|


عدنان جستنية
مانشيني رايح بالأخضر فين؟
2023-11-17
المدرب الإيطالي مانشيني، مدرب منتخبنا السعودي، الذي تم التعاقد معه في وقت “متأخر” لأسباب نجهلها، ومن غير المنطق مطالبته بتحقيق “المستحيل” الموازي لطموحات صناع القرار وجمهور عاشق للوطن حتى وإن صرح بذلك قائلًا “أنا لها” كما فهم من إحدى إجاباته أثناء عقده لأول مؤتمر صحافي عقب تعيينه.
ـ أي مدرب يتم التعاقد معه، سواء كانت كل أدوات النجاح متوفر لديه أو غير موجودة، لا بد له أن يبث روح التفاؤل عند الجميع، وذلك من منظور أن هذا هو “المتأمل” فيه، وسيعمل جادًا على قدر استطاعته لبلوغ طموحات من أحسنوا الظن فيه مع علمهم المسبق أنه لا يملك “عصًا سحرية” لتحقيق إنجاز في وقت قصير جدًا، خاصة أن معرفته باللاعبين تحتاج منه إلى وقت كافٍ. ـ هذا ما لاحظناه عبر خوض سلسلة من خلال التجارب “المبنية” في البداية على اختيارات ليس له علاقة بها، إنما بناء على تزكية من إدارة فنية “خبيرة” بالمنتخب، ثم بعد فترة انطلق عبر إقامة المعسكرات وإجراء مباريات ودية، ومتابعة منافسات الدوري السعودي، رغبة في تحديد مسار خياراته، وصناعة منتخب يحقق ما هو “مأمول” منه، ولكن هناك سؤال مهم، وهو كم تستغرق منه هذه الفترة ليصل إلى الهدف “المرجو” منه؟ ـ من خلال متابعتي لاختياراته، سواء قبل مباراة منتخبنا أمام منتخب باكستان أو ما قبلها، استطيع القول إن مانشيني في حيرة من أمره، وحقل التجارب معه ما زال مستمرًا، وهوية المنتخب الذي يريده لم تأت بعد، ولا أظنه يخطط لحصد بطولة في وقت قصير، وأحسب أن اتحاد القدم منحه “الضوء الأخضر” ليستمتع بـ “النفس الطويل” بما يسمح له ببناء منتخب “جديد” حتى لو اضطر إلى إجراء عدة “تجارب” مهما طال أمدها.
ـ هكذا هو المشهد أمامي مع أنني أرى أن اهتمامه بالمواهب الشابة الموجودة بأنديتنا سيتطلب منه القيام بجهد كبير، وهي في الحقيقة ليست بتلك المواهب الكروية “الفذة”، ناهيكم عن أن مشاركتها مع أنديتها قليلة، سواء في عدد المباريات أو مدتها، وذلك في ظل وجود نظام “8” لاعبين أجانب، وبالتالي عذرًا إن تساءلت.. فريق مانشيني رايح فين؟! المشوار بعيد والسكة طويلة جدًا.