|


فهد الروقي
«ما كنو سوبر»
2022-01-07
مَن يغني “عذب السجايا وعوده بأول الكنّة” في عزِّ برد “الأزيرق”، هو شخص لا يعرف “منازل النجوم”، ولا يقدِّرها حق قدرها، ومَن يغري اللاعبين بالمال وتاريخهم مليء بالقضايا والجحود، هو شخص يرتكز على جرف هار قد يسقط في أي لحظة حتى وإن ضعف المطلوب في لحظة إغراء من وسيط لا يدرك الأبعاد جيدًا، وقد يلبس الثوب بـ “الكرفتة”.
في واحدة من ليالي الزعيم الخالدة، عنونها قائد الفرقة الملكية سلمان الفرج بالمباركة بالسوبر، وبالسوبر كنّو. هي ليلة التتويج والمحافظة على المكتسبات، يقودهم رجل الأفعال “الحكيم” فهد بن نافل، الذي لا يتحدث إلا منجزات، لكنه إن تحدث أسمع، وإن تعاقد أوجع، وإن قدَّم أشبع.
في واحدة من أجمل مباريات هذا الموسم، ما عدا ربع ساعة، استغلها الفيصلي بهدفين، ثم ركن للدفاع الذي حدَّ من حسم الأمور مبكرًا، حتى وحامي العرين يتصدَّى لركلتي ترجيح، والأخيرة تحديدًا لم يتحرَّك لها الرفاق، ولم يفرحوا كثيرًا، وكأنهم يقولون “الثقل صنعة”.
في التتويج كان الجميع سعيدًا، ويلتقط الصور التذكارية مع الكأس والرفاق، إلا “كنو” فقد حاول أن يكتم ما في صدره، لكن بركان الشوق فاض، ففاضت معه العبرات التي لم تخف عن الفهد الآخر، الذي كان يراقب المشهد بطريقة القوي الأمين، وعلى الفور ذهب للسامق، واحتضنه، فأخبره بأنه يريد البقاء، ولا يريد المغادرة، وأنه يشعر وكأن روحه ستغادر جسده إن لم يبق في الهلال، فكانت الاستجابة الفورية، وعند الانتهاء من مراسم تجديد الولاء والمحبة ظل يردد “وقد يجمع الله الشتيتين بعدما... يظنان كل الظن ألا تلاقيا”.
وعلى الفور، أعلن كبير آسيا خبر التجديد مع اللاعب الدولي، وبدأت الأفراح الزرقاء من جديد، وظل مَن كان “يتباكى” على فوز الأزرق، ويسعى إلى تشويهه كالعادة الموسمية منذ عقود، في ذهول من هول الصدمة، حتى إن ناديهم أكمل مسلسل الدراما ببيان، لكن ليس من “مصدر مسؤول”، وهو بيان يستحق أن يطلق عليه “بيان آخر الليل”.
الغريب أنني كنت أتحدث مع مسؤول أزرق، وسألته عن الأحداث، فاعتذر بلباقة، وقال: نحن نركز حاليًّا على مباراة الثلاثاء في حائل.

الهاء الرابعة
قربك دوا روحـي ومصدر سروري
وغلاك ثـبّـت فـي ضلوعي محـلّه
أبختصر لك مـا يكـنّه شعـوري
وجـودك بدنـياي نعمة مِن الله.