|


عدنان جستنية
إعلام «متعصب» ولاعبون «قدامى» متآمرون
2024-02-02
يؤسفني جدًّا ما سمعته وقرأته من بعض منسوبي إعلامنا الرياضي عقب خروج منتخبنا من بطولة آسيا المقامة حاليًّا في قطر الشقيقة، إذ غلبت على أسلوب طرحهم لغة «التعصب» لميولهم الكروية، حيث وجدوها فرصةً لـ «تصفية حساباتهم» مع المدرب مانشيني، مستثمرين حالة خروجه من الملعب قبل نهاية ركلات الترجيح، وتصريحاته بجعلها «مادة دسمة» لتشويه صورته وتحميله مسؤولية خسارة الأخضر.
ـ حملةٌ إعلاميةٌ مركزةٌ ومدروسةٌ موجَّهةٌ لمدربٍ، كان «صادقًا» في آراءٍ، لم «يتعوَّدوا» عليها، ظهرت ملامحها قبل الخروج من هذه البطولة، وعقب قراره استبعاد «ستة» لاعبين من المعسكر، ثم أكملوها حربًا شرسةً، غايتها إسقاط مانشيني.
ـ يؤسفني جدًّا جدًّا أيضًا ما شهدته هذه الحملة من انضمام نجوم «مغرورين» من اللاعبين إليها خلال استضافتهم بوصفهم «محللين» للمباريات في البرامج الرياضية، إذ مارسوا «نقدًا» ليس من اختصاصهم، فبدلًا من التركيز على فريقٍ، كان في قمة مستواه، ومتفوقًا، وخسر بركلات الترجيح، ولاعبين كان لهم دور «أكبر» في هزيمة الأخضر وخروجه من الآسيوية، اتَّجه هؤلاء المحللون إلى تحليل سلوك المدرب على مستوى الجانب النفسي «متآمرين» عليه وعلى قوة شخصيته التي تُعدَّ «عقدة» مزمنة عند اللاعب السعودي في الماضي والحاضر.
ـ نعم للمدرب أخطاء وقع فيها، لكننا نسينا الفترة الزمنية التي تسلَّم فيها مهمة تدريب المنتخب، وكم استغرق وقتًا لعمل التوليفة المناسبة التي أبلت بلاءً حسنًا، ونالت الإعجاب قبل وبعد الخروج المر. أما من ناحية سلوكه، الذي جعلوا منه «أم المشاكل»، فذلك ناتجٌ عما واجهه من «ضغوط» إعلامية متتالية حينما حاول التعامل بطريقة «احترافية»، واتسمت آراؤه بـ «المصداقية»، لتجد مَن يفسرها تفسيرًا، يتجاذب مع رؤية «مثالية»، ليس لها علاقة بمصلحة المنتخب، إنما تندمج مع أهوائهم الشخصية دون الاهتمام بـ «شفافية» مدربٍ، يعبِّر عن قناعاته، ويتحدث بمنتهى الصراحة، ليجد نفسه في كل مرة في موقع «المدافع»، ما أثر في حالته النفسية «مستسلمًا» لضغوطٍ، أخرجته عن نمط شخصيته إلى شخصية «متناقضة».
ـ خلاصة القول: انتهت معركةٌ «مكشوفة»، ذهب ضحيتها المنتخب، وكان المنتصر فيها مَن نجحوا في إسقاطه قبل إسقاط المدرب.