|


طلال الحمود
احتمال نونو
2023-08-19
جاءت خسارة النصر الثانية في الدوري السعودي لتضيف احتمالًا ضمن تكهنات المراقبين لمستقبل الأندية بعد تسليحها بصفقات نوعية منحتها الاستعانة بخدمات نجوم الصف الأول في العالم، وبات تغيير بعض الفرق للتشكيلة المتجانسة يفرض احتمال التعثر في الموسم الأول، بسبب عدم التجانس بين اللاعبين وحاجة النجوم إلى مزيد من الوقت للتأقلم مع الطقس وتجاوز تأثير الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة على قدراتهم البدنية.
ويبدو أن البرتغالي نونو سانتو، مدرب الاتحاد، سيكسب الرهان هذه المرة أيضًا، حتى لو ساءت علاقته بأنصار فريقه، خاصة أن ناديهم لم يعرف في السنوات الأخيرة انقسامًا كما حدث بشأن سانتو الذي أظهر زهدًا في الاستعانة بنجوم العالم في حال كان الثمن الاستغناء عن تشكيلة الفريق الفائزة ببطولة الدوري، في وقت تعلن فيه أندية الأهلي والهلال والنصر يوميًّا عن صفقات يسيل لها اللعاب قياسًا على تعاقدات المدرب البرتغالي المحدودة.
“زهد” الشيخ نونو وتوالي صفقات الأندية المنافسة كان كفيلًا بإثارة الخلاف حول الرجل الذي أجمعت الجماهير سابقًا على براعته، بعدما أعاد الاتحاد إلى منصة التتويج ببطولة الدوري السعودي بقائمة لا يمكن مقارنتها بنجوم الهلال والنصر خلال الموسم الماضي، ومع أن سانتو خرج من الموسم الأخير متوجًا بالذهب وسط ثناء غير مسبوق على حسن إدارته للموارد المتاحة وقدرته على تقليص الفارق الفني بين فريقه وبقية المنافسين، إلا أن صدى الصفقات قاد الجماهير للاعتقاد بأن العلاقة طردية بين عدد اللاعبين العالميين وتحقيق الانتصارات، والأرجح أن المدرب البرتغالي لا يؤمن إطلاقًا بهذه العلاقة ولا يفكر باختبارها.
وبعد انتهاء جولتين من منافسات الدوري السعودي، يبدو أن نونو سانتو الأكثر إلمامًا بعالم كرة القدم حتى الآن، وتوقيت الاستعانة بالنجوم اعتمادًا على الكيف وليس الكم بما يضمن تأمين مسيرة فريقه نحو إحراز اللقب، خاصة أن كثرة النجوم في بعض الأندية الأوروبية لم تمنحها التفوق على منافسين أقل قيمة سوقية والأمثلة كثيرة.
نتائج الجولة الأخيرة منحت نونو سانتو ثقة أكبر وقدرة على مواجهة المطالبات الواسعة بتغيير تشكيلة الفريق، وزادته رفضًا لاستبدال أبطال الموسم الماضي بلاعبين عالميين، وليس بعيدًا أن يعطي هذا الشيخ درسًا جديدًا في كيفية إدارة الموارد بفكر يراعي تحقيق الانتصارات بأقل التكاليف المالية كما فعل الموسم الماضي، بعيدًا عن تكديس النجوم على مقاعد البدلاء دون حاجة فعلية لوجودهم.