|


صالح الصالح
ريكارد و(رائحة برشلونة)
2011-08-21
ليلة الأربعاء الماضية كانت حلقة جديدة من “السحر الحلال” الذي بات فريق برشلونة الوكيل الحصري له، ليس القضية إمتاع المشاهدين، ولا وإبداع الأداء، ولا إنجاز البطولات باستمرار بل هي منظومة متكاملة باتت ماركة مسجلة باسم فرقة “البلوجرانا” لوحدها، والتي عادت سيرتها الأولى طوال عقود مضت، وليس وليد الأعوام الأخيرة كما يصوره البعض ممن يغيظهم عودة برشلونة بشكل مختلف لا يقل عن اختلافه سابقاً.
لن أوغل في الثناء على “البرشا” حتى وإن كان يستحق أكثر من ذلك، لكنني أتوقف أمام جزئية تنظيمية مميزة أقدم عليها الاتحاد الإسباني لكرة القدم في ترتيباته لمواجهتي السوبر الإسباني بين الريال وبرشلونة إذ أقيمت مواجهة الذهاب في مدريد الساعة 11 مساء يوم الأحد فيما أقيم الإياب الأربعاء الساعة 12 مساءً من دون أن يتوقف الكثير من المتابعين محلياً لتغيير توقيت الإياب في برشلونة الذي لم يكن تحديده مصادفة إذ تم اختيار هذا التوقيت تحديداً ليتسنى لجماهير كرة القدم وتحديداً في بعض المدن الأوروبية مشاهدتها في ظل إقامة عدة مواجهات في تصفيات المجموعات في دوري أبطال أوروبا في اليوم ذاته، وهي التفاتة تسويقية ذكية لا تمر مرور الكرام على من باتوا يصدرون الاحتراف في كل جوانبه وفي شكل مجاني للجميع.
هذه الرؤية التسويقية المميزة ستدفع الاتحاد الإسباني لإعادة النظر مجدداً في مواقيت المواجهات في “الليجا” الموسم المقبل في خطوة تستهدف أسواقاً عالمية جديدة، بحيث تقام المواجهات في توقيت متقدم سواء في الظهيرة أو العصر ما يتيح الفرصة لأنصار الفرق، وتحديداً العملاقين برشلونة وريال مدريد في شرق قارة آسيا متابعتهما خصوصاً أن شرق القارة يمثل لهما سوقاً كبيراً جداً يوازي السوق المحلي لهما، وهو ما يدفعهما لتخصيص جولات صيفية كل عام.
هذه الممارسة موجودة أيضاً في الدوري الإنجليزي منذ سنوات إذ إن إقامة المواجهات في مواعيد مبكرة تصل إلى الظهيرة هدفها تسويقي بحت يضمن فيه الحضور الجماهيري داخل الملعب في إقامة المواجهات يومي السبت والأحد، وكذلك ضمان المتابعة الجماهيرية خارج القارة الأوروبية وتحديداً في شرق القارة الذي يتميز بالثقل الاقتصادي والكثافة السكانية والقوة الشرائية، ولعل آخرها مواجهة العملاقين أمس ليفربول وآرسنال، والتي أقيمت في الثانية والنصف ظهراً وتسنى لأغلب قارات العالم مشاهدتها.
محلياً لا يزال الجدل مستمراً حول تقديم مواجهات الدوري السعودي، وهي التجربة التي لاقت قبولاً الموسم المنصرم بعد تطبيقها في مناسبتين تقريباً.
ما أتمناه أن نفكر بشكل عالمي على أن يكون التطبيق محلي لأننا نستحق أفضل من اتحاد الكرة الذي لا يكفي حماسه بل ما يعنينا واقع قراراته على أرض الميدان حتى لو تم السماح لمدرب المنتخب الهولندي ريكارد أن ينقل تجربته مع برشلونة في تطوير كرتنا التي تحتاج للتطوير أكثر من أيّ وقت مضى.