الأخضــر يطـل بين الكبـار.. تصفيـات 1994 و1998

أنهي المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 1994 مسلسل اخفاقاته في التأهل للمونديال طوال خمس مشاركات سابقة.. ولم يكن ظهوره الأول بين الكبار عاديا.. بل خطف بطاقة التأهل في مجموعة ضمت منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب.. فخسر بصعوبة من الأول وألحق الهزيمة بالثاني والثالث قبل أن يتوقف أمام السويد.. وكرر إنجازه في التأهل للمرة الثانية في مونديال 1998 وإن لم يتأهل للدور الثاني إلا أنه قدم مستويات جيدة فخسر بصعوبة أمام الدنمارك بهدف دون رد وسقط أمام المستضيف الفرنسي الذي توج باللقب فيما بعد 0ـ4.. وتعادل في الأخير مع جنوب افريقيا.. فيما يلي المزيد من الأضواء على المشوار في هاتين البطولتين:
بعد خمس صدامات فشل فيها المنتخب السعودي في التأهل لكأس العالم.. بدأ انه من الضروري أن يفعل ذلك هذه المرة خاصة وأنه فقد الزعامة الآسيوية لصالح اليابان.. دخل المنتخب السعودي تصفيات مونديال 1994 متسلحا بجيل جديد يقود الكرة السعودية أفرزته كأس الأمم الآسيوية 1992 التي حل الأخضر فيها وصيفا لليابان.. برزت أسماء محمد الدعيع ومحمد الخليوي وفؤاد أنور وسعيد العويران وسامي الجابر ومحمد الشلية وصالح الداوود وفهد المهلل إلى جوار المخضرمين في المنتخب محمد عبدالجواد وأحمد جميل وعبدالله سليمان وخالد مسعد ومنصور الموينع وعبدالله صالح وماجد عبدالله وفهد الهريفي ليكونون توليفة لن تتكرر على المنتخب السعودي. يقودهم الداهية البرازيلي كاندينيو.
برهنوا على أفضليتهم بتجاوز التصفيات الأولية متصدرين المجموعة الخامسة التي ضمت معهم منافسهم التقليدي الكويت إضافة إلى ماليزيا وماكاو.
وأقيمت مباريات الدور الأول مجمعة في ماليزيا والثانية مجمعة في الرياض.
افتتحوا مبارياتهم بفوز كبير بستة أهداف في شباك مكاو قبل أن يتعادلوا مع أصحاب الأرض الماليزيين بهدف لمثله ومع الكويت سلبا.
ولم تهتز ثقة اللاعبين في أنفسهم وهم يدخلون مباريات الإياب محتلين المركز الثالث خلف الكويت وماليزيا بفارق الأهداف.. فكرروا فوزهم على مكاو ولكن هذه المرة بثمانية أهداف قبل أن يسقطوا ماليزيا بثلاثية وتنحصر بطاقة التأهل بين الأخضر السعودي والأزرق الكويتي.. وأمام 70 ألف متفرج غصت بهم مدرجات الملك فهد الدولي بالرياض هزم السعوديون الكويت بهدفين دون رد ليلحق بالكبار في دور الحسم.. انتهى المنتخب السعودي متصدرا مجموعته بعشر نقاط جناها من اربعة انتصارات وتعادلين.. وسجل لاعبوه عشرين هدفا ولم يدخل مرماهم سوى هدف يتيم.. ليلعب مع كوريا الجنوبية واليابان والعراق وايران وكوريا الشمالية.
كانت التصفيات الحاسمة التي لعبت مجمعة في قطر شرسة وصعبة على الجميع وانتهت أغلب المباريات بالتعادل.
واجه المنتخب السعودي الذي غاب عنه هدافه ماجد عبدالله للإصابة في مباراة الافتتاح نظيره الياباني الذي تغلب عليه قبل عام في نهائي كأس الأمم الآسيوية بهدف دون رد.. وانتهت المباراة القوية بالتعادل السلبي.. ولكن سرعان ما ذاق السعوديون طعم الفوز على حساب كوريا الشمالية بهدفين لهدف.. ولم يكن التعادل مع كوريا بهدف لمثله محبطا للسعوديين الذي سارت النتائج الأخرى لصالحهم بشكل جيد.. فعدلوا أوضاعهم بالتعادل مع العراق بذات نتيجة كوريا.
دخل السعوديون الجولة الأخيرة وهم مثقلون بالحسابات الصعبة.. كانت حظوظ اليابانيين أكبر.. لأنهم جمعوا خمس نقاط من الجولات الأربع الأخيرة. فيما لا يملك المنتخب السعودي سوى أربع.. بينما للكوريين الجنوبيين ثلاث وللعراقيين والإيرانيين اربع.. كانت العراق وإيران كما السعودية وكرويا يملكون حظوظا متساوية للفوز ببطاقة التأهل .. فيما كانت لليابان (بطلة آسيا) نصيب الأسد من الحسابات.
ما حدث كان أقرب للخيال.. تألق الصقور الخضر أمام منافسيهم الإيرانيين وحسموا أمر التأهل بفوز عريض قوامه أربعة أهداف لثلاثة.. ليطير الصقور الخضر إلى مونديال الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى في تاريخهم.. في الوقت ذاته كانت كوريا الجنوبية تدك شباك جارتها الشمالية بثلاثية فيما سقطت اليابان في فخ التعادل مع العراق بهدفين لمثلهما.. فلحقت كوريا المنتخب السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بفارق الأهداف عن اليابان.. وتجرع من كأس المرارة العراق وإيران أيضا.
لم يكن أحد يجرؤ على التقليل من أحقية السعوديين في التأهل لأنهم تصدروا مجموعتهم بسبع نقاط.. فيما كان للكوريين واليابانيين ست فقط.
كسب المنتخب السعودي مباراتين وتعادل في ثلاث وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر.. وسجل مهاجموه ثمانية أهداف ودخل مرماهم ستة.
إبداع الصقور
على الرغم من نجاح المدرب البرازيلي كاندينو في قيادة المنتخب السعودي للتأهل إلى مونديال الولايات المتحدة كان القرار الأول الذي اتخذه الاتحاد السعودي لكرة القدم وحتى قبل عودة الأخضر من قطر هو إقاله كاندنيو.
بعد فترة تعاقد الاتحاد السعودي مع المدرب الهولندي ليبونهاكر وخاض معه مباراة ودية دولية ضد المنتخب الكولمبي في جدة انتهت بالتعادل 1ـ1.. ولكن لم يستمر ليبونهاكر طويلا في منصبة فتم الاستغناء عنه لعدم الرضى عن برنامجه الإعدادي والقائمة التي أصر عليها لخوض المونديال.
ليتم الاتفاق مع المدرب الأرجنيتي سكولاري ليقود الأخضر في المونديال الأول.
استفاد المنتخب السعودي من رحلة الإعداد المميزة التي حظي بها.. وفيها تم تفريغ اللاعبين من أنديتهم لأكثر من 5 اشهر.
فظهر في أولى مبارياته في كأس العالم كأحد المنتخبات الكبار..ونجح في هز شباك المنتخب الهولندي العريق أولا برأسية بعيدة من فؤاد أنور في الدقيقة 18.. ولكن لم ينجح الأخضر في الحفاظ على تفوقه فتعادل الهولنديون في الدقيقة 50 برأسية من ويم جونك وخطفوا هدف الفوز قبل نهاية المباراة بأربع دقائق بقدم جوستن تايمنت.
وعلى الرغم من الخسارة إلا أن المنتخب السعودي حظي بإشادة عالمية كبيرة بعد الأداء البطولي الذي اظهره الصقور الذين واصلوا على نهجهم القوي في مباراتهم العالمية الثانية ضد المنتخب المغربي.
ومجددا كانت للسعوديين كلمة السبق فهز سامي الجابر الشباك المغربية من نقطة الجزاء بعد سبع دقائق فقط من صافرة البداية.. وعلى الرغم من أن المغاربة نجحوا في خطف التعادل بهدف محمد شيشو الا أن فؤاد أنور ظهر بقوة مجددا وسجل هدفه العالمي الثاني بقذيفة من خارج منطقة الجزاء خادعت الحارس المغربي ليخطف المنتخب السعودي فوزه الأول في كأس العالم بهدفين دون رد.
دخل الأخضر مباراته مع بلجيكا بحلم التأهل إلى الدور الثاني.. بيد أن تحقيق ذلك لم يكن سهلا فعليهم مواجهة خبرة المنتخب البلجيكي الأروبي العريق..ما حدث على ارض الملعب لم يكن متوقعا.. كحاله في مباراتيه السابقتين فرض المنتخب السعودي حضوره وسيطر على المباراة منذ بدايتها مربكا الخصم البلجيكي..ومع حلول الدقيقة الخامسة خطف سعيد العويران الكرة من منتصف الملعب وتلاعب بثلاثة لاعبين بلجيك قبل ان يواجه الحارس ارسل الكرة من فوقه مباشرة للشباك هدفا سعوديا صنفه الاتحاد الدولي فيما بعد سادس أجمل هدف في العالم.
بهذا الفوز المثير احتل المنتخب السعودي وصافة مجموعته وتأهل للدور الثاني ليواجه المنتخب السويدي.. وهنا انتهت مغامرة صقور الصحراء في المونديال وخسروا بشرف بثلاثة أهداف لهدف.. تقدم السويديون بهدفين من مارتن يلهون وكينت اندرسون.. ولا بريق من الأمل عندما قلص فهد الغشيان النتيجة قبل نهاية المباراة بخمس دقائق.. غير أن اندرسون أعاد الفارق لما كان عليه ليكتفي الصقور بما بلغوه في مشاركتهم العالمية الأولى.
ووضعوا بصمة واضحة لهم في قائمة المنتخبات العالمية بعد أن أصبحوا أحد أفضل ستة عشر منتخبا على مستوى العالم.
فيما بعد انتهى اللقب برازيليا.. وحلت إيطاليا ثانيا.
1998
دخل المنتخب السعودي تصفيات كأس العالم 1998 دون أدنى شك في قدرته في خطف بطاقة التأهل لمونديال فرنسا.. فهو منذ انجازه الرائع في مشاركته العالمية الأولى في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994 الذي بلغ فيه الدور الثاني.. فاز بكأس الخليج الثانية عشرة وكأس الأمم الآسيوية 1996 وكأس العرب الثامنة وبات المنتخب الأسيوي الأفضل.
ومع أن جيلا جديدا بات يقود المنتخب بعد اعتزال محمد عبدا لجواد وماجد عبدالله إلا أن القادمين برهنوا على أنهم قادرون على سد الفراغ وقيادة المنتخب للعالمية.. تحول سامي الجابر لقوة هجومية لا يستهان بها وتطور أداء فؤاد أنور وبرز نجم نواف التمياط .. واستعاد الفيلسوف يوسف الثنيان شعار المنتخب مجددا.. وقبل بدء التصفيات عاد المهاجم سعيد العويران لصفوف المنتخب بعد أن غاب لإجراءات تأديبية عن كأس الأمم الآسيوية.
لم يجد المنتخب السعودي أدنى صعوبة في تجاوز المجموعة الأولى في التصفيات الأولية التي ضمته مع منتخبات ماليزيا وتايوان وبنغلادش.. فهزم تايوان أولا بهدفين دون رد قبل أن يتعادل مع ماليزيا ويعود ليهزم بنغلاديش بأربعة أهداف.. وفي مباريات الذهاب كرر فوزه على بنجلاديش بثلاثية نظيفه وهزم ماليزيا بالنتيجة ذاتها.. قبل أن يختم مشواره في القمة بسداسية في شباك تايوان.
برهن السعوديون على أفضليتهم بخمسة انتصارات وتعادل وحيد جمعوا خلالها 16 نقطة.. وسجل مهاجموه 18 هدفا ولم يدخل مرماهم سوى هدف وحيد.
ولحق بالأخضر إلي الدور الحاسم منتخبات إيران والصين وقطر والكويت.. وهي المنتخبات التي ضمتها مجموعة المنتخب الأولى في التصفيات الحاسمة بعد أن قرر الاتحاد الآسيوي رفع عدد المنتخبات المتأهلة إليه لعشرة منتخبات بدلا من ستة كما كان في التصفيات السابقة.
فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات كوريا الجنوبية واليابان والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان وكازاخستان.
استهل المنتخب السعودي مبارياته في التصفيات الحاسمة بفوز مهم على الكويت في الرياض بهدفين لهدف.. قبل أن يتعادل مع إيران في طهران بهدف لمثله.
ودب بعض القلق في نفوس السعوديين اثر خسارتهم من الصين في بكين بهدف دون رد.. استعاد الصقور بعض توازنهم على حساب قطر في الرياض بهدف وحيد.
غير أن الأمور عادت لتسوء مجددا مع الخسارة من الكويت في الكويت بهدفين لهدف في مباراة طرد فيها المدافع أحمد جميل وتعرض الجمهور السعودي بعدها للضرب من الشرطة الكويتية بعنف.
الأمر الجيد هو أن النتائج الأخرى سارت لصالح المنتخب السعودي . فهزمت إيران الصين وقطر الكويت واستعاد السعوديون قوتهم بالفوز على إيران في الرياض بهدف دون رد.
وعلى الرغم من تعادل إيران والكويت في طهران سلبا.. فإن الإيرانيين وضعوا قدما لأنفسهم في المونديال بعد أن رفعوا رصيدهم إلى اثنتي عشرة نقطة.. فيما منح الفوز على الصين في بكين بثلاثة أهداف لهدف لقطر فرصة للعودة للمنافسة بقوة.
ضمنت إيران الـتأهل عقب تعادل السعودية مع الصين بهدف لمثله حتى وهم يخسرون من قطر بشكل غير متوقع بهدفين دون رد .. فانحصرت المنافسة على البطاقة الثانية بين السعودية وقطر فيما خرجت الكويت والصين المنافسة رسميا..
لم تتأثر إيران التي لن تلعب في الجولة الأخيره من خسارتها من قطر وتأهلت للمونديال مبكرا بفضل نقاطها الاثنتي عشرة.
وتركزت الأنظار على مباراة السعودية وقطر في الدوحة و التي دخلها السعوديون بإحدى عشرة نقطة فيما للقطريين عشرة.. بينما كانت مباراة الصين والكويت في بكين لأداء الواجب لا أكثر.
كان الإيرانيون تأهلوا رسميا إلى المونديال وسيلحق بهم السعودية او قطر.
ومع أن المباراة كانت تلعب في الدوحة نجح الصقور الخضر في انتزاع الفوز بهدف وحيد رفع رصيدهم الي اربع عشرة نقطة أهلتهم لاعتلاء الصدارة.
تصدر المنتخب السعودي مجموعته متجاوزا عثرات التصفيات التي كانت صعبة ومرهقة.. كسب السعوديون منها اربع مباريات وتعادلوا في مباراتين وخسروا مثلها.. وسجل مهاجموه ثمانية أهداف ودخل في مرماهم ستا.
فيما حلت إيران ثانيا باثنتي عشرة نقطة والصين ثالثا وقطر رابعا والكويت خامسا.
وفي المجموعة الثانية تأهلت كوريا الجنوبية واليابان إلى النهائيات دون صعوبة.
سعى المنتخب السعودي منذ إعلان تأهله لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي ترتيب أوراقه من أجل تجاوز مشاركته الناجحة في كأس مونديال أمريكا السابق.
وتضاعفت مسؤليات اللاعبين بعد أن بات الإعلام الدولي يتابع تحركاتهم وخصوصا محمد الدعيع وسامي الجابر وسعيد العويران وفؤاد أنور الذين باتو لاعبين معروفين على مستوى المونديال بعد تميزهم في المونديال السابق.
ورمت القرعة المنتخب السعودي في ذات مجموعة أصحاب الأرض (الذين فازوا باللقب أيضا فيما بعد) إلى جوار الدنمرك وجنوب افريقيا.
بدأت رحله الإعداد المبكرة تحت أشراف المدرب البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا الذي سبق وأن قاد المنتخب السعودي للفوز بكأس آسيا 1998 كما فشل معهم في بلوغ مونديال 1990.. كان بيريرا اكتسب الكثير من الخبرة والشهرة خلال السنوات الثماني الماضية.. خاصة بعد أن قاد منتخب بلاده البرازيل للفوز بكأس العالم 1994.. بات أكثر افضل المدربين على مستوى العالم وأكثرهم شهرة.. واعتقد القائمون على الكرة السعودية أن ما اكتسبه المدرب من خبرة سيفيدهم في المونديال..
خاض المنتخب السعودي مباريات ودية قوية.. لعب مع المنتخب الألماني في الرياض.. وبعد شوط اول قوي ومثير تعرض جدار الدفاع الأخضر للاختراق بعد طرد عبدالله سليمان.. وانهار في الدقائق الأخيرة ليخسر بثلاثة أهداف نظيفة.. على الرغم من الخسارة كان أداء المنتخب لافتا.
وبات الأخضر في جاهزية تامة بعد أن تعادل مع المنتخب الإنجليزي على ملعب ويمبلي الدولي دون أهداف.. في تلك المباراة تألق المهاجم سامي الجابر كثيرا وتلاعب بالخبير الانحليزي ادمز أكثر من مرة واسقطه على الأرض بعد مراوغات ذكية.. كما تألق العملاق محمد الدعيع وتصدى للعديد من الكرات الانجليزية.
بيد أن التجربة الأخيرة قبل خوض غمار المونديال لم تكن موفقه.. ختم المنتخب السعودي الذي كان يستعد لمواجهة الدنمرك في أولي مبارياته في فرنسيا تجاربه الودية بخسارة غير اعتيادية من النرويج بستة أهداف دون رد.. ما حدث هو أن حكم المباراة الدنمركي أفسدها.. فطرد الحارس محمد الدعيع دون سبب واضح وعاد وكرر الأمر ذاته مع المدافع محمد الخليوي فلم تعد المباراة الودية مفيدة للسعوديين .. كان بيريرا يريد أن يطبق في تلك المباراة خطة الدنكرك ولكن الحكم حرمه من ذلك.
دخل المنتخب السعودي مباراته مع الدنمرك بطموح كبير.. غير أن المباراة انتهت لصالح الأوربيين بهدف سجله مارك ريبير.
وفي الوقت الذي كان السعوديون يخسرون فيه من الدنمرك كانت غرفهم في الفندق تتعرض للسطو من لصوص محترفين
وظهر أن ما يعانيه المنتخب السعودي هو عدم امتلاك مدربه البرازيلي أي طموح لقيادة الكرة السعودية إلى انجاز جديد.. فتعامل مع مباراة فرنسا على أنها محسومة للفرنسيين.. فقال دون موابه في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة أن لا حظوظ للسعودية في تجاوز فرنسا وأن الفوز مضمون للفرنسيين.. وكرر هذه المقولة أمام اللاعبين الذي حاولوا الرد على مدربهم المتخاذل.
غير أن الأمور داخل أرض الملعب كانت سيئة.. طرد محمد الخليوي بعد دخوله العنيف على احد لاعبي فرنسا بعيدا عن منطقة الجزاء.. اهتزت الشباك السعودية أربع مرات سجلها تيري هنري (هدفين) وديفيد تيريزيغية وليزارازو .. دون أن يتمكنوا من الرد عليها.
كان القرار الأول الذي اتخذه الأمير فيصل بن فهد بعد المباراة هو طرد المدرب البرازيلي الذي لم يكن بحجم سمعته كمدرب قاد البرازيلي للفوز بكأس العالم.
وحل المدرب الوطني محمد الخراشي بديلا له.
اختلف الوضع في المباراة الأخيرة أمام جنوب افريقيا بعد أن منح الخراشي الفرصة لنواف التمياط ويوسف الثنيان للعب.
ومع أن الأفريقيين بدأوا في التسجل الا ان سامي الجابر نجح في معادلة النتيجة مع بداية الشوط الأول من نقطة الجزاء ليكون أول لاعب عربي يسجل في كأس للعالم.
واقترب المنتخب السعودي من الفوز بعد أن أضاف يوسف الثنيان الهدف الثاني من ركلة جزاء أخرى (كلا الركلتين تسبب فيها الأفريقي من أصل لبناني بييير عيسى).. غير ان المدافع حسين عبدالغني تسبب في ركلة جزاء لا مبرر لها في الدقيقة الأخيرة من المباراة ليمنح جنوب افريقا فرصة التعادل.. هذه الركلة أغضبت المدرب الخراشي فغادر أرضية الملعب قبل ان يراها تعانق شباكه.
انتهى المنتخب السعودي رابع مجموعته بنقطة وحيدة جناها من تعادل وخسارتين.. وسجل مهاجموه هدفين مقابل 7 أهداف في مرماه.. لم تكن نتيجة تقترب حتى من الإنجاز الكبير الذي حققه في المونديال السابق.