|


عبدالله الضويحي
الدوري (زين) والمستقبل (أزين)
2009-10-13
بغض النظر عن ردود الفعل المتباينة خاصة على الصعيد الاقتصادي.. لدى المجتمع الرياضي على وجه الخصوص.. أو المجتمع بصورة عامة.. فمما لا شك فيه أن توقيع الاتحاد السعودي لكرة القدم عقدا مع شركة زين للاتصالات المتقدمة لرعاية الدوري السعودي يعتبر نقلة كبرى وحضارية في مسيرة الرياضة السعودية.. وتحولاً تاريخياً في واقع الكرة السعودية.
والمقصود هنا ليس (زين) للاتصالات بذاتها بقدر ما أعني مع القطاع الخاص.. ودخوله في مجال الاستثمار الرياضي.
ويأتي عقد (زين) امتداداً لعقود رعاية أخرى سبقته ولكن على مستوى الأندية.. من شركتي stc.. وموبايلي.
الفرق هنا.. أن تلك العقود كانت على مستوى الأندية.. وعقد (زين) على المستوى الرسمي.. وللدوري السعودي.. حيث تمتد منفعته إلى بقية الأندية وتحديدا الأندية المشاركة في الدوري العام.. الذي أصبح من الآن (دوري زين السعودي)!
والذين حضروا حفل تدشين شعار الدوري مساء أمس الأول.. أو تابعوه عبر القنوات الرياضية عايشوا فعلاً هذه النقلة.. وأدركوا حقيقتها وأجواء الاحتراف الحقيقي في كرة القدم السعودي.. واتجاهها نحو هذا العالم بخطوات ثابتة.. ومتسارعة.. تسابق فيها الزمن.. وتسبق آخرين يملكون الإمكانات ذاتها وربما أكثر.. والتاريخ نفسه يرد ربما أعمق.. لكنهم قد لا يملكون القدرة على استثمار هذه الإمكانات والجرأة في ترجمتها على أرض الواقع..!!
وكما قال الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في كلمته أثناء الحفل:
(القطاع الرياضي أصبح يتمتع بقوة جذب لرؤوس الأموال الاستثمارية التي أسهم دخولها في جميع مكونات الرياضة السعودية في تسريع حركتها الطموحة نحو عالم الاحتراف الحقيقي).
والأمير سلطان.. وهو يشير إلى هذه الحقيقة إنما يؤكد في الواقع على أن رعاية الشباب.. واتحاد كرة القدم.. تؤمن برسالتها الحقيقية ودورها في البناء والتطوير.. والنظر إلى المستقبل وفق استراتيجية واضحة المعالم تأخذ في اعتبارها البناء الحقيقي لشباب هذا الوطن من خلال توفير الإمكانات.. وأساليب الدعم التي تعينه على النهوض بدوره.. وتحقيق آماله وتطلعاته.
إن الرياضة في مجملها ذات طبيعة تنافسية وكرة القدم وهي التي نحن بصدد الحديث عنها تمتاز بذلك أكثر.. بحكم الجو العام المحيط بها.. وبحكم شعبيتها..!
وبالتالي.. فإن النتاج الطبيعي لها.. فوز وخسارة..!!
غالب.. ومغلوب..!!
سواء كان ذلك على صعيد اللقاءات الثنائية..!!
أو التجمعات الإقليمية والدولية..!!
وحلاوة الحياة.. واستمرارها في تقلباتها..!!
وكرة القدم.. في تحولاتها.!!
ومن هنا آمن اتحاد كرة القدم بالعمل البناء.. وتوسيع قاعدة هذا العمل وامتداده ليشمل الأندية وهي الأساس في هذا البناء.. ومصدر قوته ومتانته.
وهذا ما أكد عليه الأمير نواف بن فيصل عندما أكد في كلمته أثناء الحفل (أنهم في هيئة دوري المحترفين سيضاعفون جهودهم لتأكيد هذه المكاسب التي تحققت للرياضة السعودية وذلك من خلال توفير المقومات البشرية والتنظيمية والتقنية والمالية التي تدعم العمل الاحترافي الذي تتبناه الهيئة) مشيراً إلى برنامج الهيئة الطموح.. وإرسال بعض الشباب السعودي ضمن برنامج الفيفا للماجستير في تأهيل الكوادر البشرية للعمل في الأندية مستقبلاً..
وعوداً.. لبداية المقال.. فإننا لا بد أن ندرك أن ما تم هو تجربة.. وإن كانت عملاً حقيقياً احترافياً إلا أنها لا بد أن تصنف تحت هذا المفهوم.. لأنها البداية..!
ولا بد لكل تجربة من تطبيق على أرض الواقع لقياس مدى نجاحها..!
والنجاح هنا.. لا يعني على الصعيد المهني فقط..!! ولكن أيضاً بحسابات الربح والخسارة المادية والمعنوية.. وتحقيق الأهداف!
والسنوات الثلاث.. قليلة في عمر الشعوب لكنها كافية للحكم على التجربة وتقويمها!
واثق تماماً.. وغيري أن السنوات المقبلة.. وخاصة بعد هذه التجربة ستشهد انفتاحاً كبيراً على الاستثمار وتدفق رؤوس الأموال.. وتغيرا جذرياً في هذه المفاهيم.. وهو ما أشار إليه الأمير نواف في كلمته وبطريقة غير مباشرة.. عندما قال في بدايتها:
(ستستمر خطوات الاستثمار والتسويق الرياضي بعون الله لما فيه صالح كرتنا وأنديتنا ولاعبينا، ولما فيه مساهمة فعلية في الارتقاء بفكر التخطيط والتنظيم لدى منظومة العمل في هذه الأركان الثلاثة).
لقد بدأ اتحاد كرة القدم في السنتين الأخيرتين عملاً حقيقياً.. بدأت تتضح معالمه..!
ولا بد لكل عمل من أخطاء..
ونجاح أي عمل لا يقاس بخلوه من الأخطاء.. ولكن بالموازنة ما بين الإيجابيات والسلبيات.!!
ولا شك أن كثيراً من الأندية تعاني.. ولا زالت تنتظر..!
وإنني على يقين بإذن الله.. أن الأيام المقبلة.. ستشهد المزيد من الحلول.. عبر المكاشفة.. والشفافية.. والنقاش الموضوعي الهادئ..!
إن المشكلة التي نعاني منها.. وتساهم في تعطيل مسيرة البناء.. هي أن الفكر الرياضي لدى بعض القائمين على الأندية.. لا زال عاجزاً عن مواكبة الفكر لدى المسؤولين.. وتطلعاتهم..!! وحتى على مستوى الطرح الإعلامي في بعض الأحيان.. ومفهوم هذا الطرح.!
فالفوز والخسارة.. أصبحت هي المقياس الحقيقي للعمل.. وهي الأساس في التقويم!!
والفوز.. والخسارة.. هي دليل النجاح.. والرهان على البقاء..!
الفوز.. هو الغاية التي يسعى لها هؤلاء!!
وإقصاء (الآخر).. هدف في حد ذاته يبحث عنه هؤلاء!!
أما النظر إلى الفوز على أنه غاية لتحقيق أهداف أبعد.. وأسمى!!
والمنافسة على أنها وسيلة لتهذيب النفس وركن من ثقافة التعامل مع الآخر..
فقد أصبحت.. هذه.. وتلك.. وغيرها.. في هامش أجندة هؤلاء..!! باحثين في المتون عن غايات لتبرير وسائلهم..!
إن التحدي الكبير الذي نواجهه هو في الارتقاء بفكر هؤلاء.. وهو تحد يحتاج لعمل دؤوب.. ونستمر.. ضمن منظومة العمل الاحترافي القائم حالياً.. ولكن على مدى.. نرجو أن يكون المدى المنظور!!
والتحدي الأكبر..
هو في قناعة هؤلاء.. وقدرتهم على تطوير فكرهم والارتقاء به لمستوى طموحات المسؤولين وتطلعات مجتمعهم.. ونرجو أن يكون أكثر تسارعاً ليساهم في نجاح العمل الرسمي.. وهو الأساس.. الذي يعين هؤلاء على تحقيق أهدافهم والوصول إلى غاياتهم التي من أجلها أصبحوا في هذا المكان.
والله من وراء القصد

تشكيك في المسؤولين
أم شك في ذاتهم؟!!
لم يكن بودي أن أعود لهذا الموضوع مرة أخرى وهو موضوع (نادي القرن) وحصول الهلال السعودي على هذا اللقب على مستوى آسيا.. لكنني وجدت نفسي مضطرا للوقوف أمام جملة من الحقائق.. لا بد من الإشارة إليها.
الأولى:
أن بعض القراء.. وللأسف.. يمارس نوعاً من الإقصاء والتسفيه وتجاوز حدود الأدب.. وهذه لن ألتفت إليها.. وإن وردتني على بريدي.. لكنني سأشير هنا إلى إصرار البعض وتركيزه على أن الهلال.. والاتحاد الآسيوي لم يكمل القرن من عمره.. وربما نصف قرن.. فكيف يتم منحه هذا اللقب..؟!
ويبدو أن هؤلاء.. لا يقرأون.. وإنما يمثلون صدى لبعض ما يطرح.. فقد أشرت في مقالي السابق لهذه النقطة بالذات.. وأن الاتحاد الأوربي تأسس بعد الآسيوي ومع ذلك أقر باللقب ومنحه لريال مدريد.. وكذلك الاتحادات القارية.
وأشرت أيضاً إلى أن الاتحاد الدولي.. عندما منح لقب نادي القرن في العالم إلى ريال مدريد لم يكن قد أكمل القرن من عمره.. ولا ريال مدريد كذلك. وهذا واضح من تواريخ التأسيس لمن أراد أن يبحث عن ذلك!!
الثانية:
إصرار البعض على مقولة أن الاتحاد الآسيوي لا يعترف بهذا اللقب.. وقد أشرت إلى ذلك في المقالة السابقة.. فسعادة محمد بن همام ترأس الاتحاد الآسيوي عام 2002 أي بعد نهاية القرن الماضي.. وهو غير معني به.. أو ملزم.. ومن حقه أن يقول ذلك.. وأن هذه مسؤولية الاتحاد السابق وأشرت أيضاً إلى حيثيات ذلك!! لكن هذا لم يمنع ابن همام من تهنئة الهلال.. ومباركته لهذه الخطوة وجدارة الهلال بها!
الثالثة:
أن هؤلاء.. يثنون على الهلال.. وجدارته بزعامة آسيا.. وأحقيته بالأفضلية وأن نتائجه تؤكد ذلك.. لكنهم يعترضون على شرعية اللقب وهذه قمة التناقض.. ومنتهاه.!
فكيف يتم الجمع بين جدارته بالأفضلية وعدم أحقيته باللقب؟!!
الرابعة:
أن هؤلاء.. كانوا قبل منح اللقب يتحدثون عن نادي القرن بإسهاب.. وهم يعرفون الجهة المانحة ولم يكن هناك تحفظ عليها.. وكانوا يسعون لإيجاد مبررات معينة لمنح اللقب لأندية معينة.. ومحاولة إضافة نتائج السنوات الثمان الماضية إليها.. رغم عدم منطقية ذلك.. فهذه السنوات ضمن القرن الحادي والعشرين وليس القرن العشرين.. وعندما تم منح اللقب للهلال بدأ التشكيك في الاتحاد الدولي للإحصاءات.. وعدم شرعيته.!
رغم قدرتهم على الوصول إلى هذه الحقيقة.. أو إدراكهم لها.. والاعتراف بها.. لو تغيَّر مسار اللقب.
الخامسة:
إن تشكيك هؤلاء.. في اللقب وفي الجهة المانحة.. هو تشكيك في كل أعمال هذه الجهة.. فالتشكيك لا يتجزأ.. وهي الجهة التي منحت الكثير من الألقاب للكرة السعودية.. ولغيرها..
وهو تشكيك في مصداقية الأمير نواف بن فيصل، الذي أكد أن السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم هنأه على فوز الهلال بلقب نادي القرن في آسيا أثناء لقائه به في اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية في كوبنهاجن بالدانمرك.
.. أخيراً.. وليس آخراً..
إذا كانت القيادة الرياضية لدينا قد هنأت الهلال باللقب..
ومحمد بن همام.. رئيس الاتحاد الآسيوي الذي يقولون إنه لا يعترف باللقب.. قد هنأ الهلال به.
وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يدعون.. عدم اعترافه باتحاد الإحصاءات هو الآخر هنأ الهلال.
إذا كان جميع هؤلاء قد هنأوا الهلال فمعنى ذلك أن أولئك يشككون في مصداقيتهم جميعاً..
وإذا لم يكونوا.. كذلك..أعني أنهم لا يشككون في مصداقية هؤلاء!! فمعنى ذلك..
أنهم يشككون في ذاتهم.!!
والله من وراء القصد

أصدقاء المنتصف
.. الأخ صالح 1 الرياض:
أتفق معك في كلامك عن فلسفة الإدارة وقيادة المسؤول.. وأشكرك على ما جاء في رسالتك وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك دائماً.
.. خزامى ـ المدينة المنورة
هذا صحيح.. وأتفق معك في كلامك حول الإعلام.. وما أشرت إليه بأن لن يفيد صحيح.. ولكن على الأقل فإن الاعتراف بالحق فضيلة.. والاعتذار خير.
.. طارق الجهني ـ جدة:
أرجو أن تعود لموضوعي السابق.. أو لصلب هذا الموضوع.. وفيه إجابة على تساؤلك!
.. الأخ أبومحمد عسيري ـ عسير:
هذا من حسن ذاتك.. أشكرك وأتمنى أن أكون كذلك دائماً..
تحياتي وتقديري للجميع.
والله من وراء القصد