|


الفارس الحائز على المركز الثاني على مستوى العالم .. عبدالله بن متعب لـ الرياضية

حوار سلطان رديف 2009.05.08 | 06:00 pm

أكد الأمير الفارس عبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الحائز على المركز الثاني في بطولة العالم الأخيرة لقفز الحواجز أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أول من دعمه واهتم لشأنه.
وأضاف عبدالله بن متعب" تسميتي للجواد (أشكر الله) بهذا الاسم يعود للوصية الأولى التي يوصيني بها خادم الحرمين الشريفين بعد كل إنجاز أحققه".وتحدث الأمير عبدالله بن متعب عن بداياته وحالات اليأس التي كادت أن تعصف بمستقبله الفروسي ودور والده الأمير متعب بن عبدالله ووالدته وكيف أنهما لا يشاهدانه حتى عبر التلفاز.
وتطرق الأمير عبدالله في حديثه لـ"الرياضية" عن رياضة الفروسية وما يقف أمامها من معوقات وأهمية الشراكة الإستراتيجية مع شركة اتحاد اتصالات موبايلي وما تعنيه هذه الشراكة في مستقبله الفروسي.. كل ذلك وأكثر في ثنايا اللقاء التالي:



ـ سأبدأ بالإنجاز الأخير الذي أعتقد أنه تحقق بعد خيبة أمل شخصية لك في أولمبياد بكين حيث النتائج لم تكن على قدر التوقعات والآمال؟ فهل هذا الإنجاز يعيد الثقة لك؟
أود في البداية أن أشكر "الرياضية" والقائمين عليها على تميزهم الدائم في العمل الصحفي الرياضي الذي يسعدنا جميعاً، مؤكداً أنني أعتبر نفسي أحد أبناء هذه الصحيفة الرائدة،
أما سؤالك فأحب أن أؤكد لك أنه لم تكن هناك أي خيبة أمل لأنني كنت أحظى بدعم واهتمام معنوي كبير من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين ووالدي الأمير متعب بن عبدالله والعديد من الأصدقاء المقربين، علماً أنه بعد ما حدث في أولمبياد بكين كان هناك اتصال هاتفي بيني وبين الفارس الفرنسي (ارفيه جودينون) الذي كان يمتطي الجواد (موبايلي أشكر الله) وهو من الفرسان الذين لهم باع طويل وخبرة كبيرة في مجال الفروسية وقفز الحواجز تحديداً وقال لي في مكالمته"لقد كانت نتيجتي في أول أولمبياد أشارك فيه أسوأ من نتيجتك وما حدث لك لا يعني أنك لست فارسا جيدا لأن هذه الرياضة الوحيدة التي يوجد فيها روحان تتنافسان مع بعض"، لذا لو عدت قبيل الأولمبياد لوجدت أن نتائجي ممتازة وما حدث في الأولمبياد أعتبره زيادة في خبرتي كفارس وليس نهاية المطاف والدليل أنني أعمل بجد لتحقيق المزيد من النتائج وما حدث قد يحدث في بطولات أقل من الأولمبياد بكثير.
ـ الإنجاز الأخير وحصولك على المركز الثاني في بطولة كأس العالم هل كان حسب التوقعات أم كان أكثر مما توقعت؟
لا أخفيك أن الهدف الأول لي هو الظهور بالمظهر المشرف فقط دون النظر للنتيجة ولكن ما حدث ولله الحمد هو تحقيق الظهور المشرف والنتيجة الجيدة التي شاهدت تعاطف الجميع معها، وكنت سعيداً بذلك التعاطف ولعل الأمر المهم أننا حققنا هذا الإنجاز في محفل عالمي كبير.
ـ لماذا لم نشاهد في ساحة الفروسية سوى الأمير عبدالله بن متعب كنتائج ومستوى وإنجازات؟ هل هذا يعني أن الإنتاج السعودي للفرسان قليل جداً؟
الفريق الألماني يوجد لديه فارس اسمه (لودقر) وهو الذي شارك منذ عام 92م وحتى 2008م في الأولمبياد الدولي على الرغم من وجود العديد من الفرسان الألمان وهذا بسبب أن الفروسية تقوم على أساس الخبرة، فالفارسان خالد العيد ورمزي الدهامي يحرص كل مدرب على تواجدهما معنا في الفريق لأنهما أصحاب خبرة يستفاد منهما والوصول لقمة الفروسية لقفز الحواجز يحتاج أن تبدأ منذ سن صغيرة أي من 8 سنوات ويكون لديك دعم قوي ولن يشارك الفارس في البطولات إلا عندما يكون عمره 21 سنة فلابد أن يقضي ما لا يقل عن 13 سنة لمرحلة البناء فقط لما بعد 21 سنة، لذا ما أحب الوصول له أنه قليل من يقضي هذه الفترة وليس أي فارس سيصل ويتخطى هذه المرحلة إلا إذا كان فارسا جيدا يستحق أن يلقى الدعم الكامل، وهناك فرسان كثر وجدوا الدعم وفي ذات الوقت دعموا أنفسهم ومع هذا لم يكملوا المشوار وأؤكد لك أنه مازال أمامي المزيد من العمل والجهد لاكتساب المزيد من الخبرات التي بإذن تساعدني بعد الله في المستقبل، فرياضة الفروسية وقفز الحواجز تحتاج لعمل دؤوب ومتواصل والاستمرارية في التعلم فرياضة الفروسية لا تقف عند سن معينة ففي كل يوم يزداد الفارس خبرة ويسعى لصقل موهبته.



ـ هل عدم وجود نفس طويل لدى هذا الفارس أو ذاك سبب في عدم ظهور فرسان كثر أم عدم وجود الدعم المالي ونحن نعرف أن الفروسية رياضة مكلفة؟
قد يكون عدم وجود الصبر وعدم وجود موهبة كافية أضف لذلك ما ذكرت من عدم وجود دعم كافٍ بالإضافة لتدني مستوى التدريب والاختيار السيئ للجياد كل هذه عوامل تؤثر على الفارس في مشواره.
ومع هذا لدينا اليوم فرسان وصلوا إلى مرحلة جيدة ويحتاجون الآن الانتقال لمرحلة أكبر لاستمرارية التفوق وبدون ذكر أسماء هناك فارسان أو ثلاثة يحتاجون اليوم لدعم أكبر لاستمرار تميزهم والاستفادة منهم في المستقبل.
ـ رياضة مثل الفروسية أعتقد أنني كإعلامي أو متابع بسيط لا أعتقد أن هناك أندية ومراكز متخصصة لهذه الرياضة رغم الإنجازات التي تحققت فحتى البطولات تقام في مدن عسكرية وجامعية؟
أتفق معك في بعض ما قلت وحتى الاتحاد السعودي للفروسية لا يوجد له مقر على مستوى عالٍ ولكن توجد هناك بعض مراكز التدريب والميادين ولكنها لا تستطيع دعم نفسها ليس لقلة الإقبال بل لعدم وجود تغطية إعلامية جيدة لها فنحن لدينا في كل أسبوع بطولة في جدة و الرياض ومع هذا لا تحظى باهتمام إعلامي ولكي لا أظلم الإعلام فما يحظى باهتمامه هي البطولة الدولية التي تقام في ميدان الأمن العام، وأعتقد أنه متى ما دعمت البطولات المحلية من قبل الإعلام سنترك انطباعا لدى المتابع بأن هناك مراكز وميادين للفروسية.
ـ اتحاد السيارات عمره لا يتعدى سنوات قليلة جداً ومع هذا نشاهد أن لديه حلبات وبطولات دولية وغيرها من الإمكانيات الجيدة وذلك بدعم من المهتمين واستثمار في ذات الوقت؟
أعتقد أن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه رئيس اتحاد الفروسية الأمير نواف بن فيصل ونائب رئيس اتحاد الفروسية الأمير عبدالله بن فهد حريصون جداً على تطوير العمل والارتقاء برياضة الفروسية وهناك من يعمل على دعم رياضة الفروسية ويقدم لها الكثير بل وملايين الريالات من خلال الدعم الشخصي للفرسان الذين يحتاجون لأموال طائلة جداً، فالفارس عندما يدعم نفسه فهو يدعم رياضة الفروسية والظهور بالمظهر المشرف باسم الوطن ولكن هذه الرياضة تكاليفها عالية جداً ولكي تشارك في بطولة وترغب في المنافسة فأقل جواد سوف يكلف ما لا يقل عن مليون يورو، فكيف تستطيع أن تقوم بذلك وميزانية اتحاد الفروسية لا تتعدى سعر جواد واحد فقط؟! أضف إلى ذلك أن هناك صعوبات نواجهها لاستضافة بعض البطولات ومع هذا الاتحاد السعودي للفروسية يقيم بطولة دولية تعد من أنجح البطولات على المستوى العربي ومؤهلة لكأس العالم بالإضافة للدوري المحلي الذي تقام ضمن إطاره بطولة أسبوعية في كل من جدة والرياض ومع هذا لا تتم تغطيتها إعلامياً بالشكل الجيد لذا أعتقد أن المسؤولية الآن على عاتقكم أنتم كرجال إعلام أن تقوموا بدور أكبر في هذا الجانب.
ـ لعلي أستنتج من حديثك السابق أنك بدأت منذ 8 سنوات ما سر استمرارك والمحافظة على البقاء والتميز؟
هناك أسباب عدة أولها وجود التوجيه والدعم المعنوي الذي يبقى مهماُ جداً في المراحل الأولى ولا أخفيك أن هناك ظروفاً مرت علي كانت ستكون سبباً في توقفي وأيضاً مراحل يأس كانت ستقضي على مستقبلي الفروسي.
ـ ما هي حالات اليأس؟
أحياناً كنت أشعر أنني وصلت مرحلة لا أستطيع أن أقدم أكثر مما قدمت مع العلم أنني كنت أسير في الطريق الصحيح دون أن أشعر وذلك بسبب أنه لا توجد نتائج في ظل أن النتائج في عالم الفروسية وقفز الحواجز تحديداً يجب ألا تستعجل فنفسها طويل جداً ولابد من الصبر وكان ذلك في عمر 15 و16 سنة وكنت أشاهد بعض الفرسان يتجاوزوني بمراحل ولكن بفضل من الله وبالتوجيه الجيد استطعت الاستمرار وتجاوز من تجاوزوني لأننا في رياضة تعتمد على الخبرة وثمارها لا تجنى إلا بعد سنوات.
ـ هل وجدت من يخطط لك ويضع البرامج المناسبة ويحفزك على المزيد من العمل والجد والمثابرة في حالات اليأس تلك؟
لعل أول من دعمني واهتم لشأني هو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووالدي الأمير متعب بن عبدالله ووالدتي وكانوا داعمين لي منذ بداياتي.
وأول من أدخلني معترك قفز الحواجز هو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله وكان أول رئيس لاتحاد الفروسية واهتم بي كثيراً، فالدعم وجدته ولله الحمد ولكن أصعب مرحلة كانت الاستمرار لأنني لم أكن أحقق النتائج التي ترضي طموح من وقفوا بجانبي.
لله الحمد أنني تدربت مع مدربين جيدين منهم الفارس خالد العيد الذي استفدت منه كثيراً وأشرف بشكل رسمي علي بعد سنوات من تدريبه لي حيث وصلت لمرحلة أحتاج فيها لنوع آخر من المدربين وكان باقتراح من خالد العيد الذي رأى أنني أحتاج لمدرسة تدريبية أخرى ورشح خالد العيد المدرب الهولندي (هنكلوري) وتدربت على يد المدرب الهولندي لمدة سنتين وأقمت في نفس الإسطبل الذي يدرب فيه واستفدت كثيراً من هذه المرحلة علماً بأن خالد العيد مازال يمارس دور الموجه لي.
وهناك معلومة مهمة وهي أنني ركبت جيادا أقل بكثير من الجياد التي يركبها الفرسان الآخرون وكان هذا بإصرار من خالد العيد الذي رفض أن أركب جيادا ممتازة لرؤيته بأن الجياد الممتازة تحتاج لفارس على قدر عالٍ من الكفاءة ولكي تصل لهذه المرحلة لابد أن يمر الفارس بمستوى جياد معينة لكي تكسب الخبرة والثقة والتعامل الجيد من الجواد.
ـ هل وصلت لمرحلة نستطيع القول فيها إن المستقبل لعبد الله بن متعب بات أفضل من السنوات الماضية؟
لا أستطيع أن أؤكد ذلك، فكل سنة لها ظروفها ومسابقاتها، نعم أنا أسير بشكل جيد ولكن لا أستطيع أن أقرر أن المستقبل سيكون أفضل ولكن أسأل الله أن يوفقني لذلك.
ـ اعذرني في هذا السؤال ولكن لعل البعض يقول لأن عبدالله بن متعب أمير فهو يحقق هذه الإنجازات ويحظى بهذا الدعم ويستطيع أن يركب أفضل الجياد؟
أريد أن أوضح نقطة بسيطة وهي أن ميزة قفز الحواجز هي أن النتائج تحدث أمام الناس ولا يستطيع أي حكم تغييرها وليس بقرار حكم بل ما تحققه يكون أمام الجميع فهي رياضة لا توجد فيها واسطة، وإذا كان هناك من لديه شك فأقول إن خالد العيد حقق ميدالية أولمبية في سيدني وكان حلماً للفروسية والرياضة السعودية فلماذا لم يحققها عبدالله بن متعب في بكين؟! لذا يجب أن نؤمن أن التوفيق بيد الله عز وجل والمواهب والخبرة لها دورها أيضاً.
وأحب أن أسأل سؤالا كم هناك من أصحاب الجاه والمال الذين حققوا نتائج في رياضة فروسية قفز الحواجز؟ ستجدهم قليلين جداً بالنسبة لألعاب أخرى في رياضة الفروسية ذلك لأنها تحتاج لأوقات تدريب مكثفة وإحساس عال في الركوب لا يأتي إلا مع الممارسة اليومية، نعم حصلت على الدعم والفرصة ولكن ما حققته حققته لأنني فارس حظي بتوفيق من الله أولاً وصبرت وتدربت وثابرت ليلاً ونهاراً حتى صقلت هذه الموهبة التي وهبني الله إياها.
ـ الاتحاد السعودي للفروسية ماذا يقدم لكم من دعم وتشجيع؟
الاتحاد يقدم ما عليه من خلال ميزانيته التي تصرف بشكل جيد ولديه بطولات محلية ممتازة جداً، وفي الجانب الإداري نرى الاتحاد أكثر انضباطية وأنا أقول ذلك لأنني أعلم الاهتمام الكبير وحرص رئيس اتحاد الفروسية الأمير نواف بن فيصل ونائبه الأمير عبدالله بن فهد على تطوير العمل وآلياته ولكن هل المطلوب من الاتحاد ما يعمل به حالياً؟ لا أعتقد أن ما يقدمه الآن كافياً لنا كفرسان لأن الفارس دائماً يطمع في المزيد من العمل، وكل أملي أن نشاهد القطاع الخاص يدخل بقوة في إطار العمل الرياضي الفروسي في ظل وجود عوامل عدة منها التاريخ المتعلق بهذه الرياضية، ووجود جمهور محب لهذه الرياضة خاصة أن رياضة قفز الحواجز يوجد فيها فرص عدة وعوامل جيدة ومناسبة للشركات كجانب إعلامي وتسويقي فهناك مقومات أعتقد أنه لابد من العمل على استثمارها بشكل أفضل.
ـ ولكن هل ما هو مطلوب منه في حدود إمكانياته أم أعلى من ذلك؟
الاتحاد في حدود إمكانياته يقدم ما عليه ولكن هل هذا ما تحتاجه رياضة الفروسية؟ الإجابة.. لا.
ولعلنا نسمع أن الاتحاد يريد من الفرسان المشاركة في بطولة كنتاكي العالمية في أمريكا والتي تعتبر أول محطة مؤهلة للأولمبياد ونحن اليوم في بداية شهر مايو 2009م أي أنه بقي على البطولة ما يقارب السنة ونصف السنة تقريباً وهذه المدة غير كافية للإعداد لأكبر بطولات العالم، لذا لابد أن تكون الرؤى والخطط والتوجهات واضحة وببرامج عمل متكاملة محددة الأهداف لكي يستطيع الفارس تحديد ما يريد وإلى أي مدى يعمل لأن كل هذه يترتب عليها شراء جياد بمستويات وصفات معينة.
ـ ألم يكن هناك تبادل لوجهات النظر بينكم وبين الاتحاد كفرسان؟
نعم نتبادل وجهات النظر في بعض الأمور والأمير نواف بن فيصل ونائبه الأمير عبدالله بن فهد مكاتبهم مفتوحة للجميع وهناك مبادرات من الاتحاد نتمنى لها التوفيق والنجاح ومتفائلون بها.
ـ عندما تحقق لقب بطولة أو إنجازا ما من هو أول شخص يبادر بالاتصال بك؟
والدي الأمير متعب بن عبدالله ووالدتي خاصة أنني عودت الوالد والوالدة بعدم متابعتي عبر التلفاز لأن هذا يشعرني براحة نفسية أكبر.
ولكن أول شخص أبادر أنا بالاتصال عليه هو والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأنني أحب دائماً أن أكون أنا أول من أبشره بأي إنجاز لي أو لأحد إخواني الفرسان.
ـ هل هناك كلمات مازالت راسخة في ذهنك من كلمات وتوجيهات والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله؟
أغلى جواد وأحب جواد لي هو جواد (موبايلي أشكر الله) حيث إنني تعودت أن أسمي الخيل على أساس مواقف معينة، وخادم الحرمين الشريفين كان دائماً يقول " يا ولدي لا تشكرني أبداً بل عليك أن تشكر الله أولاً وآخرا" وكان يشدد دائماً على هذه الكلمة بأن أحمد الله وأشكره على كل إنجاز أحققه، ووقوفاً عند رغبة والدي خادم الحرمين الشريفين وبعد محادثة هاتفية بُعيد البطولة العربية مع خادم الحرمين الشريفين سميت أحب الجياد لي (أشكر الله) وكان هذا سبب تسميتي للجواد بهذا الاسم.
ووالدي خادم الحرمين الشريفين دائماً ما يوصينا بالتمسك بالدين والعلاقة القوية مع الله والتواضع له سبحانه وتعالى وهذه هي صفاته (حفظه الله) بل دائماً ما يؤكد لي أنه عند تحقيق أي إنجاز أن أصلي ركعتي شكر لله.
ـ زواجك مؤخراً ألم يؤثر عليك؟
دائماً ما أُسأل هذا السؤال وآخر مرة كان قبل إجراء هذا اللقاء معك، ولكن صدقني أن زوجتي كانت وجه السعد علي ولله الحمد فبعد زواجي استطعت تحقيق إنجاز في قطر وفي الرياض والبطولة الأخيرة على مستوى العالم.
فزوجتي الأميرة سارة بنت عبدالله بن مساعد كانت عاملاً مساعداً وقادرة على رفع معنوياتي وهو ما كنت أفتقده في السابق فعندما يدخل حياتك شخصية مختلفة تستطيع أن تخفف من الحمل الذي أحمله وتشاركني فيما أحققه عندها أستطيع أن أقول إنها تشاركني كل إنجاز أحققه.
ـ إقامتكم في هولندا لسنتين للتدريب وغيرها من الحراك السريع والسفر المتكرر والانتقال من مكان لآخر وغيرها من الأمور ألم تشغلكم عن مستقبلكم؟
لأكون صادقاً معك فأكبر طموح لي هو النجاح وهو أجمل إحساس في العالم في كل شيء وعندما تشعر بطعم ولذة النجاح فهذا يغنيك عن كل شيء في العالم، ومتى ما وجد النظام والترتيب للأعمال الخاصة حينها لن يكون هناك تأثير سلبي والمهم هنا أن نعلم أن أكبر شرف وأهم وظيفة هو أن تمثل بلدك خير تمثيل، فمن يمثل السعودية في محافل دولية ويحرص على ذلك فهذه هي الوظيفة وذاك هو المستقبل المشرف وكل مواطن في أي عمل كان يحرص على أن يمثل بلده ووطنه خير تمثيل فلو كنت طبيباً أو مهندساً أو مسئولاً لحرصت على هذا الشرف ولله الحمد تحقق لي الشرف الكبير عبر الفروسية لذا كانت ومازالت بلدي وأهلها وتشريفهم من أهم الأمور التي أحرص عليها، ففي نهاية الأمر نحن جميعاً نخدم وطننا وأحمد الله وأشكره أن يسر لي أن أكون فارساً يمثل وطنه ويشرفه.
ـ دخول القطاع الخاص في عالم الفروسية وفي شراكة قوية مع موبايلي هل سنرى ما هو أبعد من ذلك؟
الهدف الرئيسي هو دخول القطاع الخاص للرياضة حتى لو كان بأقل من المتوقع هذه خطوة بدأنا فيها بعدما وجدت عدم تفاعل من جهات عدة وأتت لي الفرصة مع شركة موبايلي ووصلنا لاتفاق أعتقد أنه جيد وأعتقد أن موبايلي قادرة على إنجاح هذه الشراكة ونحن سنحرص على إنجاحها.
نحن لدينا مصاريف عالية التكاليف وخاصة أننا نتعامل مع الجياد والتي تعتبر مكلفة فالجواد المصاب لمجرد أكلة وشربة والعناية به يحتاج لمبالغ عالية فما بالك بالخيل الذي نريد المشاركة به في بطولات عالمية، فتواجد القطاع الخاص ورعايته أمر مهم جداً ولعل موبايلي سهلت لي المشاركة في عدد من البطولات الدولية المقبلة وهذه أحد المكاسب من الشراكة مع موبايلي.

ـ جائزة ("الرياضية" وموبايلي) والتي حققتها لعامين متتاليين قدمتها لفرسان أربعة أثناء الحفل؟ هل تتوقع أن يصلوا لما وصلت أنت له؟
هؤلاء الفرسان وصلوا لمرحلة أفضل مما وصلت له عندما كنت في عمرهم ولعلي أشكر الأخ خالد العيد الذي لم ينقطع عن تدريبهم بعد البطولة العربية وقدم لهم الكثير، الآن هؤلاء الفرسان وصلوا لمستويات أعلى ويحتاجون لاهتمام خاص لأنهم مستقبل رياضة الفروسية.
ولعل حضورهم للحفل ومشاركتهم لي في حفل ("الرياضية" وموبايلي) للتميز الرياضي الموسم الماضي كان له أثر كبير في نفسي فكان لابد أن أقدم لهم تلك الجائزة لأنهم كانوا جزءا مما حققته.
ـ كيف وجدت صدى الجائزة لدى الجمهور؟
ما يميز هذه الجائزة أنها الأولى من نوعها في السعودية، فنحن في أمس الحاجة لمحافل تنافسية على جوائز قيمة نثمن من خلالها المميزين والأبطال والمنجزين للوطن ورياضته فكانت خطوة ("الرياضية" وموبايلي) خطوة رائدة، أضف لذلك أنها الجائزة التي تحظى برعاية واهتمام القيادة الرياضية لدينا والرياضيين بشكل عام فزادت من أهميتها وقوتها إضافة للتنظيم الرائع والاهتمام بإخراج هذه الجائزة بالشكل اللائق بنا كسعوديين وواجهة حضارية نحن في حاجة لها، الفوز بهذه الجائزة لاشك أنه أشعرني بنوع من الاعتزاز والدعم المعنوي والدليل أنني نافست سنتين متتاليتين والمهم أنني وجدت أن الجميع كان يثق بحيادية الجائزة ولم أسمع أي نوع من أنواع التشكيك في نتائج الجائزة حتى في الألعاب الأخرى والفصول الأخرى للجائزة وهذا دليل نجاح ومصداقية.
وأعتقد أنني في هذا العام تقدمت باعتذاري عن المنافسة على الجائزة.
ـ هل كنت تخشى عدم الفوز بها مثلاً؟
لا أبداً بل على العكس فأنا في هذا الموسم حققت نتائج أفضل مما حققته في السنوات الماضية سواء على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي لذا حرصت أن أعتذر عن الجائزة وأنا في موقع قوة وليس في موقف ضعف، والمهم أن هناك من هم أجدر مني بالفوز وأردت أن أكتفي بالسنتين الماضيتين وجعل الفرصة لغيري.
ـ أنت ذكرت أن الإعلام لم يكن محركاً جيدا لرياضة الفروسية ولم يعطها حقها ولكن هل الإعلام أعطى الأمير عبدالله بن متعب حقه؟
بطولة درع الاتحاد التي أقيمت في جدة قبل أشهر وهي من أقوى البطولات المحلية وكانت فيها منافسة قوية جداً وفرسان أقوياء ومع هذا لم أشاهد أي تغطية إعلامية لها ولم أشعر بأي صدى إعلامي حتى لفوزي بهذه البطولة ولعلي لست متابعاً جيداً للإعلام ولكن أشعر بالاهتمام من خلال المجتمع الذي أعيش فيه وتفاعلهم مع الحدث فدرع الاتحاد صدقني لا أشعر أن هناك من سمع بأنني حصلت عليه.
ولعل المهم هنا أن أشكر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه رئيس اتحاد الفروسية الأمير نواف بن فيصل اللذين أسعد كثيراً بمتابعتهما وشكرهما المستمر على ما أحققه من إنجازات وتواصلهما الدائم معنا لنكمل مسيرة تشريف الوطن في المحافل الدولية وهذا ليس غريباً عليهما.
ـ هل سنشاهد مدرسة الأمير عبـــدالله بن متعــــب وموبايلي للفروسية؟
أعتقــد أن موبايلي لديها خططهــا وأهدافها والمهم أن نصــل لمستوى الاحترافية ولن نمانع بوجود مثل هذه الأفكار ولدينا عدد من الأفكار لتدعيم مشروع الشراكة مع موبايلي والقطاع الخاص بشكل عام ونتمنى أن ننجح فـــي تحقيقها، وأتمنـــى أن موبايلي رأت حجـــم التفاعل الإعلامي مع الإنجاز الأخير والذي كان له أثر كبير لذا أتمنى أن يتواصل العمل المشــــترك الناجح والــذي يســـتفيد منــه الطرفــان فنحن ســــــــنحرص علـــى الفائدة المشتركة.