|


فهد القحيز
التحكيم والإعلام
2009-09-06
انتشار كرة القدم وزيادة جماهيريتها على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة أدى إلى زيادة التناول الإعلامي للمباريات.. بل إن المباراة المحلية (الآن) أصبحت تنقل وتغطى أحداثها في أكثر من قناة .. ولعل القنوات العديدة التي تقوم بتغطية مباريات دورينا (دوري زين) شاهد يؤكد هذا الكلام.
ـ والمشكلة الناتجة مع هذا الزخم الإعلامي (الضخم) للمباريات.. هي الضغوط الممارسة على حكام هذه اللعبة المثيرة.. والتي مع الأسف أصبحت تأخذ حيزاً ومساحة كبيرة في أغلب البرامج والمواد الإعلامية.
ـ فالقنوات والصحف الرياضية في هذه الأيام تعطى وتفرد مساحات كبيرة للحديث عن التحكيم .. من خلال التعليق على مستوى حكام المباراة وأخذ الآراء حول أدائهم في المباراة .. حتى وإن كانت هذه الآراء خاطئة!! والطامة الكبرى إنها تركز على أخطاء الحكام بصورة أكبر من أخطاء بقية إطراف اللعبة .. (اللاعبون والمدربون.. الخ) وتخلق الإثارة على سمعة الحكام وحساب ومصلحة التحكيم.
ـ حقيقة هذا التعامل السلبي للإعلام مع التحكيم يعد أحد الأسباب الجوهرية المساهمة في اهتزاز ثقة الحكام في أنفسهم.. لأن دخولهم في المباريات وهم في حالة متوترة غالباً ما يؤثر على مستوى تركيزهم.. والنتيجة هي وقوعهم في الأخطاء و ربما تكررها بشكل متتال في المباريات.
ـ وهذا بالفعل ما أوضحته العديد من البحوث والدراسات ... والتي تناولت الضغوط النفسية التي يتعرض لها الحكام أثناء إدارتهم للمباريات. فنتائجها أشارت إلى أن الخوف من الفشل (ارتكاب الأخطاء) من جهة و الخوف من النقد الإعلامي من جهة أخرى... يعدان من أكبر الضغوط المؤثرة على حكم كرة القدم.
ـ لذلك لابد من معرفة بأن التقييم البعيد عن الموضوعية للأداء التحكيمي يعتبر واحداً من الأسباب الرئيسية في عدم تطور الحكام .. بل إنه يساهم في زيادة رقعة الهجوم عليهم ومحاربتهم وعدم قبولهم من قبل الأندية وجماهيرها والنقاد المتعصبين.
ـ ولكي يتطور التحكيم فإن الخطوة الأولى نحو ذلك هي تعزيز العلاقة بين التحكيم والإعلام ليلعب هذا الأخير دوره الإيجابي .. كعدم التأثير (السلبي) على الحكام وكذلك عدم تضخيم وإبراز أخطائهم بالإضافة إلى عدم إثارة المشاكل التحكيمية في مباريات كرة القدم بصفة عامة.