|


سعد المهدي
قبل أن تطير الملايين
2022-12-31
حتى يكون عامًا يختلف عما قبله، لا بد من تهيئة مسرح الأحداث الكروية لتمكين خطط التغيير من التحقق، ولا أهم من مراجعة خريطة التشغيل لوضع الأصبع على ما يراد له إصلاح، أما بالحذف أو الإضافة.
الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم “دوري روشن”، يتهيأ للانتقال إلى مرحلة نوعية في الظهور، بالاعتماد على استقطاب دفعة جديدة من اللاعبين النجوم ذائعي الصيت، على المستوى العالمي، وهذا مبرر للخشية أن تفسد بيئة العمل المكونة من “لجان اتحاد ورابطة ونقل تلفزيوني وملاعب”، كل ما يمكن أن تستهدفه أو تؤدي إلى عكس ما يراد لها، ومعها تطير الملايين.
يجب أن نعترف أن الحكام السعوديين، معظمهم لا يمكن الاعتماد عليه لإنجاح المنافسات، “ضعف إدارة ـ نقص شجاعة ـ تجربة محدودة”، وأن النقل التلفزيوني لا يمكن أن يقدم المباريات بالجودة، وتنوع الصورة التي يغطي بها الحدث بكل تفاصيله، ولا التعليق الذي يضيف الإثارة والتشويق، ولا سلامة البث بعد أن تميز بـ “نعتذر لانقطاع البث من المصدر”.
اللجان القضائية “الانضباط والاستئناف وغرفة فض المنازعات” ومركز التحكيم، لم تعد قراراتهم محل اطمئنان، وهي مسألة لم تتأكد فيما سبق بمثلما هي عليه هذه المرحلة من وضوح، يعزز ذلك اعترافات منسوبيها “إعلاميًا” واستقالاتهم، وما يدور حول ما كتبوه في “حساباتهم”، وتناقض المختصين في القانون حول كل ما يصدر عنهم، وتحدي إدارات الأندية لقراراتهم “إعلاميًا”، أو تجاوزهم لجهات قضائية أخرى، أو سلطة أعلى لنقض أو تخفيف أحكامهم.
إصلاح بيئة التنافس من أجل تطور المنافسة واستثمار مخرجاتها في تحقيق أعلى مكسب ممكن، يجب أن يسبق الحرص على جلب أضواء أكثر للدوري الذي يراد له أن يكون مردوده إيجابيًا وجاذبًا، وهذا لا يمكن أن يتم دون مصارحة الرابطة والاتحاد والوزارة، أن عليهم الدخول عمليًا وبشكل لا مواربة فيه في تصحيح واقع اللجان، وحماية الدوري من الاستقطابات، وتحسين وضع الملاعب والنقل التلفزيوني، وإن على الأندية التعاطي بندية مع الجهات الثلاث، فيما يتعلق بتطبيق الأنظمة واللوائح، وإن يتصرفوا كأعضاء جمعيات عمومية في الأولمبية والاتحاد والرابطة، لا تابعين لهم.