|


عدنان جستنية
كريستيانو والانضباط في الهوى سوا
2024-03-01
لم تكن عقوبة لجنة الانضباط ضد لاعب نادي النصر كريستيانو رونالد مرضية عند كثير ممن استنكروا السلوك المشين الذي صدر منه في مباراة فريقه أمام الشباب من منظور يرى أن المخالفة الجسيمة التي وقع فيها وفق مشهد "مقزز" ومستفز يسيئ للأخلاق الرياضية والذوق العام يتطلب من أهل القانون اتخاذ أشد العقوبات ضده بصرف النظر عن نجوميته ومشروع كانت غايته نبيلة ومن المفروض أن يكون على قدر كبير من الوعي بعدم الإساءة إليه.
ردة الفعل جاءت تجاه قرار اللجنة بمثابة "مفاجأة"، وأشبه بصدمة "عنيفة" لمن طالبوا بتطبيق الأنظمة على الجميع دون أي "استثناءات" لأي ناد ولاعب.
هذا الانطباع الذي ساد عند من خيبت لجنة الانضباط حسن ظنهم فيها، حينما نضعه في مقارنة مع من أحسنوا الظن أيضًا تجاه اللاعب الكبير والنجم العالمي رونالدو، والذي من المفترض أن يكون "قدوة حسنة" لزملائه اللاعبين، نجد الانطباع العام نحو كلتا الحالتين في كفتي ميزان "احترام" القانون أن المحصلة النهائية واحدة لا "فرق" بينهما، وشكلت في مجملها عدم رضا من وجهة نظر من أصابتهم صدمة كبيرة لانفعال اللاعب الأسطوري لمجرد ذكر اسم زميله اللاعب الأسطوري ميسي تجعله يفقد أعصابه ويتصرف بسلوك لا يليق باسمه وحجم نجوميته في الوقت من المفروض أن يكون على قدر كبير من "الخلق" الرفيع و"الرزانة"، وألّا يضع عقله بعقول الجماهير، نفس الانطباعات ووجهات النظر تكونت هي الأخرى نحو لجنة الانضباط التي يرون أنها تهاونت كثيرًا في تطبيق النظام، و"صدمتهم" فيها كبيرة، لأنهم لم يتوقعوا منها ضعفًا يجعل اللاعب فوق النظام والقانون.
في المقابل نجد من لم يعجبهم سلوك رونالدو وقرار اللجنة فاتت عليهم ملاحظات مهمة حول لاعب سبق له القيام مرتين بنفس التصرف، ولم يتقدم أي ناد بشكوى ضده أو قامت أي جهة مسؤولة بلفت نظره بأن هذا السلوك مرفوض شكلاً ومضمونًا، وأنه سيعاقب لو كرره مرة أخرى، وبالتالي لا يلام، والحال ذاته ينطبق على لجنة الانضباط إذ لا يمكن توجيه اللوم لها في ظل أن الناقل الرسمي لم تتوفر لديه لقطة لذلك السلوك، ومن ثم اللجنة لن تعتمد على فيديوهات مشجعين ما لم يتقدم لها نادٍ أو جهة رسمية بشكوى لتتخذ بحق اللاعب العقوبة المنصوص عليها في اللائحة.
هنا "مربط الفرس" لتصبح هذه الحالة كواقعة "موثقة" كإجراء نظامي يعتمد ضد أي حالات مقبلة مماثلة فتكون العقوبة إيقاف مباراة واحدة وغرامة مالية وبالتالي لن يكون هناك مغبون ومقهور.
في ظل نظام واحد "موس يسري على كل الرؤوس" الكبيرة والصغيرة، المنفوخة منها والطرية، سوف يحقق "المشروع" نجاحًا باهرًا، ويصبح الدوري السعودي من أفضل خمسة دوريات في العالم.