|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-01-26
ـ منذ ثلاثة أسابيع فقدت حاسة الشم بشكل كامل، لست متأكدًا إن كان بسبب التهاب، أو مضاعفات دواء، أو أني أصبت بكورونا، ففقدت الشم. لكن أنفي ومنذ ثلاثة أسابيع كذلك أصبح حقلًا للطب الشعبي، والاقتراحات المقدمة من الأصدقاء. أحدهم قال: فاجئ أنفك! سألته وكيف أفاجئه؟ قال: اصدمه يا أخي! سألته وكيف أصدمه؟ قال: أنظر نحو حبة فراولة واقترب لتشم رائحتها، ثم شم بصلة بدلًا منها، سيفاجأ أنفك ويرتبك، ثم يضطر للعودة إلى وضعه الطبيعي. صديق آخر نصحني بالهرولة، وآخر نصحني بشم النعناع، وآخر بشم الروائح العطرية المركزة. جربت كل نصائحهم، التي قال بعضهم إنها مجربة، حتى نصيحة حرق قشر برتقالة واستنشاق دخانها جربتها. لم ينفع شيء. بقيت نصيحة غامضة اشترط صاحبها أن أدعوه إلى مطعم حدده هو، قال إنه سيقول النصيحة بعد تناول العشاء، وإنني يجب أن أكون مستعدًا للشفاء، لأنني ـ حسب قوله ـ سأستعيد حاسة الشم بعد دقائق، بعد الوجبة طبعًا. مع علمي بأنه «عيّار» إلا أني أفكر فعلًا في دعوته إلى المطعم، وصرت أقول ربما تنجح طريقته، حتى وإن ابتدعها صدفة، أليست الكثير من الابتكارات والعلاجات حدثت صدفة؟ لكن رأيًا آخر يقفز في عقلي، يقول إن الطريقة الوحيدة، التي سأراها، هي طريقة صاحبي في التهامه الأكل بشراهة، ودون توقف. سأدعوه في كل الأحوال، هو خفيف دم، وإن لم أحصل منه على وصفة ناجحة، فسأحصل على حكاياته المضحكة.
ـ لقطة يورجن كلينسمان، مدرب المنتخب الكوري، وهو يضحك، بعد أن سُجل في مرماه، لقطة محزنة، لم أتمنَ أن تصل الأمور في كورتنا الآسيوية لهذه الدرجة، التي يضحك فيها المدرب، وهو يتلقى هدفًا. المعروف أن تلقيه الهدف يجنبه اليابان، وضحكة السعادة هذه تشير لمدرب خائف لا لمدرب قلق، فالقلق مفهوم ومقبول، لكن الخوف من ملاقاة فريق لا يصنع مدربًا حقيقيًا ولا فريقًا بطلًا. مواجهتنا مع الكوريين لا تخيفنا، وكان على كلينسمان أن يقرأ تاريخ الكرة الآسيوية، وتاريخ الأخضر السعودي فيها، وكيف أن الصقور مروا دائمًا من الطرق الوعرة.
ـ لي ميلدون: نادرًا ما يلاحظ الناس ملابسك القديمة، لو كنت ترتدي ابتسامة كبيرة.