|


فهد عافت
.. للكتابة والرّسم وكُرَة القدم!
2021-12-09
- بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: رواية “عن الموسيقى” لـ: “بيتر هاندكه” النمساوي الفائز بجائزة نوبل للآداب 2019. ترجمة: د. منى محسن. دار صفصافة (مصر):
- طريقة للكتابة:
قام بكل تأكيد، قبل الشروع في الكتابة، بقراءة كل ما يندرج….، وقد انتوى بالطّبع نسيان الغالبيّة العظمى ممّا قرأ على الفور، فالمفترض ألّا يعكس ما يكتبه سوى رؤيته الخاصّة للأمر!.
- طريقة للرّسم:
خَطَرَتْ برأسه مقولة لبيكاسو كشعار مُحتمَل: إنّ المرء يرسم الصّور مثلما تُربّي أميرة أطفالها، مع راعية الأغنام!.
- كان يا ما كان:
كان يا ما كان، وكأنّ ذلك الاستهلال المُستخدم في قَصّ الحكايات يبدو كحكاية قصصية في حد ذاته ودونًا عن كل المُقدّمات الأُخرى المألوفة، فهو الأوقع والأشدّ أثَرًا، بل هو القصّة الأكثر واقعيّة والأكثر خرافيّة!.
- طاقة لفعل اللاشيء:
قرّر مواصلة ما خطّط له بكل بساطة، والاستعداد للخطوة التالية، وهي فعل لاشيء سوى التّسكّع،…، والاستمتاع بوقته. شَعُر حينها فجأة بمتعة غريبة لهذا القدْر من اللّاجدوى التي ستحقّقها نواياه؛ الحريّة!، وفي الوقت نفسه شعُر بقدْر من الطّاقة لفعل لا شيء تقريبًا!.
- هل كرة القدم فن؟!:
وفي إحدى المباريات رأى…، “إيميليو بوتراجينينو” بشحمه ولحمه (بردائه الذي كان دومًا نظيفًا حتى وهو واقف في الوحل!) والذي كان من الممكن أن يصدّقه أي شخص وهو يُجيب عن سؤال طرحه أحد المراسلين عليه حول ما إذا كانت كُرَة القدم فنًّا أم لا؟!، وحينها أجاب قائلًا: “نعم! للحظات”!.
- الحانة ومحطة القطار:
من المُلاحظ أنّه كلّما اقتربت الحانةُ من محطّة القطارات؛ كلّما كَثُرَتْ من ناحية لحظات الوداع وتزايد من ناحية أُخرى أعداد الجنود الذين ينتظرون هنا لساعات قبل تأديتهم للخدمة الإلزاميّة الليليّة!.
- نوعيّة من الناس:
ذكرها “ثاوفرسطس” في كتابه، والتي تتّسم دومًا بعدم رضاها عن أي شيء حولها!، وينشغل صاحب تلك الشّخصيّة إذا ما قَبَّلَتْهُ حبيبتهُ بالتّساؤل ما إذا كانت تُحبّه بالفعل من أعماق قلبها أم لا؟!، والذي يَصُبّ لَعَناته على “زيوس” ليس لأنّه سمح للسّماء بأن تُمْطِر وإنّما لأنّه جعلها تُمْطِر متأخِّرًا!، وعندما يجد كيس نقود في الطّريق يقول: وجدتُ نقودًا، لكنّي لم أجد مُطْلَقًا كنزًا!.
- الكُتُب:
يرى الآن، وهو الآن صاحب المعايشة الأكثر اكتمالًا وحميميّةً مع الأشياء،…، أنّ الكُتُب يجب أن تحوي تأمّلات ضئيلة وكبيرة ومتعدِّدَة الجوانب، فلا تتناول أشكال الانغلاق المُعتادة وإنّما طُرُق المرور!.
- إيقاع السّرْد:
والآن، بينما يسير بلا هدف داخل منطقة الغابات،…، شعُرَ بداخله فجأة بإيقاع آخَر. لم يكن مُتَبَدِّلًا أو مُتَقَلِّبًا وإنّما مُتَفَرِّدًا ومُنتظِمًا، وفضلًا عن ذلك كلّه فهو إيقاع بدلًا من أنْ يُطَوِّقه ويتلاعب به؛ كان إيقاعًا واضحًا وجادًّا للغاية ويأخذه بعيدًا. إنّه إيقاع السَّرْد!.
- خطورة موسيقيّة:
..، وقد أخبره أحد ما ذات مرّة أنّ الخطورة في سماع الموسيقى تكمن في إيهام الذّات حينئذ بأنّ الشّيء الذي يجب إنجازه قد تم القيام به!.
- جغرافيا الأفكار:
..، فبالرّغم من أنّ صعود المرتفعات يجعلك تتنفّس بشكل أعمق وتفكِّر بذهْن أكثر صفاءً، إلّا أنّه لا ينبغي أنْ يكون الجبلُ مُنْحَدِرًا للغاية وإلّا أصبحت الأفكار محمومة!.