|


عدنان جستنية
من يحاكم لجنة الانضباط؟
2022-10-14
كرة القدم لم تعد مجرد فقط لعبة تتقاذفها الأقدام وتضبط لاعبيها قوانين تحكيمية، إنما بات يحكم ممارسيها والمشاركين في منافساتها السيد النظام الذي يضع من أولويات اهتماماته ترسيخ المنافسة الشريفة وتوطيد الروح الرياضية، بما يكفل خلق أجواء صحية لمجتمع رياضي وبيئة تساهم في نشر ثقافة توعية مهمة لكل المهتمين والمتابعين بهذه اللعبة، بما يقلل قدر الإمكان من التعصب الكروي بكافة ألوانه وأنواعه.
ـ حينما يرى السيد النظام أن لجنة من لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم تعاملها مع بنوده ومواده التي تعتبر في مقام أبنائه وبناته فيه نوع من التباين والتناقض، أعتقد عقلانيًّا أن أول من يتضجر ويشتكي من ازدواجية التعامل مع أبنائه وبناته هو السيد النظام نفسه، لرفضه الشديد لما تتعرض له بنوده ومواده من ظلم فاضح، ولهذا يأمل وجود حل سريع من صف يمنع حالة “تميز” لمادة عن بقية المواد وتارة أخرى “تجاهل” تام لها بما يعطي انطباعًا سيئًا تجاه القائمين على لجنة غير عادلة مع أبنائه وبناته، فما بالكم مع الآخرين.
ـ لكم أن تتخيلوا مثلًا رئيس نادي النصر بالموسم الماضي الذي هاجم لجنة الحكام في تصريح مشهور له، حينما رفض القائمون على لجنة الانضباط الاستعانة بمواد من مواد اللائحة وبند من بنودها إلا يأتيها شعور بالغبن والقهر لهذا التجاهل لها أمام أنظار إخوانها وأخواتها.
- ولكم أن تتخيلوا أيضًا أن رئيس نادي النصر نفسه في هذا الموسم انتقد حكم مباراة النصر والاتحاد باتهام واضح صريح بقوله استفزازه للاعبي فريقه كان هدفه هو إخراجهم من جو المباراة، تخيلوا أن السيد النظام حضر عبر أعضاء لجنة الانضباط المحترمين الذين فسروا ذلك التصريح بأنه إساءة، بينما يحمل هذا التصريح اتهامًا يجعل السيد النظام في حالة غضب لتجاهل اللجنة المادة التي تنطبق على هذا الفعل وفي ذلك قلة اعتبار لها.
ـ نفس الشيء ملكني إحساسًا رهيفًا جدًّا تجاه مادة بالموسم المنصرم تم الاستعانة بها مباشرة عقب تصريح للمدير التنفيذي لفريق كرة القدم بنادي الاتحاد، قال فيه عن اتحاد الكرة ولجانه “الأيادي المرتعشة”، بينما مارست “الطناش” لهذه المادة حول تصريح لرئيس نادي الهلال الحالي بقوله “اتحاد القدم خايف”، لا أخفيكم أنني تعاطفت كثيرًا مع هذه المادة التي وجدت أنها على حق في أسلوب التباين معها، حيث تم التعامل معها في الحالة الأولى بكل الاحترام والتقدير، بينما تم “التنكر” لها تمامًا في الحالة الثانية وحزنت كثيرًا على السيد النظام الذي وقف متفرجًا عاجزًا عن محاكمة لجنة الانضباط.