|


طلال الحمود
لا صافرة في جواتيمالا
2023-09-02
تعرض الدوري السعودي لكرة القدم منذ بدء الموسم إلى منغصات لا توازي أهميته وارتفاع عدد مشاهديه في العالم، بعدما تسببت برمجة الجولات الخمس الافتتاحية “الغريبة” في حرمان المتابعين من مشاهدة أغلب المنافسات، لتعارض توقيتها مع مباريات مهمة، كما ساهم استقدام الحكام الأجانب بطريقة عشوائية إلى حدوث أخطاء أثَّرت على نتائج بعض المباريات.
ويحسب لرابطة الدوري أنها تنبهت إلى الخطأ في اختيار مواعيد المباريات، وبادرت إلى التصحيح من خلال الجدولة الجديدة للجولات المقبلة، ومع أن الرابطة لم تعتذر أو تبرر إلا أنها تصرفت على طريقة أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام، وفي المقابل ما زالت لجنة الحكام في الاتحاد السعودي تواصل غرائبها وعجائبها في إسناد المباريات المهمة إلى حكام من قبائل الأنكا وبلاد تركب الأفيال ما أفسد أجواء المنافسة بقرارات لا يمكن أن يصدرها إلا حكم يعاني من الإرهاق بسبب كثرة رحلات الترانزيت بين مطارات العالم.
ولفتت لجنة الحكام الأنظار قبل مباراة الكلاسيكو السعودي حين اختارت طاقمًا تحكيميًّا من جواتيمالا بقيادة ماريو إسكوبار ومساعدة مواطنيه لويس فينتورا وهامبرتو بانجوج، بينما لم يكن حكم غرفة الفيديو إيليس ميرليس القادم باراجواي بأحسن حال، خاصة أن انتقال هؤلاء من بلدانهم إلى جدة يتطلب نحو 24 ساعة، مع عدم ضمان تأثير الرحلة على الساعة البيلوجية لأكثرهم تأقلمًا مع السفر والنوم في صالات المطار، ما يؤثر بصورة مباشرة على حضورهم الذهني في المناسبات الكبرى.
ولا يعذر الاتحاد السعودي بضيق الوقت، بعدما استمرت اختياراته الخاطئة للحكام وعجز مسؤولوه حتى الآن عن معالجة القصور وسد ثغرة يمكن أن تسيء إلى سمعة الدوري الذي بات يحظى بانتشار أكبر في العالم، ويبدو الأمر أقرب إلى الإهمال وعدم الاحترافية بعدما تكرر قرار الاستعانة بحكام أمريكا الوسطى والجنوبية في المناسبات الكبرى وبلا سبب مقنع، ما يجعل إيقاف العشوائية من أهم متطلبات عدالة المنافسة وإبعادها عن الجدل الذي من شأنه النيل من سمعة المنافسات والتأثير على تنافسيته مع بطولات الدوري في العالم. عاصفة التعاقدات اللافتة وانتقال أهم نجوم العالم إلى الأندية السعودية لا يضمن النجاح في حال فشل الرابطة والاتحاد السعودي في إدارة المنافسات بما يوازي أهميتها واهتمام جماهير كرة القدم في العالم بالدوري الأقوى خارج قارة أوروبا، إذ إن استمرار وصول الطائرات القادمة من جواتيمالا وباراجواي بهؤلاء الحكام لا يبعث على التفاؤل ولا يليق بمستوى البطولة.