|


عبدالله الضويحي
المميز بين التمييز والتميز
2009-07-07
فاز الهلال بكأس ولي العهد.. فناله حظه من الإعلام.. وقصائد المديح... ومعلقات الثناء..!
وخطف الاتحاد بطولة الدوري.. وكان له هو الآخر نصيبه مما سبق.. وأكثر باعتبار الدوري هو المحك الحقيقي وهو ما عزف عليه الكثير.. ناهيك عن كونه أول بطل لدوري المحترفين تحت هذا المسمى وهذه الصفة.
وحافظ الشباب على لقبه كبطل لأبطال مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.. ولم يكن أقل حظاً من سابقيه.. بعد أن اقترنت به.. واقترن بها..! ولم يكن لغيره نصيب منها!
وظل الإعلام يتغنى بهم كأبطال للموسم.. متقاسمين بطولاته الكبرى..!
وحضر غيرهم... بطريقته الخاصة... وجارى الإعلام هذا الحضور.. حتى يخيل للمتابع.. البعيد عن الحدث.. أن هؤلاء هم أبطال الموسم..!
لكن.. نادياً مثل الفتح حقق 27 بطولة خلال هذا الموسم فقط.. وفي مختلف الألعاب والدرجات.. لم يكن أحد ليعلم عنه شيئاً.. ولا أين يقع..؟! وظل بعيدا عن المشهد.. حتى صعد لدوري المحترفين في كرة القدم.. فعرف المتابع أنه من منطقة الإحساء..!
الفتح، عكاظ، الصفا، الهدي، والجيل.
هذه الأندية التي لا يعرف كثير منا عنها شيئا.. ولا أين تقع؟! هي ضمن أفضل تسعة أندية على صعيد تحقيق البطولات هذا الموسم.. وممن حقق 10 (عشر بطولات) فأكثر.. بمعنى آخر.. تحقيق رسالة النادي الرياضية وشموليته..!
والفضل بعد الله يعود للزميل عبدالله المالكي الذي يقدم لنا سنويا (إلى جانب أعماله الأخرى) عملا متميزا.. في وقت يتفرغ فيه كثيرون.. لإثارة قضايا هامشية.. والفضل أيضا لملحق "الجزيرة" الرياضي والمشرف عليه الزميل محمد العبدي في دعم مثل هذه المواضيع وإبرازها..! وربما كان هذا العمل هو التكريم المعنوي الوحيد لهذه الأندية التي ظلت تعطي.. وتقدم النجوم للرياضة السعودية.. وتحقق رسالة النادي الحقيقية دون أن تجد الإنصاف!
لنترك هذا جانبا.. فهو عمل يستحق التوقف عنده طويلا.. وتقويمه والخروج منه بنتائج وخلاصات يجب أن تستفيد منها هذه الأندية والرياضة السعودية.. وهو ما سآتي عليه في (منتصف أسبوع) قادم بإذن الله لكننا لن نخرج عن الإطار ذاته.
بالأمس القريب..
كرّم خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) النادي الأهلي من جدة.. لفوزه بأربع بطولات خارجية هذا الموسم.. وأقر (أمد الله في عمره) هذا التكريم سنوياً.. بعد أن اعتمد مليون ريال عن كل بطولة.
وهو تكريم يستحقه النادي الأهلي.. كناد بطل.. وكناد نموذجي..!
وحتى لا أخلط بين هذه وتلك أذكر أنني قد طرحت قبل أكثر من عقدين من الزمن.. وربما ثلاثة فكرة "درع التفوق العام" للنادي الذي يفوز بأكبر عدد من بطولات الموسم.. تقديرا له.. وتشجيعا..!
وعندما أقول ذلك.. فهو شرف لا أدعيه.. وإن كنت لا أنكر المبادرة.. لكنها فكرة قابلة للطرح فالتفكير متاح للجميع.. وفكرة كهذه يمكن أن يطرحها أي شخص وهو ما حدث بالفعل في الآونة الأخيرة.. حيث تناولها كثيرون وأصبحت مثار الحديث والنقاش.. لكنها ظلت تدور في هذا الإطار.. دون مبادرة من الجهات المسؤولة.. حتى جاء بتكريم للنادي الأهلي من السلطة الأعلى وإقراره كتكريم سنوي للنادي المتفوق في حين يفترض أن تكون المبادرة أو الفكرة نابعة من الهيئة الرياضية.. وأعتقد أن الفرصة أصبحت الآن متاحة للرئاسة العامة لرعاية الشباب أو اللجنة الأولمبية لإقرار مثل هذا التكريم والتقدير للأندية المتفوقة.. سواء على الصعيد الداخلي.. أو الخارجي.
وأرى أن هذا التكريم يفترض أن يأخذ مسارين:
أحدهما على الصعيد الداخلي والآخر على الصعيد الخارجي.
أولا:على الصعيد الداخلي:
سبق أن طرحت ـ كما أشرت ـ وطرح غيري.. وما يطرح هذه الأيام بقوة.. عن أهمية إقرار "درع التفوق الرياضي العام" للنادي الذي يفوز بأكبر عدد من بطولات الموسم في مختلف المسابقات.
إن إقرار مثل هذه الجائزة من شأنه أن يساهم في تشجيع هذه الأندية على التفوق.. وتقديم الأبطال في مختلف الرياضات وتحقيق رسالة النادي الحقيقية..!
وأرى أن تشمل هذه الجائزة ركنين أساسيين:
أولهما:
درع التفوق الرياضي العام
والثانية:
مكافأة مالية تتناسب مع ما قدمه النادي من عطاءات وفاز به من بطولات!
بالنسبة للدرع.. فمن السهل إقراره.. وتحديد الأسس التي يمنح بموجبها.. وهي واضحة ولا تحتاج لمزيد من التفصيل أو المقترحات.
أما الثانية:
والمتعلقة بالمكافأة المالية.. فأعتقد أنها مهمة وضرورية لإعانة الأندية على تحمل أعباء الصرف على مثل هذه الألعاب.. خاصة وأننا مقبلون على نهضة رياضية وإستراتيجية كبرى في صناعة الأبطال الأولمبيين والحضور السعودي في المحافل الدولية.. ومثل هذه المكافآت من شأنها أن تعين على تقديم هؤلاء الأبطال وصناعتهم أو تجهيزهم.
ويخطئ من يظن أن هذه الألعاب (المختلفة) غير مكلفة بل إن إعداد أحد لاعبي الألعاب الفردية.. يفوق في بعضها تكلفة إعداد لاعب كرة القدم.. أو أي لعبة جماعية أخرى! ومن هنا تأتي أهمية دعم مثل هذه الأندية المتفوقة في مختلف الألعاب وأعتقد أن هذه الجائزة المالية يمكن أن تشمل محورين:
الأول:
مبلغ مالي متطوع عن كل بطولة يحققها النادي على مستوى السعودية (100.000) مائة ألف ريال على سبيل المثال عن لعبه.
الثاني:
منح النادي نقاطا إضافية عن كل نتيجة إيجابية (بطولة) على مستوى خارجي.. أو تمثيل أحد لاعبيه لمنتخب السعودية في تلك اللعبة.. أو تحقيقه لميدالية برونزية.. فضية.. ذهبية.. في البطولات الخارجية.. أو تأهله للأولمبياد.. وتقييم هذه النقاط بمبالغ مالية مناسبة.
إننا لو أجرينا عملية حسابية للبطولات التي ستحققها الأندية.. والنقاط الإضافية نجد أنها لن تتجاوز "30" مليونا في الموسم الواحد ويمكن اختصار هذا المبلغ إلى النصف أو إلى عشرة ملايين.. إذا اقتصر التكريم على الأندية الداخلة إلى (نادي العشر).. وأعني من يحقق عشر بطولات فأكثر.
ومبلغ كهذا (عشرة ملايين ريال) لا أعتقد أنه كثير على ميزانية اللجنة الأولمبية.. أو رعاية الشباب وعلى المردود الإيجابي من ورائه على الرياضة السعودية والرياضيين السعوديين.
كما يمكن تأمينه من خلال الشركات الراعية والداعمة.. والتي من الممكن أن تساهم في رعاية حفل تتويج هذه الأندية.. وأبطالها.. وتكريمهم من خلال مهرجان سنوي بعد نهاية الموسم.. بتكريم الأندية المتميزة والرياضيين المتميزين.
أيضا..
لا ننسى نقطة أكثر أهمية.. وهي المراقبة الإدارية والمالية على أوجه صرف مثل هذه المكافآت وأن تكون فيما اعتمدت من أجله.. لتطوير هذه الألعاب حتى لا تذهب لألعاب أو نشاطات أخرى للنادي.
ثانيا:على الصعيد الخارجي:
الأمر هنا ـ محسوم سلفا ـ وتم إقراره من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله).. واعتماد جائزته المعنوية والمالية.. لكن تظل الأسس التي يتم على ضوئها منح هذه الجائزة..!
بمعنى أن تكون هناك لائحة واضحة وضوابط لمنحها إذ لازالت الرؤية غير واضحة..
على سبيل المثال:
هل تمنح الجائزة لناد واحد فقط! وهو النادي الذي يحقق أكبر عدد من البطولات الخارجية؟!
وإذا تساوى ناديان في عدد البطولات.. هل تمنح مناصفة أم تمنح لكل ناد..؟!
وهل تتساوى البطولة الإقليمية في التقييم مع البطولة القارية؟! عند تساوي الأندية..
ومكافأة المليون عن كل بطولة.. هل تمنح لكل ناد يفوز ببطولة خارجية أم تقتصر على النادي الذي يحقق جائزة التفوق الخارجي بتحقيقه لأكبر عدد من البطولات..؟!
إن الإجابة على مثل هذه التساؤلات.. وتحديد أطر وضوابط الجائزة أمر مهم.. خاصة وأننا سنجد أنفسنا في أحد المواسم.. وربما أكثر المواسم أمام تساوي أكثر من ناد.. في عدد البطولات الخارجية مما يستدعي وضوح الرؤية ووضع الضوابط لتلافي الاختلافات.. وما قد يحدث بسبب ذلك.
إن تكريم الأندية المتميزة سواء على صعيد البطولات المحلية.. أو الخارجية.. دافع لها لتقديم المزيد وتشجيعا لها على البذل والعطاء..
والدعم المادي.. خير معين لها على ترجمة أهدافها.. ومساهمتها في بناء رياضة الوطن في وقت تحولت فيه الرياضة إلى صناعة.. وفي وقت أصبحنا نتطلع فيه إلى تمثيل مشرف في البطولات والمحافل الدولية.
ولا يمكن اعتبار الإعانة السنوية للأندية التي تتم على نشاط هذه الأندية كافية.. أو مغنية عن هذه.. لأن لتلك الإعانة بنودها الخاصة بها.. كما أنها في حد ذاتها لا تفي بمتطلبات النادي بوجه عام.. ولكن لابد من تشجيع للأندية ودعم لها على تفوقها وتميزها في كافة الألعاب.
والله من وراء القصد
أصدقاء المنتصف
تعليقاً على موضوع (رفقا بالجماهير)
الأخ صالح (1) الرياض يقول باختصار
صدقني إننا كنا نحضر المباريات من أيام ملعب الصائغ مرورا بالملز.. ولم نجد مثل هذه المعاناة.. كل شيء ممنوع.. وعندما تحتج يأتي الرد من البعض وش جابك؟!! وهناك شيء تغفلون عنه وهي الروابط الجماهيرية فمن (يا بوعبدالفتاح طاح العنب طاح إلى..طالعة من بيت أبوها.. مروراً بـ: أنا بدي غزال شعره محني..)
حضرنا مباريات خارج السعودية وشاهدنا كيف تصفق الجماهير بعفوية وتفاعل خلاصة القول
إن العازف إذا كان لا يجيد العزف فلن يجد التصفيق!
الأخ صالح:
أتفق معك.. ولكن هناك تعليمات مشددة من (فيفا) (الوضع تغير).. وبإذن الله ستتغير الملاعب وتنظيم الجماهير للأفضل.. نحن ندعو لترقيم المقاعد.. وتنظيم الدخول.. وإعطاء الجمهور حقه من الراحة والمتعة.
الإخوة الكرام..
فيصل ـ الرياض ـ أبو أحمد ـ مشجع قديم.. أشكركم على ما جاء في رسائلكم.. وتفاءلوا بالخير تجدوه!
خاص جدا:
الأخ مبارك الودياني ـ قطر:
كنت أتمنى نشر رسالتك كاملة.. على الأقل نشر مقتطفات منها.. لكن ما ورد فيها.. وفي كل حرف من حروفها حال دون ذلك.. شاكرا ومقدرا لك كل ما خطه قلمك من مشاعر.. ورؤى.
أخي الكريم مبارك
الحمد لله أنك تتفق معي فيما قلته عن العقيد صالح بوجلوف.. وهو رجل يستحق كل ما يقال عنه.. وشهادتك وأنت الأقرب تعزز رأيي.
هذا أولاً..
وثانياً:
يا أخي الكريم:
أنا لم أقم بأكثر من الواجب.. وهو ما يفرضه عليّ ضميري وأمانتي.
ونحن معشر الكتاب.. ينطبق علينا قول الشاعر:
لا خيل عندي أهديه ولا مال
فليحسن النطق إن لم يسعد الحال
تحياتي وتقديري لك.. ولكل الإخوة الأعزاء في قطر الشقيقة.
تحياتي وتقديري لجميع القراء..
والله من وراء القصد.