|


سعد المهدي
التحكيم معه ضربة الشمس
2022-01-29
وجه المسابقات الإفريقية لم يتغير، بل ربما ظهرت البثور عليه أكثر، رغم كل المحاولات التي كان يجري اتخاذها لتحسينه أو محاولة الإقناع أن ما يحدث في مبارياته من أخطاء تحكيمية وسوء تنظيم ومواعيد، له ما يماثلها في ملاعب قارات أخرى.
في الكاميرون حيث تجري حاليًا منافسات كأس أمم إفريقيا، ورغم أن حالة جائحة كورونا له ما يشبه تداعياتها في كل العالم، كان يمكن قبول بعض سلبيات التنظيم أو ضعف ظهور نجوم الملاعب الأوروبية المنتشرين بين المنتخبات الإفريقية المتنافسة وسوء أرضيات الملاعب، إلا أن هذه النسخة أبت إلا أن تضيف بعض الآثار التي لا يمكن محوها سريعًا من على وجهها.
ما فعله الحكم الزامبي جاني سيكازوي في مباراة مالي وتونس عند إطلاقه صافرة النهاية قبل خمس دقائق من انتهاء الوقت الأصلي، فتح الباب على مصراعيه للحديث والنقاش حول الأخطاء التي يرتكبها الحكام، ما إذا كان من الممكن قبولها على أنها تقديرية أو خلل في تفسير إحدى مواد القانون، أم تتعلق بشخصية الحكم من الجانب النفسي والسلوكي، ودورهما في درجة الثقة في نجاح الحكم في أداء مهمته بما يحقق عدالة المنافسة.
الحرج الذي أحدثه “سيكازوي” للذين يهمهم تعزيز العلاقة بين الحكام وأطراف اللعبة الأخرى كبير جدًّا، لأن الخطأ مفزع ولا يمكن أن يرتكبه مبتدئ، فيما يتمتع “سيكازوي” بخبرة طويلة، حيث أدار نهائي المسابقة 2017م ومباراتين في مونديال روسيا 2018م، بالتالي ما هو تفسير ارتكابه لهذا الخطأ؟ والأهم كما يمكن له وغيره من الحكام بذات الدرجة أن يلعبوا دورًا في تغيير نتائج المباريات من قبل وبعد ويفسدوا سمعة الحكام والتحكيم.
مبرر إصابة “سيكازوي” بضربة شمس قبل إدارته للمباراة ما دعاهم لنقله للمستشفى بعد المباراة ليس كافيًا أو مقنعًا، لما ارتكبه من أخطاء في القرارات التي اتخذها، أبرزها زمن المباراة الناقص عن المقرر في قانون اللعبة، وما يلي ذلك من إجراء في حق الحكم أو في منع المزيد من الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الحكام نتيجة أمور تتعلق بالشخصية من حيث سلامتها النفسية والسلوكية، يجب أن تكون من بين أولويات لجان التحكيم ودوائرها التطويرية الذي يبدأ بشروط ومواصفات قبول الحكم المستجد، من خلال أساليب الفحص الشامل والمتابعة والتأهيل والتطوير.