|


قبل معركة المملكة أرينا.. شيماييف.. ذئب شيشاني حنكته الحروب

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2024.03.29 | 05:49 pm

غلبت الصلابة وقوة البأس والشجاعة على صفات الكثير من الشيشانيين، بسبب طبيعة بلادهم وجبالهم التي علَّمتهم الصبر ومدَّتهم بالقوة والقدرة على التحمُّل، حتى باتوا نجومًا في الألعاب القتالية التي تعتمد على القوة البدنية والتحمُّل، وكان حمزة شيماييف الملقّب بـ «بورز Borz»، مقاتل الفنون القتالية المختلطة، أحدهم.
في عام 1994 وبينما كانت الحرب تحرق الأخضر واليابس في البلد القوقازي الصغير ولد حمزة شيماييف، ولأن الحروب دأبت على تغيير ملامح الأوطان، ولم ينجِ منها البشر، فإذا ما سلم جسد المرء ونجا، ربما لا تسلم نفسه، وفق ما يعتقد بعض علماء النفس، وإذا كان الأبناء في السلم يشيعون الآباء، وفي الحرب الآباء يشيعون أبناءهم، كما تزعم المقولة الشهيرة فإن الفتى الشيشاني دفن قلبه في مدينته الصغيرة التي عانت ويلات الحرب خلال صباه، وكانت من أكثر المدن في البلاد تعرضًا للدمار.
شيماييف الذي سيواجه روبرت ويتيكر، المتوَّج السابق، في نزال «UFC FIGHT NIGHT» ضمن بطولة الفنون القتالية المتكاملة التي تنظمها هيئة الترفيه في الرياض، العاصمة السعودية، 22 يونيو المقبل، بدأ المصارعة عندما كان في الخامسة من عمره، وحصل على عدة ميداليات في بلاده قبل أن يهاجر إلى أوروبا.
في سن الـ 19، قرَّر الرياضي وعائلته السفر إلى الخارج، بحثًا عن حياة أفضل، ووقع الاختيار على السويد، حيث تمكنوا من الحصول على موطئ قدم هناك، وعمل الشاب القوقازي خلال إقامته في مدينة كالمار في مصنع دواجن، إضافة إلى بعض الأعمال الأمنية، إلا أن حياته لم تسر بالشكل الذي يطمح إليه عند هجرته من بلاده، وظلَّ يعاني من الفقر.
في ديسمبر عام 2015 وبعد نحو عامين من هجرته إلى السويد، تسبَّبت مواجهة بين الإيرلندي كونور ماكجريجور والبرازيلي جوزيه ألدو في لفت أنظار الفتى الشيشاني، وتجديد رغبته وشغفه في العودة إلى اللعبة التي هجرها منذ مغادرته بلاده.
يقول شيماييف، في مقابلة تلفزيونية سابقة: «خلال ليلة في العمل أخذت استراحة لمدة 15 دقيقة لمشاهدة الحدث الرئيس، كنت أتأمل في ماكجريجور وهو يقاتل ألدو، أنا دائمًا أنظر إلى ذلك كما لو كان الرجال يكسبون الكثير من المال مثل الملايين وهذه الأشياء، لماذا لا أستطيع فعل ذلك الآن، أنا مقاتل، أنا محارب ولدي شيء مميز بداخلي، كان عليَّ أن أجد طريقة ما وأخرج هذا لإظهاره إلى الناس».
لم تمر تلك الليلة على الفتى الشيشاني بشكل طبيعي وفكَّر مجددًا في العودة إلى ممارسة رياضته المفضلة وجني الملايين منها، بعد أن بات فقيرًا مهاجرًا في الغربة، خلال أقل من عام وخلال الفترة ما بين شهري سبتمبر 2017 وأبريل 2018، خاض شيماييف ثلاثة نزالات في فنون القتال المختلطة للهواة، أولها كان ضد خالد لعلام بطل العالم المستقبلي في الاتحاد الدولي لفنون القتال المختلطة، الذي هزمه بالإخضاع في الجولة الثانية.
واصل المهاجر الشيشاني طريقه في خوض النزالات ضد الهواة قبل أن ينتقل إلى عالم المحترفين في مايو 2018، ليبدأ فصلًا جديدًا من النجومية.
أصبح شيماييف محترفًا في 26 مايو 2018، وشقَّ طريقه نحو القمة بخطوات ثابتة، وبات رقمًا صعبًا في اللعبة القتالية وصاحب الشعبية الأولى في بلاده خاصة عقب اعتزال حبيب نورمحمدوف.
شكَّلت الشهرة تحولًا كبيرًا في حياة حمزة، الذي لا ينسى أيام طفولته والندبة الموسومة على شفته، التي أصيب بها وهو في الثانية من عمره عندما سقط على سلالم خرسانية، ما جعله غير قادر على التنفس بشكل صحيح من خلال فتحة أنفه، وجعلت الشهرة حمزة مقربًا من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الذي منحه سيارة مرسيدس-بنز، وحطمها بعد أشهر.
في سبتمبر الماضي، أعلن حمزة شيماييف تغيير هويته الرياضية، وتمثيل دولة الإمارات في خطوة أثارت الكثير من الجدل وغضب من السويديين الذين اتهموا الفتى الشيشاني بنكران الجميل، ما جعله يرد عليهم بقوله: «الجميع يقول إنني تركت السويد، لكنني فقط انتقلت إلى دبي». وأضاف: «الانتقال يأتي في إطار أفضل لمسيرتي وتدريباتي، كما أن الظروف المناخية أفضل في الإمارات».
سيشهد ملعب المملكة أرينا في يونيو المقبل نزال «UFC FIGHT NIGHT»، ضمن بطولة الفنون القتالية المتكاملة، وسيكون على الإماراتي الجديد الانتصار على الأسترالي روبرت ويتيكر، المتوَّج السابق، أمام أعين العالم والسعوديين في التحفة الجديدة.