|


طلال الحمود
شيء من الماضي
2023-07-01
هبت رياح التغيير على الرياضة السعودية خلال عام 2023 بطريقة لم يسبق أن عرفها متابعو كرة القدم منذ نهضة السبعينيات واستراتيجية البناء والتطوير التي بدأت مع وصول الأمير فيصل بن فهد إلى منصب المسؤول عن الشباب، قبل أن تتعثر غير مرة بعد رحيله، وباتت جماهير كرة القدم العربية على موعد في الموسم المقبل مع النسخة الأهم من الدوري السعودي، قياسًا على نوعية تعاقدات الأندية وعدد النجوم القادمين من أوروبا إلى أقوى البطولات المحلية في آسيا وإفريقيا.
ولن ينسى مشجعو الأندية السعودية الموسم المقبل، وسيبقى في الأذهان كما بقي عام 1978، حين عرفت كرة القدم المحلية تحولات كبيرة بقدوم أهم مدربي العالم من أمثال الداهية البرازيلي ديدي ومواطنه زاجالو والألماني كرامر واليوغسلافي بروشتش وغيرهم، فضلًا عن التعاقد مع لاعب منتخب البرازيل ريفالينو وقائمة منتخب تونس العائد من بطولة كأس العالم، وغالبًا سيعيد التاريخ نفسه خلال العام الحالي بقدوم رونالدو وبنزيما وكانتي وكوليبالي والقائمة في انتظار مزيد من نجوم العالم الذين سيختارون خوض التجربة المثيرة.
الموسم المقبل سيشهد أيضًا بداية النهاية لمظاهر وطقوس اعتادت عليها كرة القدم السعودية، ومنها مسمى أعضاء الشرف بعدما أصبحت العضوية تندرج تحت تنظيم مؤسسة غير ربحية، ولن يتردد اسم العضو الداعم في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي كما تردد بين مشجعي الاتحاد والنصر لسنوات طويلة، إذ أن العضو الذي كان يخدم ناديه بعيدًا عن الأضواء سيتراجع دوره ولن يستطيع التأثير على قرارات الاستغناء عن المدرب أو التعاقد مع لاعب، لاعتبار أن أغلبية مجلس إدارة شركة النادي تضع في اعتبارها الربح المالي وتجنب الخسائر، ما يعني أن التعاقد مع مدرب بشرط جزائي كبير يعني بالضرورة استمراره حتى انتهاء عقده، أو أن يصبح استمراره سببًا في خسائر مالية لن تتمكن الشركة من تفاديها إلا بإلغاء عقده ودفع مبلغ الشرط الجزائي.
وغالبًا ستختفي في الموسم المقبل ممارسات إعلامية غير محايدة نتيجة للتشريعات الجديدة التي تحفظ حق الشركات الرياضية في مقاضاة الجهة أو الشخص مصدر الإشاعات أو المعلومات المغلوطة في حال تضررت أعمالها التجارية، أيضًا سيتفاجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم من تراجع عدد الذين يطالبون الأندية السعودية بمبالغ متأخرة نظير إهمال الإدارات في تسوية مستحقات المدربين واللاعبين ووكلاء الأعمال، وغالبًا ستعيد الجهات الإعلامية مراجعة أنظمتها الداخلية تحسبًا للحد من التعصب الذي ربما يكلفها دفع تعويضات مالية كبيرة.