|


طلال الحمود
رونالدو في طهران
2023-09-23
لم تعرف كرة القدم السعودية تغييرًا بقوة ما عرفته في الشهور الأخيرة وتحديدًا منذ نوفمبر الماضي حين فاز الفريق “الأخضر” على منتخب الأرجنتين في نهائيات كأس العالم 2022، مرورًا بسلسلة تعاقدات الأندية مع أهم نجوم اللعبة، وانتهاءً بتعليق صور لاعبي النصر على جسور العاصمة الإيرانية ترحيبًا برونالدو ورفاقه.
وحين بثَّت وكالات التلفزيون العالمية لقطات تظهر مئات الشبان يركضون في شوارع طهران وراء حافلة اللاعبين القادمين من الرياض، اكتشف العالم أن المشروع السعودي بات واقعًا ويمكنه التأثير على محيطه بسرعة لم يتوقعها أحد، ما جعل بعضهم يسترجع عبارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل أربعة أعوام وحديثه عن مشروع الشرق الأوسط الجديد وتحوله خلال سنوات ليصبح بقوة أوروبا، خاصة بعدما شاهد العالم إيران بصورة مختلفة بفضل زيارة رونالدو ورفاقه وتسليط الضوء على عشق الإيرانيين لكرة القدم واهتمامهم بنجومها.
فائدة التحولات الأخيرة في الرياضة السعودية طالت الدوري المحلي والدول التي سترحل إليها الأندية للعب على أراضيها، فكما استفادت إيران من تسليط الضوء على جانب إيجابي داخلها، سيأتي الدور على العراق والأردن وأوزبكستان وطاجيكستان ليشاهد الشبان نجوم العالم دون حواجز، بعدما اعتادوا على متابعتهم من خلال النقل التلفزيوني، فضلًا عن توجه مئات الصحافيين إلى تلك البلدان لمتابعة مباريات رونالدو وبنزيما ونيمار، وبالتالي نقل صورة جيدة عن واقعها.
حصيلة الأشهر الأخيرة مرشحة للزيادة مع توافد نجوم العالم إلى الدوري السعودي، في انتظار ارتفاع نسبة المشاهدة للمباريات في كثير من الدول بتخفيف القيود عن استخدام اللقطات في وسائل التواصل الاجتماعي ومنح محطات التلفزيون حق الاستخدام الإخباري، علمًا أن شبكات إخبارية شهيرة لا تتناول مباريات الدوري أو أخبار نجومه بسبب عدم حصولها على اللقطات أو للشروط المقيدة لحرية البث، ما يجعل الأمر أكثر سهولة لمن يتعمد ممارسة التعتيم على منافسات كرة القدم السعودية وتغييبها، مقابل منح أهمية لنشاط الدوري الأمريكي وتخصيص التغطية لظهور الأرجنتيني ليونيل ميسي مع فريقه إنتر ميامي، وهذا من شأنه الحد من انتشار دوري روشن وتعطيل وصوله بالسرعة المطلوبة إلى الجمهور المستهدف.