|


هيا الغامدي
«انهد السد».. واشتقنا يا آسيا
2019-10-04
تسببت أهداف الهلال الأربعة بهد السد وانهيار مدربه الإسباني تشافي بشوط ذهاب الدور نصف النهائي من أبطال آسيا.
ويتبقى شوط الإياب بالرياض 22 أكتوبر الحالي، الهلال حتى بالنتيجة المذهلة لم يتأهل رسميًّا ويحتاج المحافظة على تفوقه/ تأكيد تأهله وعلو كعبه على زعيم قطر الذي هو بحكم التاريخ/ النواحي الفنية/ العناصرية أقل! فضلاً عن فارق الخبرة بين رازفان وتشافي الذي قالها صريحة بعد خسارة فريقه بناتج كبير من الصعب مجاراة الهلال 90 دقيقة! اعتراف ضمني بقوة المنافس وتفوقه، لكن في كرة القدم كل شيء وارد ولنا بدوري الأبطال الموسم الماضي خير مثال؛ “الريمونتادا المجنونة” بين ليفربول و”برشلونة” الذي تقدم بالذهاب بثلاثية، لكن الإنجليز الحُمر عادوا إيابا برباعية وتم إقصاؤه من الدور نصف النهائي. ومانشستر يونايتد الذي أقصى باريس سان جيرمان من ثمن نهائي الأبطال بالفوز عليه بثلاثية قلب تأخره بالذهاب بهدفين. كرة القدم لا ضمان بها وهذا سر جمالها والملاحم بها لا تنتهي والريمونتادا تأتي تعافي/ تشافي، وللآن لا نعلم ماذا لدى تشافي؟!
فرق كُثر فشلت إيابًا بالحفاظ على تقدمها فطارت أحلامها وتبددت بلحظة لأنها عاشت الحلم قبل تحقيقه. مقاييس كُثر تجعلنا متفائلين بتأهل الهلال للنهائي، لكن لا بد من الانتباه والقتال لآخر رمق بالإياب، ولا خوف على فريق يملك خبرة النهائيات وبراعة “التفكير المرحلي” لرازفان، وهو رجل واقعي في أحلامه العملية، وهو مكسب للهلال بإيجابيته مع اللاعبين وتفهمه لهم وتفهمهم لطريقته وفكره وقناعاته وحالة التمازج/ الهارموني التي صنعها بين خطوطه. الهلال قدم وجهه الحقيقي؛ جميع خطوطه على مستوى واحد من الأداء قدرة تهديفية وصلابة دفاعية وخط وسط باذخ العطاء مع التفوق البدني والفني والقراءة الممتازة للخصوم/ المباريات، مع إضافة الختم النهائي على النتيجة بعنصر الخبرة الشلهوب الذي يقرأ الملعب بشكل جيد يراوغ ويمرر ويسجل “الدهن في العتاقي”.
لوشيسكو صاحب تفكير مرحلي/ واقعي لا ينظر كثيرًا للأمام ولا يمارس القفز على الحواجز؛ فالتفكير فيمن يقابل بالنهائي مرحلة متقدمة لا ينبغي الانشغال بها قبل تأكيد الوصول والخروج من بوابة النصف نهائي. أعجبتني جرينتا اللاعبين/ الروح القتالية وكأنهم جنود بالميدان كل بجبهته يحارب. أعجبتني إضافات العودة القوية؛ سلمان الفرج الذي شكل دفعة فنية إيجابية، وسالم الدوسري الذي متى تحرك تحرك الفريق بأكمله، الفرنسي جوميز زعيم الهدافين بآسيا، والشلهوب الذي يضع الختم النهائي بطريقته الخاصة! زعامة عن زعامة تفرق كما تفرق الماركة “الحقيقية” عن “التقليد”، ولكل مقام مقال.