|


فهد عافت
قَتَلَة وضَحَايا!
2021-12-01
ـ وجود الأعداء مسألة حتميّة!. للنّاجح أعداء، وهذا أمر يعرفه الجميع، الجميع بمعنى الكلمة، ولأن الجميع يعرفه ولا يشكّ في وجوده، فقد صار طبيعيًّا، رغم أنه كان يُمكن له ألّا يكون كذلك!.
ـ لكن للفاشل أعداء أيضًا!، أعداء يتوهّمهم، ويخترعهم بنفسه، يظلّ يتخيّلهم إلى أن يكتمل الكُرْه!.
ـ الفروقات ليست بسيطة، والنتيجة ليست واحدة، لكن: لكلٍّ أعداءه!.
ـ أهم هذه الفروقات أنّ الناجح قد لا يحتاج لأعدائه!، وربّما لهذا السبب، لشعورهم بعدم حاجته إليهم، يضعونه في هذه الخانة، خانة العدوّ!، وربما لنفس السبب أيضًا، يزداد بغضهم له وحنقهم عليه!.
ـ أما الفاشل فهو بحاجة ماسّة لوجود أعداء، ولذلك يبتكرهم، ليُحمّلهم تبعات فشله، ويُلقي عليهم اللّوم والشتائم!.
ـ قد لا يهتمّ الناجح بمن نصّبوا أنفسهم لمعاداته، قد لا يهتمّ “كثيرًا” لهم!. على الأقل؛ لن يتفرّغ لمبادلتهم الكراهية والحقد والبغضاء!. لديه دائمًا ما هو أهم!. وهذا يغيظهم أكثر!.
ـ أما الفاشل، فإنّ جُلّ اهتمامه سيكون مخصصًا لهؤلاء الأعداء، لأنه ابتكرهم، ولأنه ظلّ يتوهّم وجودهم إلى أن “نجح” في جعلهم حقيقة!. ولأنه، ربما، يشعر في قرارة نفسه، أنّ هذا هو “النجاح” الوحيد الذي تمكّن من تحقيقه، بجهده وعمله!. لا يمكن لشخص هدر، ولا هجر، نجاحه الوحيد!. وهو حتّى حين لا يصل بتوهّماته وظنونه وتخيّلاته ولَيّ ذراع الحقيقة إلى أن تتجاوب مع شكوكه، فإنه “ينجح” على الأقلّ في تفريق دم فشله بين القبائل!. عبر توزيع الأدوار والمسؤوليّات، “ينجح” في نفي تحمّله وَحْدَهُ للمسؤولية كاملةً!.
ـ حتّى العدوّ الحقيقي، العدوّ غير المتخيّل وغير المُختَرَع، يُمكِن للمرء اعتباره مصدر طاقّة، ووقود للتّجدّد وتحسين الأدوات والأداء، واستدامة اليقظة، وهجران الكسل،
لولا أنّ الفاشل فاشل!.
ـ كثير من ضحايا الناجح المتفوّق هم ضحاياه نعم، لكن دون علمه. وللفاشل، في الغالب، مجرمين وقَتَلة دون علمهم!.