|




أشاد بتجربة سعود بن عبدالله وقدم حفيده والسبهان (شعراء المستقبل)

/media/iris/41551_34.jpg
الرياض ـ أحمد سرور 2010.06.10 | 06:00 pm

وسط حضور جماهيري وإعلامي كبير، افتتح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن مساء أول أمس في الرياض محفل "ومض" ذا الفعاليات المتنوعة والذي يذهب ريعه بالكامل إلى الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام "إنسان"، وبدأ الاستهلال بأمسية شعرية للأمير بدر عائدا بها مجددا إلى أذهان محبيه ومستعيدا مراحل شتى من قصائده التي حفظتها الذاكرة الثقافية ومثلت في مجملها مشروعا تجديدياً رائداً على مستوى الأدب في السعودية، غير أن الجديد الذي احتفى به البدر هذه المرة هو أن يكرس مشروعه الإبداعي لخدمة عمل الخير وتفعيل القيم الإنسانية التي لا تنفصل عن شفافية روح المبدع ورهافة حسه.
وقال الأمير بدر إن هذه الأمسية كانت مفاجأة له بعد أن توافد الآلاف من عشاقه لمقابلته بعد غياب طويل، وقال: "أنا فوجئت بالزخم الكبير من الجماهير، وأعتز به كثيراً"، واعداً جماهيره بأمسيات مماثلة في المستقبل القريب.
وقال في لقاء صحافي: "أنا أكثر سرور بهذه المناسبة من أكثر من مناسبة مضت لسببين، أولهما أن هذه الأمسية جاءت للعمل الخيري لجمعية إنسان، والسبب الثاني إنهم كرموني وكرموا الجمعية، بعد أن أتت الجماهير ودفعت التذاكر الذي جاء من باب وازع الخير أكثر من وجودي".
وأضاف: أعتقد أن الناس محبون للثقافة والاطلاع ومقابلة الأدباء الكبار والشعراء، وبالإمكان أن يكون لهم إسهام في الأعمال الخيرية".
وكان الانتظار بحجم روعة المناسبة التي حضرها عدد من الأسماء الأدبية والشعرية والإعلامية المعروفة، لتنطلق الأمسية بتقديم من الصوت الإذاعي الشهير أحمد الحامد، وبعد أن شاهد الحضور فيلما وثائقيا تضمن نبذة عن نشأة جمعية "إنسان" وماتقوم به من أدوار خيرية مهمة في رعاية الأيتام وتأهيلهم علمياً وعملياً، بجانب إسهامها في تسهيل حياتهم وتعزيز قدراتهم ودمجهم في النسيج الاجتماعي، وتضمن الفيلم إشارة إلى التوسع الذي شهدته الجمعية لتصل إلى عشرة فروع خلال عشر سنوات من عمرها.
مساء الشعر
لم ينقطع هذا السياق حين جاء دور البدر، ليعلن انطلاق الأمسية مستهلا بالترحيب ومؤكدا " أن الهدف الذي قصدناه هو فعل الخير وماتوفيقنا إلا بالله" واعتبر البدر أن المردود الذي سيعود على الجمعية هو الفيصل الحقيقي لتقييم المحفل من حيث النجاح أو الفشل، ويضيف "لقد أتيت لأقدم أفضل مالدي، وأتمنى لو كان لدي ماهو أفضل منه لأقدمه..فمن الشرف لي أن جمعية إنسان قد وجدت في شخصي حافزاً لدعمها، في هذه الليلة كل طفل أو شاب من الجمعية هو نجم الحفل، هم من كتبوا الشعر ورسموا اللوحة وألفوا الكتاب، ولولاهم لم يكن هذا كله ليكتمل" قبل أن ينتقل الأمير بدر ليتناول دور الثقافة في تقدم الأمم وتخليد منجزات الشعوب، معتبرا أن الشعب المثقف هو القادر على حماية عقيدته واستشراف الأحداث والتأثير فيها، وقال البدر إن فعالية "ومض" تأتي تجسيدا لفكرة استخدام الثقافة المتمثلة بالأدب والفن كوسائل لتحقيق غاية فعل الخير..دون أن ينسى توجيه الشكر إلى الشاعرين نايف صقر ومساعد الرشيدي والشعراء الناشئين الذين سيكون لهم فقرات خلال الأمسية.
بدأ البدر بإحدى قصائده الوطنية الجميلة عن خادم الحرمين الشريفين، الذي وصفه بـ"مليك كل عربي حر عزيز"، وعلا تصفيق الجمهور تحية للقائد المحبوب، كانت تلك الهدية الأكثر ملاءمة لذكرى البيعة حيث تزامن توقيت الأمسية المشتركة بين الخير والشعر، يقول فيها :
كل شمس وكل ديم وكل نور في عتيم
اجتمع في إنسان واحد خلقه ربي عظيم
أما القصيدة الثانية فجاءت من إلهام سلطان الخير الذي التقى البدر فعاتبه على فترة غيابه، ليسطر البدر إجابته في أبيات اعتزاز شجية تستعذب العتاب إجلالا لصاحبه، وتفرح بالغياب الذي يضع للغائب مكانة في فكر شخص كريم، وحينها لايملك البدر إلا أن يستزيد.. ليستزيده محبوه "حضورا".
ياسيدي زدني غضب منك وعتاب ....ترى الحظيظ اللي يهمك عتابه
تقول غبت وغيبتك مالها أسباب ... والغايب اللي سيدي مادرى به
ليستمر إبداع البدر منهمرا على أسماع جمهوره ومحبيه الذين كانوا يقابلون كل مطلع قصيدة بعاصفة تصفيق تعود لتهب مجددا لأكثر من مرة داخل نصوص البدر المليئة بالتفرد الجمالي والبصمة الفنية الخاصة، فجاءت قصيدة "خالد الحب" التي كتبها الأمير بدر بمناسبة الندوة التي أقامتها دارة الملك عبدالعزيز لدراسة تاريخ وسيرة الملك خالد بن عبدالعزيز، أعقبتها قصيدة "ثقلت خطاي" التي تضم بوحا وجدانيا شفيفا لا يخلو من لمسة الحزن ولا تنقصه حكمة التجارب في مشهد شعري يتوحد فيه الشاعر والإنسان وقوفاً عند رب العالمين ورجاء لفضله وكرمه.
ثقلت خطاي وكن الأيام فوقي
وصخر الجبال وتحتي الريح والعج
لا والله الا صار ماارجيه عوقي
غير الذي عن طلبته ما اتحرّج
وبعد أن رحب البدر بحضور الأمير الشاعر سعود بن عبدالله وأشاد برائعته "مولد أمة" التي قدمت في مرحلة مبكرة من عمر الجنادرية.
شعر (البدر) بأصواتهم
جاءت مشاركة الشاعر نايف صقر، الذي أكد أن البدر يستحق احتفالية خاصة بتجربته الرائدة، وأضاف "لقد أنسن الشعر وصدّرنا كقيم ثقافية بشكل راقٍ ، نحن الشعراء ممتنون لوجوده بيننا" قبل أن يلقي صقر قصيدة "البتول" التي وصفها بأغنية الموسم في إشارة إلى طرحها أخيرا عبر صوت الفنان راشد الماجد، كما ألقى قصيدة البدر الشهيرة "في دربكم ياراحلين مناكيف" والتي جرت بعض أبياتها مجرى الأمثال لما فيها من حكمة.