|


صالح الصالح
فقه الواقع الرياضي
2012-01-19
أن تعلق على جملة من السلبيات في المشهد الرياضي فسيراك البعض بأنك ممن يرتدون نظارة سوداء تحيل بينك وبين رؤية الإيجابيات التي للأسف لا يراها إلا هؤلاء الذين يسقطون عليك قائمة من الأوصاف بداية من المتشائم مروراً بالسوداوي ونهاية بالمّعقد، متجاهلين أن واقعنا ممتلئ بالسلبيات حد التخمة يدعم هذا الرأي سوء النتائج، وغياب المنجزات الكبرى التي ألفنا تحقيقها طوال عقود مضت، لكننا توقفنا قسرياً بإرادتنا فيما تقدم نظراؤنا.
أن تعترف بوجود خلل لديك يعيقك عن تحقيق ما تتمناه هو أول خطوة نحو العودة الإيجابية لوضعك السابق، لكن ما يحدث لدينا هو إتهام الآخرين بتعطيلنا، تحميلهم مسؤولية كل تعثر، ما نجيده حالياً وبمهارة عالية صناعة الأعداء، وتربية الخصوم، والانشغال بالآخر، والتفتيش في أدق تفاصيله السلبية طمعاً في تشويه صورته وإيذائه، وإيقاف تقدمه.
أكثر ما يحز في النفس أننا تحولنا إلى مجتمع ردة الفعل، إلى وسط لا يتحرك إلا بعد وقوع المشكلة، ووجود ضحايا، وبعد أن تلفت الأوساط الأخرى وتشاهد ماذا يحدث لدينا.
وقفنا موقف المتفرج تجاه تطور المنشآت الرياضية في الدول المجاورة، وانتظرنا “موقعة الخرج” في مواجهة الشعلة والهلال في الكأس لنعلن إقامة 25 مقراً للأندية سوياً على مدى الأربعة أعوام المقبلة، ولنسارع في التعجيل بإقامة المشاريع المتعثرة لعدة أعوام.
سمحنا بارتفاع قيمة عقود اللاعبين المحليين حتى وصلت إلى مرحلة متضخمة جداً وكانت النهاية مشكلات مالية على كافة الأطراف داخل الأندية.
عاملنا بعض اللاعبين لدينا وهم أنصاف النجوم على أنهم “فرسان حقيقيين” لكنهم تمردوا على فرقهم، وتفرغوا لمطالبات ليست من حقهم وتفوق قدراتهم بأضعاف مضاعفة، وسمحنا بدون قصد بتربية لاعبين مترفين وليس محترفين، والنهاية خروج “الأخضر” الكبير من الأدوار الأولى من استحقاقات كان لا يجد أدنى جهد في تحقيقها، والسيطرة على ألقابها.
كل ما نحتاجه حالياً أن نكون أكثر واقعية في التعامل، أن نملك المنطق في كيفية إدارة شؤون رياضتنا، أن نعزل الألوان تماماً في التعاطي مع قضايانا الكبرى التي شوهت صورة رياضتنا الجميلة ولا تزال توغل في تشويهها من دون أن نجد من يوقفها ويتصدى لها بشجاعة.
أن تمتلك الرؤية فهذا يعني أن تمتلك الحلم، والسعي الجاد إليه سيوصلنا إلى مرحلة تحقيق الحلم، لكننا للأسف لا نزال نحلم ونحلم ونترك للآخرين فرصة تنفيذ أحلامهم لأننا استسلمنا منذ زمن ولم نستيقظ، ويبدو أننا نرفض أن يوقظنا الآخرون، لذلك صبر جميل والله المستعان على ما يصفون.