|


عبدالله الضويحي
يحدث في القرن الـ21 (2)
2009-08-25
(في منتصف الأسبوع) الماضي قلت في مقدمة الموضوع وباختصار أننا في الوقت الذي قطعنا فيه عقداً كاملاً من القرن الحادي والعشرين.. عصر التقنية والمعلومة التي وضعت العالم بين أصبعينا نتقلب فيه كيف ومتى وأين نشاء؟! وفي الوقت الذي أمضينا ثلاثة عقود من عهدنا مع الاحتراف وأصبحنا نعيشه واقعاً ملموساً من خلال تحولات جذرية تمثلت في هيئة المحترفين ولجان العمل المختلفة (الاحتراف.. الانضباط.. الاستئناف.. فض المنازعات...الخ) ووصلنا المونديال وقفز تصنيف الدوري لدينا إلى المرتبة 16 عالمياً.. والأول عربياً..
في هذا الوقت لم يسطع كثير منا (أقول: يسطع) وليس (يستطع) أن يرتق بمستوى تفكيره وثقافته وتعامله مع هذا الواقع إلى مستوى الحدث.. وضربت أمثلة على ذلك!
(وفي منتصف الأسبوع) هذا.. أتطرق إلى نماذج أخرى.. هي في الواقع امتداد لما سبق.. وتمثل هذه الحقيقة.

ابن همام..
وأمسية الرياضية
لى أنني وقبل الدخول إلى تلك المواضيع لا بد أن أتطرق إلى حدث عايشناه مساء البارحة لا يمكن تجاوزه دون المرور عليه.. حيث استضافت جريدة "الرياضية" سعادة محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كمتحدث رئيس ضمن أمسيتها الرمضانية السنوية.. لهذا العام.
"وأمسية الرياضية" الرمضانية يمكن إضافتها على (يحدث في القرن 21) لكنه حدث إيجابي.. حيث استطاعت على مدى سنوات مضت أن تتناول كل عام حدثا هاماً.. عبر كثير من المختصين والمهتمين بالنقاش والطرح الموضوعي.. وإن كنت أتمنى ـ بالمناسبة ـ تتويج ذلك بوصفه في كتيب يصدر مع نهاية الشهر الكريم ويتم تقديمه للجهات المعنية بالموضوع والمهتمين لتوثيق الحدث..
"وأمسية الرياضية" هي نموذج.. للارتقاء بالفكر الرياضي والطرح الموضوعي في هذا الوقت بالذات.. وقد أصبحت تشكل مع ـ جائزة الرياضية ـ موبايلي ـ السنوية.. جزءاً من نسيجنا الرياضي.. ورقماً ثابتاً في روزنامته الموسمية.
أمسية هذا العام تختلف.. فقد انتقلت من الحدث كموضوع يتناول عدة محاور إلى الحدث كشخص يتناوله أكثر من محور!.
وابن همام.. اتفقنا معه.. أو اختلفنا يظل حدثاً هاماً.. وبارزاً على الساحة خاصة في مثل هذه الظروف.
لقد استطاع ابن همام ـ وسبق أن قلت ذلك ـ تحريك الركود في الاتحاد الآسيوي.. إنه أشبه بمن ألقى حجراً في بركة مياه راكدة (قرابة نصف قرن)!!
وإذا كان الحجر الملقى يرسم دوائر أفقية تتباعد عن مركز الإلقاء.. فإن حجر ابن همام لم يكتف بذلك.. لكن تأثيره أيضاً.. امتد رأسياً (أشبه بنافورة) ليصنع تحركاً في مختلف الاتجاهات.
"جريدة الرياضية".. استطاعت أن تقدم الحدث الحقيقي هذا العام.. ومن خلال ابن همام.. الذي لا شك أن حضوره دعم للأمسية وتقدير منه شخصياً للرياضية.. ولإخوته وأشقائه في المملكة العربية السعودية.
لا أدري.. ماذا دار في أمسية البارحة.. أو ماذا سيدور ـ على الأصح ـ لأنني أكتب هذا المقال قبلها.. لكن في يقيني أنها حققت هدفها.. أو على الأقل معظم أهدافها.. ولعلي أتطرق إلى ذلك (في منتصف الأسبوع) المقبل بإذن الله.. إن رأيت في ذلك ما يتطلب مني التوقف عنده.. ما لم يحترق علي (بلغة الإعلام) فالحارقون كثر.. والمحارق أكثر.!!

أنديتنا
بين الدجاجة .. و.. البيضة
تقول الأنباء..
إن الاتفاق فوجئ بوجود لاعبه غير السعودي الحاج عيسى لاعب وفاق سطيف الجزائري خارج المملكة بعد هروبه..!
وتقول الأنباء..
أنه هرب.. لأنه لم يتسلم حقوقه.. وقد وقع لتوه عقده كمحترف في الاتفاق.!!
لنترك الحقوق فلها حديث آخر.. لكن السؤال: كيف تمكن من السفر إلى خارج المملكة؟!
ومن الذي منحه تأشيرة الخروج؟!
وهل هي خروج نهائي؟! أم خروج وعودة (عليها رسوم)؟!
المعروف.. أنه لا يمكن أن يحصل على هذه التأشيرة إلا بموافقة الكفيل؟!
وهنا نتساءل:
من هو كفيله؟!
النادي..؟!.. أم شخصية اعتبارية أخرى؟! والحديث هنا.. ليس عن الاتفاق فقط.. فقد سبق لأندية أخرى أن عانت الموقف نفسه من لاعبين أو مدربين!!
وعودة للأسباب.. وعدم دفع الحقوق.. فالاتفاق كان ينتظر حقه من الاتحاد مقابل إعارة راشد الرهيب.. وقبله القادسية والسهلاوي من النصر.. والاتحاد والنصر.. كانا ينتظران دفعة من الاتصالات السعودية.. والاتصالات (وقتها) تحفظت حتى تتضح الرؤية حول عقد (زين) ورعاية الدوري وهكذا...
تظل الأندية تدور في حلقة مفرغة.. أشبه بقصة (البيضة والدجاجة)..؟! أو (تلبيس الطواقي) كما يقول إخواننا في الشام.!!
وسنظل كذلك.. ما لم نتعامل مع الأحداث بالأمر الواقع.. دون أن تبني على التوقعات والآمال.. في عالم مضطرب بالتقلبات.
والاتحاد السعودي لكرة القدم خاطب الفيفا لإرسال بطاقة بديلة للاعب الاتفاق يونس المنقالي بعد رفض ناديه الوداد البيضاوي إرسال بطاقته.. وخاطب الاتحاد القطري من أجل العماني (خليفة عايل) المنتقل للاتفاق.. والنصر في قضية مع تسجيل الدوخي.. وفترة التنقلات الصيفية أغلقت أبوابها قبل أسبوعين!!
هكذا نحن في كل موسم..!!
وهذا حال بعض أنديتنا.. التي يجب أن تتعامل مع الأحداث.. من منظور الواقع.. دون أن تبني على التوقعات والآمال.. والوعود الشرفية في عالم مضطرب بالتقلبات!!
وهو وضع.. لا يمكن أن يتعدل ما لم يضع الاتحاد السعودي لكرة القدم حداً لذلك.. والتعامل بقوة القانون وأن تتحمل الأندية أوزارها.. وأخطاءها!! وطرق أبواب لجنة الاحتراف في اللحظات الأخيرة..!! والاستجداء لفتح الأبواب.. بعيون منكسرة.. ونظرات حاسرة.. والبحث عن مداخل أخرى.. لتقديم الأوراق!!

لا اجتهادات.. مع النص!!
رغم أن هيئة دوري المحترفين قد اجتمعت بجميع أندية دوري المحترفين.. وزودتهم بالتعليمات الكاملة والدقيقة حول الدوري.. خاصة الشعارات.
ورغم أنه تم تدشين شعارات الأندية وتحديد ثلاثة شعارات لكل ناد..!! وأسباب ذلك..!! ومتى يرتدي هذا الشعار..؟! أو ذاك!! وفقا لما إذا كانت المباراة على ملعبه.. أو خارج ملعبه (وليس مدينته).. وإنما المقصود الذهاب والإياب.!!
رغم هذا كله.. وأن الأمر أصبح واضحاً وملزماً.. فقد جاءت مباراة الأهلي والرائد التي أقيمت في جدة في افتتاح الدوري بمخالفة صريحة حول الوضع.. وحصل ما حصل في المباراة من تأخير.. وأحداث!!
هذا لا يهم.. انتهى!! لكن المشكلة.. ورغم أن الأمر واضح.. فقد صدرت الأوامر بتشكيل لجنة لدراسة الوضع وأسباب ما حدث؟!
أي لجنة..؟! وأي دراسة؟! فالأمر لا يحتاج لهذا كله..
المعروف أن اللجان تشكل عندما تكون هناك خلافات جذرية.. أو قانونية.. لكن في أمور واضحة ومخالفة صريحة للتعليمات .. لا مجال للجان.. والدراسة.. وإنما لتطبيق القانون والعقوبات فـ(لا اجتهاد فيما نص عليه القانون!!).

بلدية الخرج
واللون الأزرق.!!
في محافظة الخرج (الخبر تم إعلانه رسمياً ولهذا فلا مجال أو مبرر للحديث بالرموز) تم تغيير الزي الخاص بعمالة البلدية من اللون الأصفر السادة إلى اللون الأزرق مع خطين متوازيين باللون الأبيض على الأكمام ومثلهما على الساق.. وشعار باللون الأبيض على الجهة اليمنى من الصدر..
وتقول إحدى الصحف الالكترونية:
(إنه واستجابة لضغوط جماهيرية تراجعت البلدية واكتفت بأن جعلت الزي باللون الأزرق مع الإبقاء على الشعار بالأبيض..) وأرفقت صوراً واضحة للزي في الحالتين..
وقضية تغيير شعار.. أو زي.. أو غيره.. لا غبار عليها.. ومن حق أي جهة أن تلجأ لذلك.. وفقا لما تتبناه من استراتيجية.. وتخطط له من أهداف لكن أي تغيير لا بد أن يكون مصحوباً بمبررات ويخضع لأسس ودراسات ويحدد هدفا واضحاً تم من أجله التغيير..
أمام ما حدث.. لنا.. وللكثيرين العديد من الوقفات والتساؤلات:
ـ أولاً: إنه لم يصدر أي بيان.. لتوضيح الهدف.. الذي تم من أجله هذا التغيير على الأقل أمام المسؤول الأكبر.!!
ـ ثانياً: إنه لم يكن هناك أي اعتراض.. أو ملاحظة على الزي السابق ولم يكن يمثل أو يرمز لكيان معين (أصفر سادة)!
ـ ثالثاً: التراجع عن رسم الخطين الأبيضين والإبقاء على اللون الأزرق.. دليل على أنه كان هناك هدف معين وراء هذا التغيير..!
ـ رابعاً: اللون الأصفر.. وعلاقته بالبيئة.. وكذلك الأزرق معروف عالمياً.. واختياره في الأساس لم يكن عبثاً.. ولا أريد أن أدخل في الأسباب حتى لا أقع في محظور أكبر لكن بالإمكان الاستفسار.. وسؤال المختصين في الألوان ودراستها وعلماء البيئة.. والبحث في هذا الجانب لمن أراد.. عن أسباب ذلك.. ولماذا يصلح هذا اللون..؟! ولا يصلح ذلك..؟!
-- خامساً: إن مثل هذا التغيير يمثل هدراً مالياً لا مبرر له.. في وقت يفترض أن يتم صرف ذلك على رفع مستوى الوعي لدى المواطن والمقيم والفكر.. ودوره في أهمية المحافظة على البيئة.. والممتلكات العامة.
ـ سادساً: إذا كان.. ولا بد من تغيير اللون السابق ـ في نظر هؤلاء ـ فالمفروض أن يتم بقاؤه أصفرا وفقاً للمعطيات والأسس العلمية.. وإضافة لون آخر (شريط أو غيره) بلون أبيض مثلاً.. أو رصاصي.. أو رمادي.. أو أي لون آخر.. بحيث لا يؤثر على الأساس (في بعض المناطق أضيف للحاويات لون برتقالي).
ـ سابعاً: إن مثل هذه التصرفات.. من شأنها أن تثير كوامن التعصب وتحركها.. إذ تؤكد قوانين الطبيعة كما هو معروف على أن (لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه) وقد يختلف المقدار.. وفق ردة الفعل في أمور أخرى.. ونحن الآن أحوج ما نكون إلى الارتقاء بمستوى فكر وثقافة الجماهير الرياضية.
.. أخيراً.. وليس آخراً..
يتساءل البعض.. ماذا عن السيارات.. البراميل.. والحاويات.. هل ستبقى باللون الأصفر.؟! أم سيتم تغييرها إلى اللون الأزرق.؟!
ويجيب آخر..
أمران.. أحلاهما مر.!!!
فتش عن السبب..
خسر فريقه مساء الأربعاء.. فأطلق العنان للسانه.. منتقداً التحكيم.. وأنه السبب وراء الخسارة.. وأنه قدم النتيجة للفريق المقابل..الخ!! رغم أن فريقه كان المستفيد الأكبر من أخطاء الحكم.. بإجماع خبراء التحكيم والمحللين.. بما في ذلك عدم احتساب ضربتي جزاء ضده.. وتساهل..!! وأن من حقه انتقاد التحكيم.. الخ!!
بعد يومين.. وفي مساء الجمعة.. وكما جاء في صحف اليوم التالي.. عقدت إدارته اجتماعاً مع الجهاز الفني لمناقشة أسباب الخسارة.. ولامت مدرب اللياقة وأنه السبب في ذلك!!
أما هو.. فقد وضع مدرب اللياقة ـ كما يقول الخبر ـ في خانة المسؤولية لما حدث!!
بين الجمعة.. والأربعاء.. يطرح تساؤل نفسه.. وبقوة.. (فتش عن السبب..!!!).
والله من وراء القصد