|


صالح الصالح
النصر و( العدو الخفي)
2012-02-12
كنت ولا زلت أفضل طرح الأسئلة أياً كانت ولمن كانت بصوت مسموع، فعقول مجتمعة تُفّكر خير من عقل وحيد ربما تغلبه العاطفة.
أتساءل في البداية لماذا لم يحقق نادي النصر أية بطولة كروية كبرى منذ أكثر من 12 سنة تقريباً؟، ولماذا لم يحقق كأس كرة طائرة طوال تاريخه “الخمسيني”؟، ولماذا توارى فريق كرة السلة منذ عدة سنوات؟ ولماذا غاب عن المنافسة على بقية الألعاب المختلفة؟ وما هي أسباب تقلص عدد لاعبيه في المنتخبات السعودية بجميع ألعابها وفئاتها؟ والأكثر إيلاماً هو ما هو سبب تراجع النصر بين الكبار حتى بات آخرهم، ولم يبقه بينهم إلا شعبيته الجارفة فقط؟
أعتقد أن السبب في ذلك هو العدو الخفي الذي لا يريد عودة النصر لسابق عهده، هذا العدو يريد حرمان “المدرج الأكبر خليجياً” من ترديد أنشودة النصر بكل زهو، وللأمانة تعددت الأقوال حول هوية هذا العدو الخفي، ولم يستطع أحد حتى الآن إثبات هويته، في ظل أن هناك جماعة تؤكد أنه عضو داخل الجهاز الرياضي الرسمي، فيما يخالفه آخرون يرون أنه عضو شرف، وآخرون يجزمون أن العدو الخفي عضو مجلس إدارة، وغيرهم يقولون إنه صاحب منصب في الجهاز الكروي، وفئة تشدد على أنه إعلامي، فيما يرى البعض أيضاً أنه لاعب سابق في الفريق، ويعارضه فريق آخر زاعماً أنه لاعب حالي في الفريق، وفئة ترى أنه مُعّرف “انترنتي” شهير، وفئة أخيرة تردد أن هذا العدو الخفي أحد منسوبي النادي ممن يطالب بمستحقات سابقة وما انفك يرفع كفيه إلى السماء داعياً على النصر بعدم التوفيق، وآخر هذه الاتهامات الغريبة الادعاء بأن النادي “مسحور” وأن السحر موجود في ملعب النادي، وبين هذه الفرق المختلفة ظل وضع النصر كما هو دون اختلاف، أو بمعنى أكثر دقة “إلى الخلف دُر”.
بزعمي أن النصراويين انشغلوا كثيراً بالبحث عن هذا العدو الخفي الذي أعاد ناديهم كثيراً إلى الوراء، وظلوا طوال الفترة الماضية يلصقون تهمة “العدو الخفي” إلى بعضهم البعض دون إثبات حقيقي لهذه الاتهامات التي أبعدت النادي كثيراً عن طريق الجادة، ولم يتفقوا على تجاهل هذا العدو أو مقابلة تصرفاته الكيدية بالعمل الجاد المخلص لإعادة توهج النادي، والعجيب في تعاملهم مع معطيات المشهد الرياضي أنهم يصفون كل من ينتقدهم بأنه صاحب مصالح خاصة، أو أنه يقود حرب باردة كما ردد البعض ممن يفتقد التفريق بين الخلاف والاختلاف، وآخر الأوصاف هي “المتربصون”.
بزعمي مشكلة أن يتصدى لمشاكل النصر الكروية من لم يمارس كرة قدم في حياته أو أنه عرف النادي قبل أمس، ومن خلال المدرج فقط، ويرى نفسه وصياً على ناد كبير، من حق جماهيره أن يبادلها مسيروها الحب فقديماً قيل: “الحب من طرف واحد لا يستمر”، وعلى مسيري النصر معرفة ذلك.