|


علي عبدالله الجفري
الإحصاء والرياضة
2011-05-09
لن أتكلم في مقالي هذا اليوم عن علم الإحصاء و تطبيقاته في البحوث العلمية في المجال الرياضي, كما يشير العنوان، لكنني سوف أتناول الإحصاء، و هو العلم الذي يستخدم في العديد من المجالات ذات الصبغة العلمية و غير العلمية التطبيقية منها أو النظرية بما في ذلك الرياضة كعلم و كمنافسات، باعتباره أهم محددات الكفاءة في الأداء. الرياضة التنافسية بأنواعها هي من أكثر المجالات استخداماً للإحصاء و الإحصائيات الرقمية، في كل جزئية من جزئيات الألعاب و المسابقات.
لا تكاد تنتهي أي منافسة رياضية فردية أو جماعية إلا و يتبادر إلى فكرنا مجموعة كبيرة من الأسئلة التي في مجملها تعتبر محصلة إحصائية رقمية لتلك المنافسة. فالفريق الجيد هو الفريق الذي ارتفع عدد مرات انتصاراته و قلت خسائره، و المهاجم المميز هو الأكثر إحرازاً للأهداف من خلال الفرص المتاحة، وحارس المرمى الفذ هو الذي يستطيع منع الأهداف من الدخول إلى مرماه، و لاعب الوسط الإيجابي هو الذي تقل عدد تمريرا ته الخاطئة.
في منافسات كرة السلة، تتحدد قدرة اللاعب من خلال 6 إحصائيات رقمية هامة هي عدد دقائق اللعب، النقاط المسجلة، جمع الكرات الدفاعية، جمع الكرات الهجومية، عدد تمريرات المساعدة و عدد مرات تحول الهجوم.
الإحصاء و الإحصائيات في الألعاب الجماعية و الفردية عديدة و كثيرة، و تتنوع باختلاف المنافسة و اللعبة و طبيعتها، و لكنها موجودة مفيدة جداً للاعب و المدرب و الفريق ككل. إحصائيات المباريات و اللاعبين و المدربين و الحكام والفرق أصبحت من أبسط ما يمكن فعله مع وجود البرامج الحاسوبية ذات التقنية العالية و التي بدأت تستخدم من قبل بعض القنوات الرياضية، بينما كانت بعض العمليات الإحصائية البسيطة في السابق تعتبر عملا شاقا و يستخدم فيه كثير من العمل اليدوي و الورقي.
لا أعرف ما إذا كان لدينا مثل هذه الإحصائيات الرقمية، اليدوية أو الحاسوبية، عن لاعبينا و ما مدى استفادة المعنيين بأمر اللاعب منها، و لا أعرف ما إذا كنا نعتقد بأنها أحد أهم مؤشرات أداء اللاعب و المدرب و الحكم.
كيف ندفع لتجديد عقد لاعب في كرة القدم ملايين من الريالات دون أن تكون لدينا إحصائية عنه تبين كم من الفرص الصريحة أهدر أمام المرمى، و كم نسبة نجاح تمريراته الطولية و العرضية و الحاسمة و المسافة التي قطع خلال دقائق لعبه.