الخبرة المتواضعة وقصة الطائرة الخاصة ومكافأة اللاعبين وحركة مناف أبو شقير تكشف الحقيقة المرة

في عالم كرة القدم المجنون يعُلق مصير رئيس النادي بخسارة الفريق الأول لكرة القدم.. يحدث هذا في كل أنحاء العالم.. ولكن في المقابل يجد مشجعو الأندية العذر لرئيس النادي عندما يقوم بكل ما يستطيع القيام به من استقطاب اللاعبين الأجانب إلى تطعيم الفريق بلاعبين محليين من الشباب من داخل النادي أو من خارجه وصولا إلى استقطاب جهاز تدريبي يوازي الطموحات وحتى الجهاز الإداري الذي يضطلع بأهم الأداور التي تبدأ بالتخطيط السليم على المدى البعيد وعلى المدى القصير ووضع الآليات التي تكفل له تحقيق كل أهدافه وطموحاته.. على الرغم من توفر كل مقومات النجاح في الاتحاد إلا أن هذا لم يشفع للفريق بتكرار إنجاز الفوز بدوري أبطال آسيا بعد أن غادر البطولة على يد تشنوبك الكوري الجنوبي.. فلماذا أخفق بطل نسختي 2004 و2005 في بلوغ المباراة النهائية على الأقل.. بعد أن كان على بعد خطوتين من استضافة المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا وتحقيق لقبها للمرة الثالثة؟ فيما «الرياضية» تكشف بعض أسباب إخفاق الاتحاد:
بدأ الفريق الاتحادي استعداده للموسم الجاري بمعسكر إعدادي أقامه في مدينة الطائف ولأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات يشهد المعسكر الاتحادي تسيباً غير مسبوق تمثل في خروج أكثر من لاعب منه والمغادرة إلى جدة دون أي عذر إضافة لعدم حضور بعض اللاعبين من بداية المعسكر مع عدم فرض أي عقوبات على اللاعبين ناهيك عن انعدام الانضباطية المتمثلة في أوقات النوم والتدريبات وسط غياب المشرف العام جمال فرحان عن المعسكر منذ بدايته حتى نهايته.
وفي المقابل وضحت قلة خبرة الجهاز الإداري الذي يشرف على الفريق الاتحادي والمكون من جمال فرحان وعبدالله فوال ومحمد السليمان والذين لم يسبق لهم العمل في الأندية في عصر الاحتراف من خلال قائمة أسماء اللاعبين التي تم رفعها للاتحاد الآسيوي..وجرت العادة أن يتم ترك خانة أو خانتين من الأسماء حتى يتمكن من إضافة أي لاعب قبل نهاية فترة التسجيل.. ولكن ما حدث من إدارة الفريق أنها قامت بتسجيل لاعبين من درجة الشباب لا يمكن الاستفادة منهم في البطولة الآسيوية وأسقطت اسم اللاعب مناف أبوشقير في وقت هي أحوج ما تكون لجميع اللاعبين وبعد أن علمت بخطئها حاولت استدراكه برفع خطاب للاتحاد الآسيوي لإسقاط اسم اللاعب ماجد كنبا وإضافة أبوشقير بدلاً عنه بسبب إصابة الأول ثم حاولت إضافة اسم المدافع أحمد عسيري بنفس الطريقة إلا أن الطلب قوبل بالرفض لتظل أربعة أسماء في القائمة الآسيوية بدون أن يستفيد منها الفريق.
ولعل أبرز الأخطاء التي ارتكبها الجهاز الإداري هي عدم التجديد مع لاعب المحور العماني أحمد حديد والتخلي عنه بعد اتضح مدى حاجة الفريق له خلال مشوار البطولة واضطرار المدرب البلجيكي ديمتري إلى تجربة العديد من اللاعبين في نفس الخانة دون الوصول إلى لاعب يسد الفراغ الذي أحدثه غياب حديد.
تنظيم المكافآت
من يتابع الفريق الاتحادي طوال الثلاث سنوات الماضية كان يعرف أن هناك تنظيماً معروفاً لمكافآت الفريق الأول لكرة القدم والأجهزة الإدارية والفنية بنسب متفاوتة كل بحسب العمل الذي يؤديه وتتراوح ما بين 100% للاعبين ومدرب الفريق ومساعديه وتصل حتى 15% لأقل عامل في الفريق.. ولكن بعد حضور جمال فرحان ومساعديه تم تغيير هذا النظام بطريقة غير عادلة، فمثلا كانت مكافأة التأهل لدور الثمانية من البطولة الآسيوية التي أعلن عن أنها 70 ألف ريال لجميع لاعبي الفريق الأول ولكن من استلموا المبلغ كاملا لا يتجاوزون العشرة لاعبين من الفريق الأول، بل إن بعض اللاعبين وصلت مكافآتهم إلى 15 ألف ريال فقط وتسبب هذا الأمر في الاحتقان بين اللاعبين والتفرقة بينهم ناهيك عن العاملين في الفريق من مساعدين والذين لم يتسلموا أي مكافأة وسط انعدام التنظيم الواضح للمكافآت كما كانت سابقاً.
وما كان كارثة كبرى هو أن اللاعبين عادوا لاستلام رواتبهم ومكافآتهم مناولة باليد ودون التوقيع على سندات الاستلام مع أن النادي ومنذ فترة رئاسة الدكتور خالد المرزوقي كان يتم إيداع المبالغ في حسابات اللاعبين لدى البنك الذي يتعامل معه النادي وبطريقة نظامية وتسبب هذا الأمر في فوضى مالية غير مسبوقة من خلال تأخر رواتب العاملين في النادي لفترة تمتد لأكثر من أربعة أشهر مما أدى لإحباطهم وعدم قدرتهم على الإيفاء بالتزاماتهم.
ومما زاد الطين بلة أن الجهاز الاداري للفريق الأول كان يتسلم رواتبه ومكافآته أولاً بأول وقبل اللاعبين.
تغيير نظام المعسكر
من المعلوم أن لاعبي الفريق الأول الحاليين أمضوا مع بعضهم البعض فترة طويلة وبالتالي فإن تنظيم غرفهم معروف لدى كل من مر على إدارة نادي الاتحاد ولكن اللاعبين تفاجؤوا بتغيير ترتيب غرفهم من قبل إدارة الكرة بعد أن قامت بتقسيم اللاعبين وفق نظرتهم الخاصة مما تسبب في تضايق اللاعبين من هذا التصرف غير المبرر إضافة إلى أن الإدارات السابقة لم تلجأ إلى السكن في الفنادق قبيل المباريات وترك معسكر الفريق في النادي من باب الترف ولكن السبب الحقيقي يعود إلى رداءة المعسكر الحالي بسبب الخشب المستخدم في أرضية وغرف نوم المعسكر والذي تسبب في انتشار الحشرات وبالتالي صعوبة النوم فيه إلا أن إدارة الفريق أصرت على إقامة معسكرات المباريات داخله دون مراعاة لكل ذلك.
كما أن إدارة الفريق قامت بتغيير النظام الغذائي الذي كان يسير عليه اللاعبون عبر فرض مأكولات معينة لم تجد استحسانهم وفضلت التوفير في مصروفات الطعام الذي كان يطلبه اللاعبون.
تدخلات الإدارة
تميز نادي الاتحاد في فترة ما قبل إدارة اللواء (متقاعد) محمد بن داخل بالفصل التام لإدارة كرة القدم عن إدارة النادي في قراراته إلا أن الأمر اختلف مع الإدارة الحالية بعد أن بات أعضاء مجلس الإدارة يسرحون ويمرحون بين لاعبي الفريق ويعقدون الاجتماعات معهم وإحضار أبنائهم وأصدقائهم للتصور مع اللاعبين داخل مقر النادي دون الرجوع لإدارة الفريق في تجاوز واضح لكل الاعتبارات الإدارية المتعارف عليها، بل إن الأمر وصل إلى حد أن عضو مجلس قام بتسليم مكافآت اللاعبين بعد تأهلهم لدور الثمانية يداً بيد وهو الأمر الذي لم يكن يحدث في السابق.
أيضا من الأخطاء الإدارية التي ارتكبتها إدارة ابن داخل هي اللعب بنفس طقم الفريق الأول لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي وهو الأمر الذي لم يكن يحدث سابقاً، حيث جرت العادة أن يتم تغيير تشكيلة ألوان الفانيلة والشورت في كل موسم حتى يتم تسويق المنتج من جديد على الجماهير إلا أن هذا الأمر فات على إدارة ابن داخل مما تسبب في إغلاق مصدر مهم من مصادر الدخل التي تدر على النادي عوائد جيدة.
التحضيرات لتشنبوك
منذ سحب قرعة الدور نصف النهائي للبطولة الآسيوية والكل يعلم بأن الفريق الاتحادي سيلتقي بأحد فريقين إما تشنبوك الكوري الجنوبي أو سيروزو الياباني، وكان المفترض أن يتم عمل الحجوزات والترتيبات الكاملة مع العلم أن نظام الاتحاد الآسيوي يقضي بأن يتكفل الفريق المستضيف للمباراة بيومين فقط للفريق الضيف وما زاد عن ذلك فإن الفريق الضيف يتحمله وبعد أن تجاوز الاتحاد فريق سيؤول الكوري وعلم أنه سيقابل تشنبوك عاد الفريق إلى جدة بدون أن يترك أحداً هناك لمتابعة الفريق الخصم ويقوم بكافة التحضيرات لاستقبال الفريق في مباراة الإياب غابت إدارة الكرة عن كل ذلك ولم تفكر في التحضير لمباراة الإياب التي ستقام في كوريا الجنوبية إلا قبل المباراة بأسبوع واحد وقامت بمخاطبة كل الفنادق في مدينة جيونجو معقل فريق تشنبوك ولم تستطع أن توجد حجزاً في أي فندق إلا قبل المباراة بأربعة أيام مما اضطرهم للسفر إلى مدينة أخرى والبقاء فيها لليلة كاملة ثم التحرك بالباص في رحلة سفر امتدت لأكثر من ثلاث ساعات مما أضاع على الفريق يومين من فترة الاستعداد لمباراة الإياب وكل هذا حدث بسبب قلة خبرة إدارة الكرة في مثل هذه المواقف.. وما صعب الأمور هو عدم تنسيقهم مع الشركة الناقلة التي تم استئجار الطائرة الخاصة التي أقلت الفريق منهم بخصوص موعد عودة الفريق الأمر الذي تسبب في بقاء الفريق في مدينة جيونجو لأكثر من خمس ساعات لحين تجهيز أذونات الطيران وتصاريح المرور عبر أجواء الدول وهو ما أرهق اللاعبين كثيراً واضطر المدرب ديمتري على إثره أن يمنحهم إجازة لمدة يومين.
تأخير مقدمات العقود
على الرغم من تكفل عضو شرف وحيد بكافة مصاريف الفريق الأول لكرة القدم من تعاقدات اللاعبين غير السعوديين إلى رواتب المدرب ومساعديه وتسلم إدارة النادي لدفعتين من الشريك الإستراتيجي stc إلا أن سوء الادارة المالية تسبب في دخول النادي في أزمة مالية خانقة، فاللاعبون أسامة المولد ومبروك زايد وصالح الصقري لديهم مقدمات عقود متأخرة بالإضافة إلى المحترف الكويتي فهد العنزي الذي لم يتسلم المبلغ المتفق عليه حتى الآن إضافة إلى قرب انتهاء عقود بعض اللاعبين مما ينذر بأزمة مالية طاحنة لن تستطيع الإدارة حلها بسهولة مع الأخذ بالاعتبار تأثير كل ذلك على قدرة اللاعبين على العطاء وعدم قدرة إدارة الفريق على تطبيق اللوائح والأنظمة لأنهم لن يستطيعوا القيام بذلك في ظل عدم استلام اللاعبين لحقوقهم.
قرارات تعكس التخبط الإداري
لم يحدث من قبل أن قامت إدارة نادي بإقالة مساعدي المدرب دون المساس بالمدرب نفسه إلا في النادي الأهلي المصري عندما قامت إدارة النادي بإقالة مساعدي المدرب مانويل جوزيه ثم تكرر الأمر مع إدارة الاتحاد عندما أقالت المساعدين الوطنيين حمزة إدريس وحسن خليفة في تدخل واضح في عمل المدرب البلجيكي ديمتري دون الرجوع إليه ودون وضع اعتبار لكل ما قدمه الثنائي طوال عملهما في نادي الاتحاد، حتى أن إدارة النادي لم تطلب منهما تقديم استقالتيهما عرفاناً بالعمل الذي قدماه بل كان القرار مثالاً واضحاً على قلة الوفاء مع اثنين من أبناء النادي لهما من التاريخ والإنجازات ما يكفل لهما على الأقل المعاملة اللائقة وأن يحظوا بقليل من الاحترام بدل أن يتم طردهما بهذه الطريقة.. وعلى الرغم من أن المتابعين للشأن الاتحادي يعلمون التأثير الكبير لهذا الثنائي من خلال تواصلهما المميز مع صناع القرار في البيت الاتحادي والمساهمة في تذليل الكثير من الأزمات المادية ومن آخرها مكافأة الـ70 ألف ريال والطائرة الخاصة التي استأجرها الفريق في تنقلاته الآسيوية في الوقت الذي عجز عن القيام بهذا الأمر رئيس النادي إلا أن الإدارة لم تحترم كل هذا.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى تصريح رئيس النادي بأن إدارة النادي تبحث عن مدرب صاحب شخصية قوية ويمنح الفرصة للاعبين الشباب خلال لقائه جماهير النادي قبل مباراة القادسية الدورية ولم تنتهي المباراة بالفوز الاتحادي العريض بثمانية أهداف إلا وخرج رئيس النادي ونائبه وعضو مجلس الإدارة ليؤكدوا على بقاء المدرب حتى نهاية الموسم مما يعكس التخبط الإداري في سياسة عمل الادارة.
اقترف اللواء (متقاعد) محمد بن داخل أخطاء كثيرة تسببت فيما وصل إليه النادي حتى الآن، لأنه اعتمد في كل قراراته على الارتجالية في العمل والاستعانة بأسماء لا تملك الخبرة الإدارية ناهيك عن محاولته كسب رضا رواد المنتديات ومسدي النصائح الذين يبحثون عن تحقيق أهداف شخصية ليس لها علاقة بمصلحة نادي الاتحاد ورفضه المتكرر لأخذ مشورة أصحاب الخبرة ممن سبق لهم العمل في النادي واكتسبوا الخبرة بالعمل والصبر والمثابرة كي لا يقال عنه إنه رئيس صوري، ولكن لا هو الذي ساير صناع القرار واستفاد من الدعم الذي كان يأتيه من باب واحد، ولا هو كسب الجانب الآخر الذي لم يقدم له حتى قيمة مياه يشربها اللاعبون بعد نهاية التدريب.