|


ناصر السيف
ولد الشايب
2012-11-27

غيّب الموت لاعب النادي الأهلي بالرياض (الرياض حالياً) إبراهيم سعد الشايب والذي كان ضمن كوكبة من النجوم الكبار الذين لعبوا مباراة كأس الملك عام 82 هـ أمام أهلي جدة وهو المعروف بولد الشايب. الموت حق على كل نفس بشرية وهذه سنة الله في خلقه ولن يبقى للإنسان بعد الموت إلا العمل الصالح الذي يواجه به ربه ويفوز برضى خالقه، مات ولد الشايب بهدوء إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز الـ70 عاماً وهذا الفتى الأسمر الذي أتى من محافظة الحريق جنوب العاصمة ليستقر به المقام في حي الباطن غرباً برفقة زملائه أبناء المطرف وبن سعيد وبوهاشل والحكم الدولي إبراهيم الموزان لينضم إلى صفوف النادي الأهلي بالرياض أيام الراحل أبو عبدالله الصايغ لاعباً في الأشبال ثم الدرجة الثانية فالأولى مدافعاً وكان يتميز في لعبه بالقوة والصلابة ويخشاه المهاجمون الأفذاذ في ذلك الوقت أمثال مبارك عبدالكريم والدنيني والعميل وفهد بن بريك وغيرهم من المهاجمين الكبار، كما عرف عنه (رحمه الله) خفة الدم والعفوية وإضحاك زملائه اللاعبين في الملعب والمعسكرات، أتذكر مرة أقمنا معسكرا في أحد فنادق الرياض وقد تم تقسيمنا كمجموعات في الغرف وكان لدينا لاعب اسمه سعد جمعان يمتاز بالحرفنة والإبداع والمراوغة في الملعب لم يستمر طويلاً معنا لسفره لأمريكا للدراسة وُضع اسم هذا اللاعب مع ولد الشايب في الغرفة فرفض إبراهيم أن يكون معه وعند سؤاله من قبل كابتن الفريق راشد المطرف عند ذلك أجابه بعفوية بالغة أخاف أثناء النوم يصحيني و(يحاورني) وقد ضحك الجميع من هذا الموقف الساخر، اعتزل الكرة في نهاية التسعينات الهجرية لينزوي في حي الباطن بعد تقاعده من العمل في البلدية واكتفى بالزيارة لجيرانه وزملائه في شعيب الباطن أصيب قبل سنوات بأزمة قلبية وأدخل المستشفى العسكري بأمر من الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع الرجل الإنساني والرياضي والذي له مواقف كثيرة لا تُنسى مع جميع لاعبي الأندية دون استثناء وخاصة اللاعبين القدامى (أعطاه الله الأجر والثواب وأمده بالصحة والعافية). الحديث قد يطول عن ولد الشايب ولكن في هذا المقام للموت قدسيته، وإن كنت قد تحدثت عنه باختصار في الختام آمل من رجل الرياضة الكريم الأمير نواف بن فيصل أن يشمل بعطفه ورعايته مد يد العون لأسرة هذا اللاعب بعد رحيله، والذي ليس له دخل خلاف راتبه التقاعدي البسيط، فمواقف سموه مشهود لها مع جميع أبنائه الرياضيين والعشم كبير في سموه. خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وذويه، ورحم الله ولد الشايب رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، و(إنا لله وإنا إليه راجعون)... وعلى الخير والمحبة ألقاكم.