|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-01-30
ـ مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي كلما تقدم بي العمر أكتشف أني فرطت بالكثير من جماله، وأضعت أوقاتًا طويلة عشتها في عوالم لا تشبهني. لست حزينًا، فقدر الكثير من البشر أنهم يتعلمون حقيقة الحياة متأخرًا، وهؤلاء ليسوا تعساء، بل محظوظون، يكفي أنهم من الجزء الذي فهم حقيقة الحياة. وأنا هنا لا أجزم بأني فعلًا وحقيقة أني فهمتها وعرفتها كما هي، لكني على قناعة شخصية بأني فهمت جزأها الحقيقي والعميق. أقصد أن الإنسان بعد مرور الزمن، وبعد أن يتفكر في من عاش ورحل قبله، يكتشف أن الأمر مجرد طريق قصير، هكذا يشعر من تقدم في السن، يعلم أنه عاش سنوات طويلة، لكنه يشعر بأنها مرت سريعًا. يكتشف أن قيمته في أثره الطيب، وشجاعته في عفوه لا في انتقامه، وكرمه في الحب الذي يعطيه.
ـ أعتقد أن الرجال هم الأضعف في التحكم في مشاعرهم من النساء، الرجال يعبرون عن مشاعرهم بوضوح وبجنون في بعض المرات، كما أنهم أكثر حزنًا وألمًا ظاهرًا إذا ما انتهت علاقتهم بمحبوبتهم. هذا لا يعني أن النساء أقل عاطفة، لا أقصد ذلك أبدًا، بل أقصد أن النساء أكثر تحكمًا بمشاعرهم من الرجال. في الهند قام أحد الشباب بتناول سم الفئران بعد أن هجرته حبيبته، لكنه وبمجرد أن شعر بالآلام توجه مسرعًا إلى المستشفى، كان يبكي ويصرخ من الآلام. أنقذه الأطباء، وحالته الآن مستقرة. قال الطبيب الذي أشرف على علاجه أن يفهم الآن السبب الذي هجرته لأجله حبيبته، فالنساء العاقلات يبحثن عن الرجل يستطيع أن يكون مسؤولًا عن تأسيس البيت ورعايته، ولا يبحثن عن رجل لا يستطيع أن يدير شؤون نفسه.
ـ أكتب الآن بعد نهاية مباراة منتخبنا السعودي مع الكوري الجنوبي، لا أخفيكم أن حزني مضاعف، الأول أننا خرجنا من البطولة، بعد أن كنّا متقدمين طوال المباراة، لكننا تلقينا هدف التعادل في الدقائق الإضافية، والسبب الثاني لشعوري بأننا كنّا نستحق البطولة أو الوصول للمباراة النهائية على أقل تقدير. كنت على ثقة تامة فيما لو تجاوزنا الكوريين سنصل للمباراة النهائية. لكنها كرة القدم، شكرًا لصقورنا الخضر على لعبهم وشجاعتهم، وشكرًا لأجمل جمهور. القادم أفضل يا أبطال.