|


إبراهيم بكري
الهلال فوق الخيال
2023-02-10
لا تعرف ما الكنز الذي لا يفنى؟! القناعة أم الهلال؟ لكن لماذا كل هذه الحيرة، فلا أحد غير”الزعيم” هو الكنز.
إن ما يفعله الهلال في منظومة الرياضة السعودية حالةٌ، تحتاج إلى أن تتوقف عندها، وتسأل: من أين لك كل هذا؟ أولاد الأثرياء يُقال عنهم: “وُلِدَ وفي فمه ملعقة من ذهب”. أما الهلاليون “فليس ملعقةً فحسب”، كلا، بل ويُولدون أيضًا وحياتهم كلها ذهبٌ، من المهد إلى اللحد. هم لا يشبعون ولا يقتنعون، لذا أقول لك: “الهلال كنز لا يفنى، وليس القناعة!”.
ترتكز جودة الحياة على السعادة، والهلاليون أسعد جماهير الوطن، ففي كل موسم يفرحون، فهل يحقُّ أن نقول: “إن من جودة الحياة أن تكون هلاليًّا”.
الهلال خُلِقَ من طينة الفرح، وعُجِنَ بالسعادة، لذا أصبح تشجيعه من متع الحياة. تأمَّل من حولك، اقرأ الوجوه، وستعرف مَن الهلاليون. الأكثر فرحًا بيننا هم، الأغنياء بالبطولات هم، والأكثر سعادةً بين الجماهير، لا أحد غيرهم. الهلاليون ينامون ويصحون على بطولة، وكأن “الزعيم” لا مسكن له إلا منصَّات الذهب، وُلِدَ فيها، وعاش في حضنها، لذا أصبح “الهلال كنزًا لا يفنى”.
أن تكون هلاليًّا، يعني أنك “محصَّن” بالبطولات، ولا تحتاج إلى أي لقاح، ولا خوف عليك من أي شيء وخلفك هذا الجمهور العظيم، يحميك من كل فيروس.
لا أحد يشبه الهلال في رياضتنا، هو الثابت وبقية الأندية المتحرِّكون. منذ سنوات طويلة والهلال وحيدًا ينافس نفسه، وبلغة الأرقام تفصل ما بين الهلال ومنافسيه سنوات ضوئية.
لا يبقى إلا أن أقول:
تأهل الهلال، بطل آسيا، إلى نهائي مونديال الأندية، الجاري حاليًّا في المغرب للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على فلامنجو البرازيلي، بطل أمريكا الجنوبية، 3ـ2 في الدور نصف النهائي، ليقابل ريال مدريد في مباراة تاريخية من أجل تحديد بطل العالم.
ظروف صعبة عاشها الهلال بسبب إصابة معظم لاعبيه، إضافةً إلى جوانب فنية أخرى، من أهمها إيقافه من التسجيل فترتين، ومع ذلك استطاع النجاح، لأنه فريقٌ ثقيلٌ فنيًّا، وأفضل نصيحة تقدمها لأي فريق، يطمح للبطولات: سِر على خطى الهلال، وستختصر الطريق صوب منصات الذهب، فلا أحد غير الهلال يعرف سر البطولات.
شهية الهلاليين للبطولات مفتوحة، لذا دائمًا نسأل: “البطولة رقم كم”؟ حقًّا “الهلال كنز لا يفنى”، وهنيئًا لكل مَن وُلِدَ هلاليًّا بتشجيع فريق عظيم، تعيش معه جودة الحياة بسعادة لا تنقطع. حقًّا الهلال فوق الخيال.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.