وإيصاله إلى أبعد نقطة جغرافياً وتاريخياً، وعلى ذكر جغرافياً سأتحول إلى كرتنا المحلية، وتحديداً إلى نادي النصر الذي يميل رئيسه لبرشلونة، ويحمل عضويتها الشرفية. أدرك أن الحديث حالياً عن النصر مجرد حديث عن ناد تاريخي بات فاقداً لاسمه، يصارع من أجل أن يبقى في الواجهة، الأخطاء فيه يتم ارتكابها بشكل مستمر، وبطريقة متكررة حتى بات العمل الإداري في النصر السبب الرئيسي في أن يكون النادي مكانك قف، وكل خوف أنصاره أن يتراجع عن مكانه ويتراجع أكثر. إدارة النادي في الوقت الراهن هي أمام خيارين لا ثالث لهما أما العودة القوية المقرونة برصد ميزانية خاصة يذهب جزء منها لسداد الديون التي تسببت بها، والجزء الآخر للتعاقدات المحلية والأجنبية مع جهاز فني رفيع المستوى، فيما يتم رصد قيمة عقد الشراكة للمرتبات الشهرية ونحوها مع تغيير كبير في هيكلة مجلس الإدارة، والجهاز الإداري بالفريق حينها أثق أن جماهير النصر ستردد: “كحيلان..كحيلان” بحماسة بالغة لأنه دفع مهرها، ولأنه يستحقها، أما الحل الآخر فهو تقديم الاستقالة بشكل سريع بعد خسارة مواجهة الليلة أمام الشباب، وكشف كل الأسباب التي أوصلت النادي إلى هذه المرحلة للرأي العام مع إرفاق اعتذار عن كل ما مضى، وتسديد كافة الديون، وفتح باب الترشيحات للجمعية العمومية التي يجب أن تكون للنصراويين الجدد القادرين مالياً وفكرياً لإدارة ناد كبير لقبه “العالمي”، وتعلم الدرس من الإسباني بيب الذي اختار الرحيل على الرغم من رغبة البرشلونيين في استمراره، فيما يصر رئيس النصر على مواصلة فترته الرئاسية، وجماهير فريقه لا تريده، وفي حال خسارة الفريق الليلة فرصة التأهل لدور الأربعة في كأس الأبطال، سيتضح كل شيء