|


د.تركي العواد
عودة الشلهوب
2020-09-14
لا أتخيل الهلال بدون الشلهوب.. عشرون عامًا من الإبداع والانضباط والبطولات، ما ستذكره الأجيال عن الشلهوب حتى بعد مئة عام هي الروح الإيجابية التي يتمتع بها. ما جعل الشهلوب يتحول إلى رمز وشخصية ملهمة أنه قدّم لنا الشخصية الحبيبة الطيبة بكل معانيها. لأعوام طويلة كنا نرى النجوم تغدو وتروح، تبدأ متواضعة ومتمسكنة، ولكن النجومية تُخرج المارد وتظهر ألوان الأنانية وحب الذات والنرجسية.
أتمنى أن تتأقلم سريعًا مع مرحلة ما بعد الاعتزال، وأن تواصل إعطاء الوسط الرياضي من خبرتك الثرية وتجاربك المديدة، وألا تبخل علينا وتنسحب كما فعل مئات النجوم من قبلك، اختاروا الانزواء في ركن مظلم وكأنهم لم يمارسوا كرة القدم يومًا. أعرف النجم الحقيقي من المزيف من خلال نشاطه بعد الاعتزال، فعاشق كرة القدم لا يمكن أن يتركها ويتفرغ لشيء آخر. كرة القدم لا تبحث عن أحد من يختفي يُنسى للأبد.
أعرف أن النادي يريدك في الجهاز الإداري وهذا وفاء غير مستغرب من الهلال، ولكنني لا أراك في الإدارة على الإطلاق، أراك في التدريب وتطوير المواهب، فقد بدأت في الهلال من البراعم وعرفت كل المصاعب التي يمر بها اللاعب الصغير قبل أن يصبح نجمًا، ركز على هذا المجال فلديك ما يكفي للنجاح. عمل الأكاديميات الأنسب لك وبالإمكان أن تخدم الكرة السعودية من خلاله، لا تبحث عن تدريب الفريق الأول ولا عضوية الاتحاد.
لك منا كل الشكر والحب والعرفان فقد منحتنا نموذجًا متفردًا لا يشبهه أحد. كنا دائمًا نردد “شوف الشلهوب.. شوف الشلهوب”. اليوم تسلم الراية لسلمان الفرج الذي يملك شخصية مختلفة وصفات أيضًا متفردة. يحتاج نصائحك ووقفتك. كما تبني كل إدارة للهلال على الإدارة التي سبقتها أتمنى أن يبني سلمان على ما قدمته. فالهلال لديه مدرسة خاصة للكبتنية. لم تكن شارة القيادة مجرد خرقة توضع في أعلى الذراع الأيسر، الكبتنية في الهلال تعطي اللاعب مسؤوليات وأدوارًا بدأها صالح النعيمة فأصبحت سمة في قائد الهلال.
33 بطولة مع الهلال وإنجازات فردية وجماعية وأعوام طويلة مع المنتخب إلى أن حانت لحظة الوداع. يعز علينا فراقك أيها الرجل النبيل، ستبقى دائمًا النجم الخلوق الذي لا يعرف التصنع ولا التكبر. نراك قريبًا في مكان آخر.. فلا تتأخر.