|


عبدالله الضويحي
أنتم في (واد) وهم في (واد)
2009-10-20
(وقع نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ونائب رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم ورئيس هيئة دوري المحترفين السعودي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ونائب رئيس مجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية عبدالرحمن بن علي الجريسي مذكرة تفاهم يتم بموجبها التعاون بين هيئة دوري المحترفين السعودي ومجلس الغرف التجارية)...الخ ما جاء في الخبر..
هذا الخبر تم نشره في الصحف المحلية وتحديدا الصفحات الرياضية يوم الأربعاء الماضي.
ورغم مضي أسبوع كامل على هذا الخبر.. إلا أنني لم ألحظ التطرق إليه كحدث هام.. وتناوله بالبحث والمناقشة وطرح الرؤى سواء من قبل الإعلام المقروء.. وكتاب الزوايا والأعمدة.. أو من قبل البرامج الرياضية في القنوات الفضائية.. ومنها بطبيعة الحال قنواتنا المحلية.
لا أريد.. أن أتهم أياً من هؤلاء.. وأقلل من وعيه وإدراكه.. أو مدى تمكنه من هذا الجانب.. وأبعاده.. لكنني أستطيع أن أشير إليه كنوع من القصور في ثقافة البعض في تعاطيه مع الأحداث.. والحس الإعلامي لدى هؤلاء!!
وإذا ما أردنا أن نتجاوز ذلك.. ونرفع هذه التهمة عن هؤلاء.. فإن هذا ينقلنا للضفة الأخرى وهي ضفة أكثر عتمة..!!
هذه الضفة هي التي يتم اتخاذها مسرحاً لنوعية الطرح الإعلامي.. وتوجهاته.!!
كنت أتمنى من إعلامنا الرياضي.. وخاصة ثقافتنا الرياضية.. أن تتناول هذا الموضوع بشيء من الاهتمام والتركيز.. واستضافة عدد من المختصين والمهتمين بهذا الجانب.. لمناقشة أبعاد لموضوع.. وتوجهاته.. سلبياته ـ إن وجدت ـ إيجابياته.. أبرز المقترحات لتفعيله ونجاحه.. جمهوره المستهدف.. بدء العمل به.. متطلباته.. حقوق كل طرف.. واجباته.. الخ حتى يكون المتلقي على بينة من حدث هام كهذا..!!
لكن للأسف..!!
لأننا.. لا نتعامل مع الأحداث من حيث أهميتها.. ومردودها على المجمع بصورة عامة.. بقدر ما نتعامل معها كأحداث آنية تؤجج المشاعر.. وتحرك الأحاسيس في (اتجاهات متعاكسة).. لا تلتقي عند نقطة محددة وواضحة ينطلق منها المتلقي إلى الطريق الصحيح.. عبر أسماء متكررة.. أصبحت تمثل (ظاهرة صوتية).. وهي بضاعة أصبحت رائجة ـ وللأسف ـ رغم انتهاء مدة الصلاحية لها منذ زمن!!
المذكرة.. لم يتم نشرها بطبيعة الحال.. فمن المؤكد أنها طويلة.. وتحتوي على أبواب.. وتفصيلات وربما ملاحق.. كما هو معروف في مثل هذه المذكرات والاتفاقيات.. لكن الذي قرأ الخبر بتمعن واهتمام يستطيع الخروج منه ببضع نقاط جاءت على لسان الأمير نواف.. و عبدالرحمن الجريسي..
لعل أبرزها ما جاء على لسان الأمير نواف رئيس هيئة المحترفين.. يمكن تلخيصه في بعض نقاط .. من أهمها:
ـ أن المذكرة امتداد للخطوات التنظيمية والمالية والتقنية التي تتخذها هيئة دوري المحترفين السعودي التي تدعم العمل الاحترافي الذي تتبناه الهيئة.
ـ أن هذه الخطوة تعزيز للتواصل مع القطاع الخاص والتعاون معه بما يمثله من أهمية واضحة في العملية التنموية الشاملة.
ـ أن المذكرة تتضمن قيام مجلس الغرف بإيجاد فرص تدريبية لمنسوبي هيئة دوري المحترفين في كل من بريطانيا وفرنسا تتراوح فتراتها من أسبوعين لثلاثة أشهر لتنمية مهاراتهم من خلال العمل في رابطة الدوري الإنجليزي والفرنسي.
ـ وأن الهيئة تتكفل بالمصاريف السفرية لهؤلاء.. فيما يكون التدريب في بريطانيا وفرنسا مجانا من خلال مجلس الأعمال السعودي البريطاني ومجلس الأعمال السعودي الفرنسي.
ـ أما عبدالرحمن الجريسي فقد أكد أن هذا يأتي امتداداً لتعاون القطاعين الخاص والشبابي لخدمة الشباب والرياضيين السعوديين وأنه جزء من رسالة مجلس الغرف التجارية السعودية حيث سيعمل المجلس مع الهيئة على تدريب منسوبيها.. ومن ترشح من الكفاءات المناسبة وفق أحدث أساليب التدريب المعاصر.
قرأت الخبر.. بتمعن.. واستشرفت من خلاله مستقبلاً زاهراً بإذن الله ينتظر الكرة السعودية.. التي بدأت تضع خطواتها على الطريق الصحيح.. وفق أحدث الأساليب.. مستفيدة من تجارب الآخرين.. بعيداً عن الاجتهادات الفردية.
والمتابع لهيئة دوري المحترفين.. وما تقوم به من أعمال.. وخطوات.. يدرك حقيقة أنها تسابق الزمن.. بل إنها سبقته في بعض الخطوات.. حيث استطاعت على الرغم من عمرها القصير.. أن تحقق كثيرا من النجاحات.. والخطوات التطويرية.. في زمن قياسي.
ولعل مذكرة التفاهم بين الهيئة ومجلس الغرف تأتي في هذا الإطار.. بل إنها تمثل نقلة كبرى في عمل الهيئة.. وفي تاريخ الكرة السعودية يضاف إلى نجاحات عديدة تحققت من خلالها.. في هذا الموسم.. أو الموسم الماضي!
هذه النجاحات.. لا يقرأها البعض ـ وللأسف الشديد ـ قراءة صحيحة.. لأنها نجاحات غير ملموسة على أرض الواقع.. ولأنها تتم من خلف الكواليس.. وتعتمد على البناء المستقبلي..!
ولأن تقييم هؤلاء للعمل.. يعتمد على نتيجة مباراة في كرة القدم.. تعتمد على النجاح الآني.
والنجاح الآني.. ينتهي أثره بزوال المؤثر لكن النجاح الحقيقي هو الذي يبقى أثره.. حتى وإن زال مؤثره..!!
النجاح الحقيقي هو الذي يستشرف المستقبل ويعتبر الحاضر أساساً له.. وهو ما تسير عليه هيئة دوري المحترفين.
والله من وراء القصد

مميز..
لكن أين التميز!!
نشرت الصحف يوم أمس خبراً يفيد أن عدد الحكام المعتمدين والمسجلين في لجنة الحكام بلغ هذا الموسم 678 حكماً من مختلف الدرجات منهم 7 دوليون و9 مساعدون دوليون و229 حكماً في الدرجة الأولى.. وهؤلاء يفترض أنهم مؤهلون أو في الطريق لنيل الشارة الدولية.
لفت نظري الرقم 678.. أولاً لكثافته كعدد.. وثانياً لأنه مميز.. خاصة وأننا نعشق التميز.. والأشياء المميزة.. وقفز لذهني تساؤل.. هل المهم أن يكون الرقم مميزاً؟!
أم أن يكون المميز من يدل عليه الرقم؟!
طبعاً. المصادفة لعبت دورها في الرقم.. لكن كثافته أصبحت أكثر عرضة للتساؤل..
هل المهم الكم.. أم الكيف.؟!
وإذا كنا نملك هذا العدد.. لماذا لا يكون لدينا حكام مميزون.. لا يتجاوزون 5% فقط منه..؟!
سأترك الأسباب والمسببات ربما كان لها حديث آخر..!!
وأتفهم أخطاء الحكام.. كجزء من اللعبة.. لكنني وغيري لا يمكن أن أجد تفسيراً لبعضها!!
كنت أرى أن كثيراً من رؤساء الأندية يبالغون في انتقاد التحكيم.. لأهداف خاصة بأنديتهم وفرقهم ولازلت عند رأيي بالنسبة لبعضهم.. لكنني بدأت أتفهم بعضا منها..!!
شخصياً..
أتقبل خطأ الحكم التقديري.. مثل ضربة جزاء.. أو تسلل.. أو بعض حالات الطرد.. والأخطاء.. باعتبارها أمورا تخضع لتقدير الحكم.. دون دخول في ذمم الحكام.. لكن ثمة أمور.. لا يمكن تصنيفها ضمن هذا الإطار.. مثل حالة خليل جلال وطرده لعبدالعزيز الدوسري.. حتى وإن برر ذلك ـ مع تقديري الشخصي له ـ بأنه خطأ منه.. وسوء تقدير دون اعتماد على آخرين.. فإنه يتحمل المسؤولية بحكمه.. فالقضية فيها طرد لاعب.. وحرمان.. وربما تأثير على نتيجة المباراة.. وكان بإمكانه الاستنارة برأي مساعده القريب من اللاعب، والحالة نفسها مع حكم مباراة الشباب والفتح.. الذي أثر على نتيجة المباراة بصورة جذرية.. وسلب سوء تقديره حقا شبابيا.. ونقاطا ثلاثا قد تكون حاسمة في صدارة الدوري.. وهي مباراة كان الشباب ينظر إليها كتحصيل حاصل مع احترامي الكامل وتقديري لفريق الفتح.
وأرجو ألا يذهب البعض إلى اتهامي الحكم بتعمده بقدر ما انتقده في سوء تقديره وعدم أهليته.. وربما أخطأت اللجنة في تقديرها لأهمية المباراة.. وهي أخطاء تتكرر وللأسف.. عندما تقيم المباراة وفقا لمستويات الفرق وإمكاناتها الفنية.
والمؤسف حقاً.. هو التعاطي مع الحدث.. وأسلوب النقد.. وهو ما يؤثر على إعداد الحكم.. ومستقبله.
مثل الذين تساءلوا عن إعادة مباراة الاتحاد والهلال قبل عدة سنوات على نهائي الدوري التي أدارها ظافر أبوزنده لخطأ تقديري اختلف حوله البعض.. أو أخرى نتيجة هدف تسلل.. رغم أن الفارق واضح بين الحالتين. لكن الهدف من وراء النقد!! عندما يتجاوز النقد لذاته، أو الذين أشاروا إلى أنها الحادثة الأولى في الملاعب السعودية لأهداف خاصة!! علما أنها ليست كذلك.. وأن لم تخني الذاكرة فهي الثالثة وأذكر أنه قبل حوالي 25 عاماً منح الحكم بطاقة حمراء لأحد لاعبي نادي الرياض بالخطأ وكان المستحق لاعباً آخر في نفس الفريق.. وقرر اتحاد القدم في اجتماع له.. نقل البطاقة إلى اللاعب المستحق وإعفاء الآخر.!!
حادثة جلال ليست الأولى.. لكننا وللأسف لا نتعامل مع الأحداث بمنطق.. ولا نعي التاريخ.. أو نجتهد.. رغم أن المعلومة يسهل الحصول عليها.!!

إلا..
أن يكون تعليقاً
منذ مدة طويلة لم أستمتع لمعلق سعودي في مباريات كرة القدم وغيري كثير.. لأن معظم هؤلاء (باستثناء نبيل نقشبندي بثقافته.. هدوئه.. رزانته.. وأسلوبه.. وناصر الأحمد بقدرته.. تفاعله.. ولطافته)..
أقول..
لأن معظم معلقينا.. إما مقلدون و(نسخ غير أصلية) لمعلقين آخرين خاصة من الخليج.. حتى أنك تحتار فعلاً في تمييز الصوت.. أو من يعتقد أن التعليق كم من المعلومات والحديث واللهث وراء الكلمة.. لدرجة يمكن أن يدخل معها كتاب جينس.. ولا يعطي المشاهد الفرصة للاستمتاع باللعبة.
المشاهد.. أصبح الآن يدرك أسرار اللعبة.. ويرى بعينه أين انتقلت الكرة.. وليس في حاجة لمعلق يخبره بذلك!!
أتمنى من بعض معلقينا متابعة الدوري الإنجليزي.. ومعلقيه.. وكيف يعطي المعلق الفرصة للمشاهد للاستمتاع باللعبة.. ويقدم له التعليق على شكل كبسولات.. وبالتقسيط المريح.
بالأمس تابعت مباراة الأهلي والهلال.. عبر القناة الرياضية.. وهنا لن أتحدث عن أخطاء واردة مثل ضربة مرمى.. بدلاً من ركنية.. رغم وضوحها.. وأشياء قد تحدث لمعلق يتحدث على الهواء تسعين دقيقة لكن عندما يتعلق الأمر بالمعلومة.. التي يتلقاها المشاهد كحقيقة.. هنا يختلف الوضع.
من أبرز ما قال المعلق:
ـ إشارته إلى أن دابو كان نجم نجوم الأهلي والاسم اللامع ـ بما معناه ـ في وسطه..
ومع احترامي لإمكانات وقدرات دابو.. فهناك على مدى تاريخ الأهلي من خدمه ولمع فيه أكثر.. ثم إن دابو لم يكن لاعب وسط.. ولكنه كان في الجناح الأيمن.
ـ إصراره على أن لاعب الهلال نيفيز أرجنتيني وهو برازيلي.. ويبدو أنه خلط بينه وبين تيفيز الذي مثل الأرجنتين في مباراتهم الأخيرة أمام أورغواي في تصفيات كأس العالم.
ـ أن القميص رقم 10 بدأه في الهلال فيصل أبواثنين!!
ـ دوري هذا الموسم.. دوري 2009 إلى 2008 لا أدري كيف تفهم هذه المعلومة؟!
ـ قال إن هناك لاعبا أجنبيا سابقا في الهلال اشتهر بتسديداته القوية.. وأخذ يتذكر الاسم ثم قال إنه (ديا)!! لكنه لم يذكر أية معلومات عنه!!
ـ أشار إلى بعض نجوم الأهلي السابقين وأنهم صمدوا.. أحمد صغير..