|


محمد الشيخي
الأهلي في الساحة والبقية مرتاحة
2009-03-27
يتحدث البعض عن أنديتهم حديث الأبطال وينسجون الخيال حول إنجازات وهمية أو لم تتحقق بعد فيما المثال الحي أمامهم فيما يجسده (سفير الوطن) النادي الأهلي من مسيرة بطولية جعلت الرئيس العام لرعاية الشباب يستقبل فرق النادي الأهلي الذهبية ثلاث مرات هذا الموسم حتى الآن بعد تحقيق قدم الأهلي لكأس الخليج ويده لبطولة آسيا ومؤخرا بطولة الخليج وربما يتكرر مشهد الاستقبال لرابع مرة حينما يحقق فريق الطائرة الأهلاوي بطولة الخليج التي تنطلق اليوم في جدة.. أعطوني بالله عليكم فريقا حقق للرياضة السعودية هذا العام بطولات خارجية كحجم بطولات قلعة الذهب وهنا أتحدث عن عام واحد فقط.. بالتأكيد لا يوجد غير الأهلي الذي جسد لقب سفير الوطن قولا وعملا هذا عدا مسيرته الذهبية العامرة طوال سنوات تاريخه ونموذجيته في كل الألعاب والأنشطة الرياضية..
وفي الوقت الذي يتباهى فيه كتاب الميول برموزهم فإن النادي الأهلي والاتحاد والهلال والاتفاق وغيرها من الأندية تتباهى بغرس الأمير عبد الله الفيصل (رحمه الله) وهو الذي آتى ثماره بما تحقق للرياضة السعودية من منجزات، فدعمه لم ينحصر في النادي الأهلي رغم أنه بناه ورعى نشأته ورأى فيه مواصفات الرافد الرئيسي لمنتخبات الوطن في معظم الألعاب بل تعداه ليشمل بدعمه ورعايته أندية الوطن وتكوين رواسخ قوية للمنافسة الشريفة وكان له ما تمنى من خلال رؤية ثاقبة لمستقبل رياضة نافعة تصقل العقول وفق ثقافة الرقي وحصر إثارة التباري في الميدان لا خارجه.
وحتى نكون منطقيين وواقعين في ظل تعدد الثقافات اليوم وانحصار بعض المساحات الكتابية لكتاب صغار سناً وفكرا فإنه من الجدير القول بأنه لا رموز لرياضتنا في حضرة الأمير عبد الله الفيصل باستحضار تاريخه وما قدمه للرياضة السعودية والأندية ككل.
عودة إلى موضوع بطولة الدوري العام التي جعلت الأهلي في سلم الأولويات كأول بطل للدوري عندما حققه 1389هـ فقد أجاد محمد القدادي المؤرخ الوحيد على الساحة المتصف بالموضوعية والحياد والنقل الأمين في توصيف هذه البطولة وإبراز رسميتها على الملأ وأجمع الكل أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مأزق إن لم تحرص على موروث الأندية البطولي وحقوقها وتوثيق إنجازاتها خاصة وأنها تمثل المرجع الرسمي للأندية.. في بطولة الدوري التي حققها الأهلي طالعت العديد من الإثباتات والشهادات وكتابات صحفية ومنها ما كتب في صحيفة البلاد بتاريخ 23 صفر 1389هـ حيث أفردت صفحة كاملة عن البطولة ووصفها الكاتبان يحيى باجنيد وحسين اليامي في مقاليهما في نفس الصحيفة في ذلك اليوم بأول بطولة رسمية للدوري كما تحدث محلل المباراة عن براعة عبدالرزاق أبوداود كقائد ونجومية الراجخان (صاحب الهدف الوحيد في المباراة) وأحمد عيد وبقية عقد الفريق الذهبي وأنصف الاتفاق الذي كان قوياً يقارع الكبار بل يتفوق عليهم بوجود خليل الزياني والفصمة وغدرة وغيرهم من النجوم.. وما شاهدته في ثنايا هذا التحليل قادني للتساؤل: هل صحافة زمان على قلة إمكانياتها كانت تتصف بالموضوعية والحياد أفضل من الصحافة الآن؟.