|




يعتبر قيصر الكرة الألمانية وعقلها المدبر

/media/iris/66871_13.jpg
2011.10.08 | 06:00 pm

لا شك أن فرانتس بكنباور هو أحد أعظم اللاعبين والمدربين في التاريخ. أعاد تحديد دور الليبيرو، رفع كأس العالم قائداً عام 1974 قبل أن يكرّر الإنجاز كمدير فنّي عام 1990. ابن مدير عام لمخزن بريدي، بدأ مسيرته بعمر 9 سنوات في فريق ميونيخ 06 للصغار، قبل الإنضمام لبايرن ميونيخ عام 1958. كانت بداياته مع بايرن على الجناح الأيسر، أمام سانت باولي في 6 يونيو 1964. في موسمه الأول في دوري الأقاليم، ساعد الفريق للتأهل إلى البوندسليجا. احتفل فرانتس بمباراته الدولية الأولى يوم 26 سبتمبر 1965 بعمر العشرين، وأكمل مشواره ليلعب في ثلاثة نهائيات لكأس العالم. ظهر بكنباور الشاب لأول مرة في النهائيات عام 1966، مسجلاً هدفين خلال فوز بلاده على سويسرا 5ـ0 وفي مباراته الأولى. ورغم خسارة ألمانيا في ذاك النهائي الشهير أمام إنجلترا المضيفة على ملعب ويمبلي، يتذكّر بكنباور بعد أكثر من 30 سنة الأحداث بإيجابية ويقول لموقع FIFA.com: “أن تكون وصيفاً لكأس العالم FIFA ليس بالأمر السيء للاعب شاب”.



مباريات ملوّنة
مشاركته التالية في المكسيك عام 1970 كانت لا تُنتسى أيضاً عندما لعب في نصف النهائي أمام إيطاليا بكتف مخلوعة، وقد لف ذراعه المصابة بضماد. مع ذلك، ذهب تفانيه سدى إثر خيبة الخسارة أمام الأتزوري 3ـ4 ليكتفي الألمان بخوض مباراة تحديد المركز الثالث.
مع ذلك، لا يزال بكنباور مولعاً بذكريات مكسيكو: “1970 كانت بطولة رائعة. الجماهير متعصّبة وأمن الملاعب لم يكن كثيفاً في تلك الأيام. كنت قادراً على فعل ما يطيب لك. شرطي واحد فقط حمل السلاح خارج المدخل وراقب الملعب بأكمله. من الواضح أن هكذا أمر لا يمكن تصوّره اليوم. آنذاك، كان الأمر أكثر استرخاء. المباريات في مكسيكو كانت ملوّنة. ضحك البلد ورقصت كرة القدم”.



المجد على أرض الوطن
أتى العام 1974 وجلب معه المجد لبكنباور. حينها، كان يلعب في مركز طوّره بنفسه ـ ليبيرو خلف الدفاع. نظّم الفريق من الخلف، لكنه تقدّم أثناء هجوم فريقه. كان التقدّم إلى الأمام من طبيعته؛ ببساطة لم يكن قادراً على إيقاف نفسه. كأس العالم 1974 في ألمانيا كانت الأكثر امتيازاً بالنسبة لبكنباور وفريقه. من الصافرة الأولى، طالبت الجماهير بالفوز ولا شيء سواه. كانت التوقعات عالية وهو ما أدركه القائد: “عندما تكون مضيفاً، تعيش ضغطاً مضاعفاً، لأن الكلّ يتوقع أن تفوز”.جماعياً، صمد بكنباور، سيب ماير، بول برايتنر، فولفجانج أوفراث، جيرد مولر وباقي الفري في وجه الضغوط لقيادة ألمانيا الغربية إلى اللقب للمرة الثانية. بعد فوزهم 2ـ1 على هولندا، أصبح بكنباور أول لاعب يحمل كأس العالم FIFA الجديدة، بعد احتفاظ البرازيل بكأس جول ريميه إلى الأبد عام 1970. عام 1977، ترك بكنباور بايرن ميونيخ لينضمّ إلى نيويورك كوزموس. وفي الوقت الذي ترك فيه ميونيخ، كان قد أحرز جميع الألقاب الكبيرة مع فريقه بايرن: كأس إنتركونتيننتال، ثلاثية كأس أندية أوروبا للأبطال، أربع مرات بطولة ألمانيا وأربع مرات كأس ألمانيا. كان يأمل بإيجاد تحدّ جديد في الدوري الأمريكي للمحترفين، بالإضافة إلى امتيازات الكسب المادي. من وجهة نظر رياضية، لم يخدم الانتقال تطوّره: “من الناحية الكروية لم تكن ناجحة” كما قال.



لا نهاية للنجاح
الانتقال عبر الأطلسي جلب النهاية أيضاً لمسيرته الدولية. مذ لعب في الخارج، لم يعد ضمن خيارات منتخب ألمانيا الغربية. في المجموع، ظهر 103 مرّات مع بلاده، وأصبح أول لاعب ألماني يحطّم حاجز المئة مباراة دولية. عام 1982، عاد إلى البوندسليجا بعمر 35 سنة، فلعب موسماً واحداً مع هامبورج. اعتزل اللعب عام 1983 بعدما أمضى فترة أخرى مع نيويورك كوزموس.
في يوليو 1984، وبعد فشل يوب درفال في العام ذاته في كأس الأمم الأوروبية، عُيّن بكنباور مدرباً لمنتخب ألمانيا الغربية. أوّل نجاح كبير له كان عام 1986 في المكسيك، حيث قاد فريقه إلى المباراة النهائية. ورغم فوز الأرجنتين باللقب، ظهر بكنباور كأنه مدرب منذ وقت بعيد.
في إيطاليا 1990، أحرزت ألمانيا الغربية اللقب دون خسارة، وعندما ترجم أندرياس بريمه ركلة الجزاء إلى هدف وحيد في النهائي أمام الأرجنتين، ضمن بكنباور موقعه في كتب الأرقام القياسية، إذ أصبح الأوّل الذي يحرز كأس العالم كقائد ومدرب. بقي الفوز باللقب كمدرب قمة مسيرة فرانتس بكنباور: “أعتقد أن 1990 كانت الأهم لي، لا يوجد أهمّ من قيادة الفريق إلى الفوز”. كان بكنباور رئيس نادي بايرن ميونيخ حتى 1998، عندما أصبح نائب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم. وبعد مساهمته في إعادة الكأس المرموقة إلى بلاده، أشرف بنجاح على كأس العالم 2006 كرئيس للجنة المنظمة.