|


علي عبدالله الجفري
خاطرة رياضية
2011-09-26
بدعوة كريمة من الزملاء الأفاضل في الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية (SUSF)، حضرت افتتاح وجزءاً من فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الجامعية السادسة والعشرين والتي أقيمت في مدينة شنزن الصينية خلال الفترة من 12 إلى 23 أغسطس والذي وافقت الثلث الثاني من شهر رمضان المبارك الماضي. طبعاً لن أتكلم عن دقة التنظيم ولا جمال حفل الافتتاح، كما أنني لن أتكلم عن معاناة الأكل ومتابعة الفعاليات في نهار رمضان. سوف يكون محور حديثي عن الاستفادة الحقيقية للدولة أي دولة من استضافة المحافل الرياضية الكبيرة، وبالمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الجامعية تعتبر ثاني أكبر تجمع رياضي دولي بعد دورة الألعاب الأولمبية.
مدينة شنزن التي استضافت الدورة لم تكن من المدن الصينية المعروفة مثل بكين أو شنغهاي أو غوانزو، بل هي مدينة حديثة نوعاً ما من حيث التاريخ وتشتهر بالمنتجات الإلكترونية أكثر من أي شيء آخر. الأسئلة التي كانت تدور بخلد أغلبنا هي ما هو مصير هذه المنشآت الرياضية والإدارية والسكنية بالمواصفات الأولمبية بعد انتهاء البطولة؟ ولماذا تشيد مثل هذه المنشآت في المدينة لاستضافة البطولة وهناك منشآت مماثلة في مدينة غوانزو والتي تبعد عنها مسافة ساعة بالقطار؟
بعد محاولات عديدة فاشلة لي للتكهن بالإجابة على السؤالين السابقين خلال لقائي مع أحد أعضاء اللجنة المنظمة كانت أجوبته كالتالي: القرية الرياضية وملحقاتها من المباني الإدارية والمطعم والعيادات الطبية سوف تكون حرماً أكاديمياً لجامعة في مدينة شنزن، أما الإجابة على السؤال الثاني فكان صدمة حضارة بالنسبة لي وكانت الإجابة أن الصين لا تستضيف الأحداث الرياضية من أجل الأحداث الرياضية نفسها، ولو كان ذلك لو استضفنا كل البطولات في بكين، بل تستضيف لتساهم في تنمية الإقليم أو المدينة المضيفة، وهذا يجعلنا نتنافس فيما بيننا كمدن لاستضافة المحافل الرياضية العالمية لأنها سوف تعود علينا بإضافة تنموية للبنى التحتية للمدينة في شتى المجالات.
وبعد عودتي من الصدمة الحضارية، وتمعني في إجابة المسؤول الصيني، رجعت بالذاكرة قليلاً وتذكرت بأن بكين استضافت الدورة الأولمبية الصيفية في صيف عام 2008م، وغوانزو استضافت الدورة الآسيوية في صيف 2010م وشنزن استضافت دورة الألعاب الجامعية في صيف 2011م.
متى نستضيف حدثاً رياضياً عالمياً وننشئ مجموعة من المنشآت الرياضية والإدارية والسكنية، ثم نحول تلك المنشآت إلى جامعة أو أكاديمية رياضية وطنية؟