منصة أبوظبي تجدد بروتوكولات «الزعيم»
يتخطّى قادة فريق الهلال الأول لكرة القدم أحيانًا ترتيب شارة القيادة عند التأهب للصعود إلى منصات التتويج ويعودون إليه في أحيان أخرى، صانعين بذلك «بروتوكولًا أزرق» مرنًا خاصًا بهم، بات أحد تقاليدهم الثابتة في لحظات المجد الكروي.
وأنعش سلمان الفرج، لاعب الوسط، ذاكرة الهلاليين، الخميس، عندما أصرّ، وهو القائد الرسمي للفريق، على مشاركة زميله سالم الدوسري له تَسلُّم كأسَ الدرعية للسوبر السعودي، بعد التغلّب، 4ـ1، على الاتحاد.
ولازم الفرج دكة الاحتياط طوال المباراة النهائية، في أبوظبي، وفضَّل صعود الدوسري برفقته، نظرًا لحمل الأخير شارة القيادة على أرضية ملعب محمد بن زايد.
ومن الناحية البروتوكولية، كان يحقُّ للفرج تسلّم الكأس، لكنه استنسخ ما فعله محمد الشلهوب معه، عندما تُوِّج الهلال بدوري أبطال آسيا، 2019، على حساب أوراوا ريد دياموندز الياباني.
وبعد انتهاء إياب النهائي الآسيوي، بنتيجة 2ـ0، طلب الشلهوب، القائد الرسمي آنذاك، من الفرج، القائد في الميدان، التقدُّم لرفع الكأس.
ولعِب الفرج أساسيًا، فيما اقتصر حضور الشلهوب على دقيقة واحدة خاضها بديلًا خلال الشوط الثاني، لذا فضّل التنازل عن حقِّه لزميله، الذي رفض بشدّة، لينتهى الأمر بتقديم القائد الرسمي، الذي اعتزل لاحقًا.
وبواسطة الفرج نفسه، تغيَّر المعيارُ عندما كسِب «الأزرق» فريق الزمالك المصري، في سبتمبر 2022، وحصل على كأس «لوسيل» في قطر.
وشارك الفرج أساسيًا، لكنه اعتبر عبد الله المعيوف، حارس المرمى وزميله آنذاك، أحقّ منه برفع الكأس، لدوره الحاسم في التصدي لركلات الترجيح التي قادت إلى التتويج. ونزل الحارس عند رغبة قائدِه ونفّذها. وبعد أشهر، تكرّر الموقف بعد الفوز، الصيف الماضي، على الوحدة بركلات الترجيح والحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين. وفيما غاب الفرج عن قائمة النهائي للإصابة وتابعه من المدرجات، تصدى المعيوف لركلتين وأحرز بنفسه ركلة الترجيح الحاسمة.
وصعد اللاعبان معًا إلى المنصة، وتسلّم المعيوف الكأس من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد.
واستقى الفرج هذه التقاليد من جيلٍ يكبُره في السن، زامل عناصرَه داخل النادي، وكان الشلهوب أحدهم.
وبعد الفوز على النصر بالترجيحيات، في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2015، طلب الشلهوب، القائد الرسمي، من ياسر القحطاني، الذي يشاركه حمل الشارة، تسلّم أغلى الكؤوس من الملك سلمان بن عبد العزيز، في محاولةٍ منه لتكريم «القناص» الذي كان غائبًا للإصابة في الركبة. وبالفعل، صعد النجمان معًا إلى المنصة وحملا الكأس.
ويتذكر الهلاليون، أيضًا، ما حدث بين يوسف الثنيان وسامي الجابر، نجمي الفريق والمنتخب السعودي السابقين، خلال مراسم تتويج «الأزرق» بكأس الأمير فيصل بن فهد «كأس الاتحاد السعودي سابقًا» عام 2000 بعد الفوز 2ـ1 على الشباب.
وغاب الثنيان، القائد الرسمي للفريق، عن المباراة، وخاضها سامي الجابر، القائد الثاني، الذي رفض تقديم نفسه على زميله داعيًا الثنيان إلى استلام الكأس، تقديًرا له، وهو ما حدث بالفعل.