الرؤية.. جدران «الرياضية» تتمسك بالبراهين

على حوائط صالة التحرير داخل جريدة «الرياضية» تتزاحم صفحات مختارة من أعدادها الورقية التي تحكي إنجازات شهدتها الرياضة السعودية في سنواتها الأخيرة تحت مظلة رؤية 2030.. حينما تترك أنظارك تجتال في تفاصيل ما حدث تحتاج دقائق عددا لا أكثر لتتيقن أن الرياضة وأهلها تعيش حلمًا مستحيلًا يستعصي ملامسته على أرض الواقع دون قائد بمواصفات محمد بن سلمان بن عبد العزيز.. في إحدى هذه الصفحات حديث لولي العهد يقول فيه وبالحرف الواحد: أنا في وسط شعب جبار وعظيم.. دومًا هذا رهانه الرابح، في كل خطوات المستقبل والتحدي والطموحات الكبيرة.. يؤمن هذا الملهم بشعبه، إيمانًا لا تحده الآفاق.. إيمانًا نابعًا من معرفة متفحصة للسعوديين الذي هو منهم ولهم..
لا يفاخر السعوديون منذ الخامس والعشرين من أبريل للعام 2016 بشيء كما يتباهون برؤية شاملة للحياة والتقدم والتطور، قدمها عرابها وقائدهم، وصارت حديث العالم كله.. هذه الرؤية التي تشرع أبواب النجاحات والبناء والوصول إلى حيث يجب أن تكون فيه المملكة العربية السعودية بين مصاف كل الأمم المتقدمة.. رؤية قالت بكلمات مختصرة وواضحة إن السعوديين قادمون لتبوء مكانة لن يلامسها أحد.. وفي كل المجالات المتاحة والفضاءات المفتوحة، والرياضة ليست سوى شيء من كل..
أخذت الرياضة نصيبها وافيًا كافيًا، لتكون نافذة وطنية تساهم في المشروع الحيوي الإنساني عبر لغة أرقام لا تعرض سوى حقائق دامغة بغنى عن دلائل وبراهين.. أرقام متصاعدة ترفع هامات السعوديين إلى عنان السماء.. هناك حيث تتلاقى الأحلام البعيدة التي جعل منها محمد بن سلمان، مسرحًا لا تسدل ستائره أمام أعين السعوديين الذين يتعايشون كل يوم، وفي كل مكان من وطنهم العظيم بمنجزات لا تتثاءب.. إنها لغة الأرقام المتصاعدة.. لغة الأمنيات التي لا تنتهي.. لغة أحلام ولدت لتنمو مثل الأشجار والنباتات والأعشاب النادرة..
حين أعلنت قيادة المنظومة الكروية الدولية لكرة القدم «فيفا» أن ليس للسعوديين منافسًا، على استضافة مونديال2034، عدته تقارير إعلامية بمثابة صعوبة منافسة السعوديين في ملف الاستضافة.. وحين أعلنت المملكة العربية السعودية وجهة منتظرة لكل عشاق اللعبة الساحرة بعد عشر سنوات، تحركت دورة العمل سريعًا بتشكيل لجنة عليا يقودها ولي العهد، وضمت قيادات سعودية عليا ليكون هذا الحدث الأضخم في التاريخ.. 48 منتخبًا، لأول مرة في بلد واحد.. 15 ملعبًا تترقب أعتى منتخبات العالم.. 5 مدن سعودية تحتضن كبار كرة القدم.. 230 ألف وحدة فندقية تأوي ضيوف السعوديين.. 134 منشأة تدريبية.. 10 مدن داعمة.. إنها الأرقام التي تتكلم بصوت تملؤه الثقة والقوة والهيبة ومعرفة طرائق المستقبل..
تسير الرياضة بخطوات عجولة.. لا وقت للهدوء والتوقف أو الانتظار.. زادت أعداد الاتحادات.. في 2015 كانت 32 اتحادًا.. في 2024 وصل الرقم إلى 97 اتحادًا.. لن تكون هذه هي المحصلة النهائية.. هناك معالم وملامح اتحادات جديدة تلوح في المنظور القريب.. ارتفاع فرص العمل في قطاع الرياضة إذ وصل عدد الموظفين في الأندية أكثر من 5700 شخص.. رقم إضافي مهول.. ارتفاع عدد الأندية بنسبة 1300٪.. 1800 استفادوا من برنامج كبار السن، و1700 في مبادرة مبادرة تحرك معنا، في 13 مدينة سعودية.. 43 ألف مشاركة مجتمعية في 45 ناديًا، بمعدل 55٪ للذكور، و45٪ للإناث..
إنها مجرد أرقام عابرة، طالتها أعيننا في خضم البحث عمّا فعلته الرؤية في الرياضة.. فعلت الأعاجيب، وجعلت المملكة العربية السعودية مقصدًا رئيسًا لكل لعبة.. لكل منافسة.. لكل حدث وحديث.. مثلًا.. مثلًا لا حصرًا.. الفورمولا.. التنس.. الملاكمة.. السوبر الإيطالي أو الإسباني.. سباق داكار.. بالطبع كأس آسيا 2027.. بالطبع وبالتأكيد كأس العالم 2034.. بالطبع هذه هي السعودية..
في صالة تحرير «الرياضية»، هناك صفحات معلقة عى حوائطها، دارت على أوراقها أحبار المطابع.. هناك صحفيون سعوديون رقصوا وصرخوا وتبادلوا التهاني والتبريكات حين شاهدوا إعلان استضافة بلادهم للمونديال المرتقب.. لحظة فاصلة في حياتهم.. كل شيء حولهم يدعو للفخر.. يمثلون مشهدًا يافعًا لما فعلته الرؤية في رياضتهم.. في أرواحهم.. يحب السعوديون بلادهم. يحبون قادتهم.. يحبون إنجازاتهم.. لهذا كان رهان ولي العهد رابحًا عندما قال: أنا وسط شعب جبار وعظيم.