رفع راية التحدي للجميع وأصر على صناعة فريق يعتلي منصات التتويج .. إيوان مارين
رفع مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق الروماني إيوان مارين راية التحدي للفرق الأخرى وراهن على قدرته وثقته بنفسه لإعادة ترتيب وتنظيم فريق الاتفاق وقيادته لمنصات التتويج في الموسم المقبل، وبين أنه يعمل على عدة محاور لتحقيق أهداف عدة للوصول إلى تكاملية الاحتراف في النادي.. وكشف مارين أنه وجد الفريق منهارا لياقيا واللاعبون فقدوا الثقة في أنفسهم وفي قدراتهم وزادتهم الخسائر المتتالية إحباطا.. وقال “عمدت إلى العمل من مرحلة الصفر ووجدت تعاونا من الجميع مما جعلنا نختصر الكثير من الجهد والوقت لإعادة بعض الشيء للفريق في هذه المرحلة، وانعكس ذلك على المستوى والأداء تدريجيا ولعب مباريات قوية، وفرطنا في الفوز أمام الوحدة والنصر رغم أننا كنا الأفضل والأكثر وصولا إلى المرمى”.. وأشار مارين إلى أن شبح الهبوط لا يخيفه لأنه قادر على قيادة الفريق إلى بر الأمان، ولكن هذا يتطلب منه عملا وجهدا مضاعفا خلال هذه المرحلة.. وقال “إن الاتفاق يضم عناصر واعدة سيكون لها مستقبل كبير في المرحلة المقبلة وأنه يعشق التحدي والعمل على رفع مستوى اللاعب وتقديمه للمنتخبات وبالتالي الرفع من قيمة عقده الاحترافي”.. وشدد مارين على أهمية العمل الاحترافي وأن على اللاعبين أن يدركوا أنهم لم يوقعوا العقود الاحترافية لمجرد التوقيع وبالتالي النوم في بيوتهم بل عليهم التقيد ببنود العقود وتنفيذ ما يتطلب منهم من عمل في أي ظرف أو وقت كان، وأنه لا مستحيل مع العمل وأن الحياة علمته أنه لا يستمر إلا القوي.. وامتدح مارين إمكانيات اللاعب السعودي وذكاءه الكروي.. مشيرا إلى أهمية صقل المواهب منذ الصغر وأنه سيكلف مساعده لمتابعة المراحل السنية في الاتفاق والعمل معهم لتعليمهم الجوانب التي تفيدهم في عالم الاحتراف مستقبلا وتسهم في رفع مستوياتهم الفنية والذهنية.. وتحدث مارين عن كثير من الجوانب التي تتعلق بالاتفاق ومجال التدريب في هذا الحوار .
ـ في البداية كيف كان تصورك عن الاتفاق قبل وصولك وكيف وجدته على أرض الواقع؟
حقيقة جمعت الكثير من المعلومات عن نادي الاتفاق من (النت) ومن المدرب السابق أندوني وكانت لي اتصالات مع آخرين كانت لهم علاقة بالاتفاق وتوفرت لدي معلومات بأن الفريق حتل المركز السادس في الموسم الماضي وفي هذا الموسم افتقد سبعة لاعبين كانوا أساسيين ومن أعمدة الفريق في الموسم المنصرم، ووجدت عددا من اللاعبين الذين كانوا يمثلون الفريق الرديف وكذلك صعود لاعبين من درجة الشباب في حين أن اللاعبين الأجانب لم يحالفهم التوفيق في الفترة الأولى وزاد على ذلك إصابة خليفة عايل إضافة إلى إصابات بعض اللاعبين المحليين وطبعا تكالبت الظروف على الفريق منذ بداية الموسم، وصادف أن لعب أول ثلاث مباريات أمام أفضل ثلاثة فرق في الدوري تباعا.
ـ وما السبيل أمامك للخروج من هذا المأزق الذي يواجهه الفريق؟
الهدف الأهم أني أتيت لإعادة بناء الفريق من جديد وهذا ما كان محور النقاشات مع إدارة النادي خلال المفاوضات معي وبعد توقيع العقد وأن نضع برنامجا طويل المدى، ومن خلال العمل المستمر والمكثف الذي بدأته مع الفريق منذ وصولي فقد انعكس ذلك إيجابا على مستوى الفريق الذي قدم مستويات جيدة وفي تصاعد مستمر من مباراة إلى أخرى وهذا مؤشر جيد بأن الفريق لديه الإمكانات والقدرة على تجاوز هذه الظروف متى ما كان هنالك عمل جاد، وهذا ما سيقودنا للتقدم نحو المراكز المتقدمة في سلم ترتيب الدوري. وسنكثف جهودنا لتحضير الفريق جيدا للمباريات المقبلة وكذلك الاتصالات لدعم الفريق بثلاثة لاعبين غير سعوديين سوف يصلون هذا الأسبوع ويقيني أنهم سيدعمون قوة الفريق فيما تبقى من منافسات دوري زين للمحترفين.
ـ ولكن عندما وصلت.. كيف وجدت مجموعة الفريق؟
في الواقع عندما توليت الإشراف المباشر على تدريب الفريق فوجئت بضعف لياقة اللاعبين والثقة بالنفس مهزوزة وغير واثقين من إمكانياتهم وقدراتهم الفنية في حين أن النتائج لم تساعدهم لاستعادة الثقة أو مواصلة الانطلاقة ولم يملك الفريق سوى نقطتين فقط ويحتل مؤخرة ترتيب الدوري وأدرك اللاعبون فيما بعد أنهم لا يستطيعون مجاراة الفرق الأخرى لياقيا ولكن أكبر مشكلة واجهتني هي أنني كنت في حاجة للتعرف على اللاعبين بأسرع وقت ممكن خاصة فيما يتعلق بالجانب التكتيكي كي أضع طريقة اللعب التي تتوافق مع إمكانيات اللاعبين الموجودين.
ـ أفهم أنك الآن تعمل على خطين إعادة بناء الفريق من جهة والعمل على الابتعاد عن شبح الهبوط من جهة أخرى؟
صحيح ولكن هناك عمل كبير ومتطلبات نسعى لتحقيقها الآن وفي مقدمتها جلب ثلاثة لاعبين محترفين غير سعوديين ونحن في طور المفاوضات النهائية معهم وسيصلون في الأيام القليلة المقبلة وسيشكلون جزءا من الحلول التي يحتاجها الفريق مؤقتا.
ـ هل سيتم التعاقد مع اللاعبين عن طريقك؟
لا أبدا ولكن سيتم اختيارهم بالإجماع من خلال اللجنة التي تم تشكيلها للتعاقد مع اللاعبين وأنا عضو فيها وكانت هناك نقاشات في هذا الجانب واتفقنا على المراكز التي يتطلب دعمها باللاعبين الأجانب وحددت بعض الأسماء ولن نستطيع الإفصاح عنهم الآن. والهدف الثاني هو التقدم بالفريق في سلم الدوري، وكان بالإمكان أن نكون في المركز الخامس لو وفقنا في المباراتين الماضيتين أمام الوحدة والنصر ولكن للأسف قدمنا الفوز للفرق الأخرى بأيدينا وكان في متناول أيدينا فأمام الوحدة ضيعنا فرصا وفرطنا في ثلاث نقط بسبب خطأ كبير من اللاعب يونس المنقاري الذي تعجل في أخذ البطاقة الثانية الصفراء مما أفقد الفريق توازنه بعد أن كنا نتحكم في مجرى المباراة فيما كان الوحدة يلعب على لعبنا، وفي الشوط الثاني لعبنا بعشرة حصلنا فرصتين وبعض الانفرادات من القحطاني وكان ممكنا أن نحسم المباراة ولكن، وفي لقاء النصر طبق اللاعبون المطلوب منهم بالضبط ولعبنا مباراة كبيرة وللأسف ظلمنا الحكم بإلغائه هدفا صحيحا لنا، كما أن كرة الشهري الانفرادية ارتطمت بالعارضة وانفراد آخر لحسين النجعي كانت أمام المرمى وخرجت الكرة بجوار القائم وفرصتين ثمينتين للاعب عبدالرحمن القحطاني أمام المرمى، فماذا تريدنا أن نفعل بعد ذلك ونحن نلعب مباراة كبيرة أمام فريق كبير مثل النصر وهو فريق منظم ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة وعنده قوة ويملك أجانب على مستوى عال ولديهم دعم كبير، وعندما يكون زمام الأمور بأيدينا في المباراة وتتاح لنا فرص للتسجيل بالكوم ونخسر في الشوط الثاني فهنا تبرز الحاجة العاجلة لاستقطاب لاعبين قادرين على استثمار أنصاف الفرص أمام المرمى كي يعود الفريق لوضعه الطبيعي في الدوري وعندها سنعيد جماهيره إلى المدرجات وسنستعيد هيبة وسمعة الفريق واستقطاب مستثمرين وداعمين متى ما كانت النتائج مشجعة والفريق في أوج تألقه، كما أنني أعمل الآن على الرفع من مستوى اللاعبين وصقل المواهب الشابة ليصبحوا نجوما وبالتالي سنرفع من قيمة عقودهم الاحترافية، في حين أن الهدف الثالث ضمن الأجندة التي وضعناها لإعادة صياغة وتحضير الفريق هو العمل الاحترافي الجاد والمتواصل لبناء فريق قوي ينافس على كل البطولات لذا أعكف الآن على تحديد الاحتياجات والمتطلبات المكملة للعمل الميداني قبل التحضيرات الفنية للموسم المقبل وهذا سيجعلني أجتمع مع اللجنة الخاصة باللاعبين في نهاية الموسم لاتخاذ قرارات جديدة لنكمل المسيرة حتى ندخل منافسات الموسم المقبل والفريق في كامل جاهزيته الفنية والمعنوية للمنافسة واعتلاء منصات التتويج، وكون هذه الأهداف كانت مطلبا لي ولإدارة النادي فقد رفضت أن يكون عقدي لفترة بسيطة لأنني سأضع برامج طويلة المدى.
ـ لمدة كم سنة عقدك؟
المفترض أن لا تقل مدة العقد عن سنة ونصف شريطة استمرارية الجهاز الفني المساعد معي لتحقيق الاستقرار الفني ومواصلة العمل بنفس الأسلوب لأن تغيير المدربين خلال السنة مرتين أو ثلاث مرات من شأنه أن يؤثر على أي فريق لأن كل مدرب يأتي بفكر وعقلية مختلفة عن السابق ويحتاج لوقت أطول لتطبيق منهجه الفني وبالتالي قد ينعكس ذلك سلبا على نتائج الفريق، وأنا لم يسبق لي وأن وقعت عقدا لفترة قصيرة.
ـ هل تعتقد أنك بالإمكانيات التي وجدتها والعناصر الموجودة قادر على صناعة فريق ينافس على البطولات وبعد قراءة جيدة للفرق الكبيرة في الدوري السعودي؟
بصراحة أنا مبسوط جدا من الأسماء الموجودة في الفريق إضافة إلى تفاعلهم وتعاونهم الإيجابي وهذا ما اختصر علي الكثير من الوقت والجهد واستطعنا خلال فترة قصيرة أن نغير أشياء كثيرة في بعض اللاعبين من الجوانب الفنية والذهنية ومعالجة بعض السلبيات وتجــــاوب اللاعبين مع التعليمات والتوجيهات بما يتوافق مع المنهجية التكتيكية وأهمية المرحلة الحرجة الحالية وبالتالي الكل شاهد المستويات الجيدة التي قدمها الفريق في المباريات الأخيرة وكان الاتفاق الأفضل فنيا داخل الملعب لولا إهدار الفرص التي كانت كفيلة بأن تدفعنا لمراكز متقدمة.
ـ هل يراودك الخوف بين الحين والآخر من الوقوع في مغبة الهبوط للدرجة الأولى؟
لا أبدا لم يخطر على بالي أي مشاعر خوف لأنني واثق من عملي ومن قدرات وإمكانيات أعضاء العمل وخاصة عناصر الفريق.
ـ ألا ترى أن المهمة صعبة وليست كما تتصورها؟
ليست الصعوبة في أن يبقى الفريق في الدوري الممتاز فهذا أمر نحسبه سهلا ولن يهبط الفريق ولكن الصعوبة تكمن في نوعية العمل خلال هذه المرحلة لأننا نحتاج لعمل مكثف وتكاتف وتعاون الجميع وأؤكد لك أن الاتفاق لن يهبط إذا استمررنا في العمل ولم يتغير علينا شيء أو تصادفنا ظروف مفاجئة، وبالعمل والنظام والجدية سنتجاوز هذه المرحلة ولن يكون الفريق سيئ الحظ طول الوقت، ونحن لن نلجأ لشحذ النقاط من أحد بل سنأخذها بقوتنا وبأيدينا وسنحارب داخل الملعب لكسب النقاط في المباريات المقبلة.
ـ لكن الفريق يعاني من مشكلة مزمنة في الحراسة والدفاع والآن غياب اللاعب الهداف؟
أعتقد أن عندي مشكلة واحدة حاليا وأنا أحاول أن أجد لها حلا عاجلا والمتمثلة في عدم وجود اللاعب الهداف وقلت إننا في فترة قصيرة استطعنا أن نقوم بعمل ممتاز جدا ولامسنا الأهداف المرجوة وهذا الشيء صراحة يعطيني أملا كبيرا للمستقبل بأن الفريق أصبح يلعب كرة قدم ويصل للمرمى أكثر من ثلاث أو أربع مرات ونعمل الآن على محورين كيفية اللمسة النهائية لصناعة اللعب وكيفية استثمار الفرص وترجمتها إلى أهداف وهذان عاملان مهمان في تحقيق النتائج وتركيزي منصب الآن أكثر على تأهيل اللاعب الهداف.
ـ ربما اللاعبون الأجانب هم الحل أم لا؟
أنا ما قلت اللاعبين الأجانب، بل قلت إنني أشتغل حاليا في التدريبات على هذا الشيء.
ـ وهل لديك العناصر المؤهلة لتنفيذ وتطبيق منهجك هذا؟
نعم فهناك عناصر موهوبة في صفوف الفريق وقادرة بالعمل الجاد والإصرار على حل هذه المعضلة، وأؤكد لك أنهم إذا استمروا على الطريقة التي يتبعونها الآن حاليا فسترون نقلة كبيرة في مستوى ونتائج الفريق في المباريات المقبلة، والفريق يضم أسماء كبيرة مثل حسين النجعي ويوسف السالم ويحيى الشهري وعبدالرحمن القحطاني وهم قادرون على الوصول للمرمى والتسجيل، وأنا كمدرب عندي خبرة كبيرة في كرة القدم فأحيانا المباراة تخلص من لمسة بسيطة لمجرد فكرة صحيحة أو اجتهاد صح من موقع صحيح وإلى الآن هذا الشيء ما وصلنا له في الاتفاق ولكن سنصل له قريبا من خلال العمل والتدريبات المكثفة.
ـ عطفا على الفترة القصيرة مع الفريق.. هل ترى أن عقلية اللاعب الاتفاقي وانضباطيته تساعدك على تنفيذ هذه الخطط؟
عقلية اللاعب السعودي بصفة عامة والاتفاقي على وجه الخصوص بدأت تتحول إلى عقلية لاعب محترف، ونحن الآن نتكلم عن عمل احترافي، ودعني أتساءل هل نحن وصلنا إلى الاحتراف الكامل كناد، ونحن كلاعبين ومدربين كذلك، فلنعد حساباتنا، وإذا ما وصلنا لتكاملية الاحتراف فعلينا أن نصل الآن، فليس هناك ما يمنعنا من أن نكون محترفين بالفعل.
ـ وما السبل الكفيلة بالوصول إلى ما تقول؟
يجب على مجموعة العمل من إدارة ولاعبين ومدربين وخلافهم من أجهزة ثانية أن يكون لدينا اقتناع تام بأننا في عالم الاحتراف ونعمل وفق احتراف كامل, وأزيد أنني في الاتفاق وبصراحة أنا سعيد جدا للتفاهم الذي لقيته هنا من رئيس النادي الذي فتح لي صدره ومكتبه ويسمعني دائما وأبدا وداعم لكل ما يصب في مصلحة الفريق ويسهم في تطوير وأداء العمل، ولا أخفيك أننا الآن نعمل على إعادة لياقة اللاعبين بالطريقة الحديثة خاصة إعادة لياقة اللاعب بعد المجهود الكبير الذي يبذله في المباراة وهذا لم نعمله بالنوم أو الأكل بل هنالك طرق كثيرة ومطبقة في أوروبا لإعادة لياقة اللاعب كي يؤدي مئة في المئة، وهذا الذي نقوم بتطبيقه حاليا، وفي أوروبا متقدمون في هذا الجانب.
ـ وهل تعتقد أن تطبيق نظام احترافي أوروبي على لاعب خليجي أو سعودي سيكون مفيدا مقارنة باختلاف الفكر والجوانب الاجتماعية أو حتى سيكولوجية اللاعب؟
يا أخي نحن نتحدث عن احتراف وعن دوري محترفين في السعودية، فما المانع أن يكون اللاعب محترفا بالفعل.
ـ أنت كمدرب محترف هل وجدت على الواقع أرضية جيدة للاحتراف وتطبيق ما تهدف إليه؟
دعنا نتناول الموضوع من جانب اللاعب الذي هو الركيزة الأساسية في الاحتراف فمن المنطق والمفترض أن يغير العقلية والطريقة التي يعيشها
قبل الاحتراف ويتعايش مع واقع الاحتراف بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين التي يضعها النادي وعليه الالتزام ببنود العقد الاحترافي وتنفيذها باحترافية وعليه أن يدرك تماما أنه عندما يوقع عقدا فلا يعني ذلك له أنه نوم في البيت أو كأنه يقول أعطوني فلوساً وأنا راح أجلس في بيتنا وهذا أمر غير مرضٍ فطالما تأخذ مقابلا فعليك أن تؤدي عملا وفق العقد ومتى ما طلب منك وفي أي ظرف من الظروف سواء بالنهار أو في عز الشمس أو الحر وعليك أن تكون على قدر المسئولية، وعالم الاحتراف ليس لعبا، ونحن لم نأتِ نلعب بل علينا التحضير جيدا للاختبار لأن كل مباراة لنا بمثابة اختبار ولا يوجد دور ثان وليس هناك مجال للغش، فالمباريات منقولة تلفزيونيا والجماهير تتفرج وتتابع قدرات وإمكانات اللاعبين ومدى قدرتهم على تجاوز اختبار قدراتهم الفنية والذهنية في الملعب وهذا يتطلب من اللاعب أن يكون جاهزا مئة في المئة.
ـ دائما ما يواجه أي تغيير صعوبات عدة في البداية.. وواضح أنك تنوي أجراء بعض التغييرات.. ألا ترى أنك ستواجه صعوبة في تنفيذ منهجك هذا؟
الصعوبة واردة في أي عمل والتغير كما ذكرت بالتأكيد سيكون صعبا كثيرا علي لكن لن أستسلم وسوف أستمر في التطبيق وسأحاول وخطوة خطوة إلى أن نصل، وفي نظام الحياة وهو نظام كوني لست أنا ولا أنت الذي وضعناه بأن القوي هو الذي يستمر.
ـ اسمح لي بأن ما تقوله هو كلام نظري وكثير من المدربين الذين سبقوك قالوا نفس الكلام ورحلوا والوضع على ما هو عليه؟
بكل صراحة أنا قاعد أشتغل ولن أكف عن مواصلة العمل إلى أن أصل إلى الأهداف التي وضعتها لنفسي ولا زلت في البداية وسبق وأن قلت لك شيئا مهما جدا وهو أنني وجدت رئيس ناد متفتح جدا ونظرته بعيدة المدى ويستمع لنا ومتفاهم جدا لكل ما من شأنه الارتقاء بالعمل في النادي وإعداد فريق قوي قادر على اعتلاء المنصات وما دام الرئيس معي فأنا واثق من الوصول إلى أهدافنا، أما بمفردي فقد لا أصل.
ـ وهل ستعتقد أنك ستجد ضالتك في نادي الاتفاق وتصنع لك مجدا جديدا؟
لا يمكن لي أن أتحدث عن نفسي ولكن أترك ذلك للزمن فهو كفيل بأن يظهر للناس النجاحات، وعمل المدرب تعكسه النتائج وطريقه لعب الفريق وارتفاع أسعار اللاعبـــين وهيبتهم، وخير من يقيم عملي هو أنتم كإعلام وكذلك الجماهير والإدارة ولا أستطيع أن أقيم نفسي أو أن أقول إن الإتفاق وجد ضالته في.
ـ متى أحسســت بانسياب هذا الشعور التفاؤلي إلى نفسك؟
في الواقع أن كل ما قلته سلفا قد تطرقت له مع مسئولي النادي قبل توقيع العقد وكل الأهداف والنقاط التي تكلمت عنها كانت مطروحــة وأكرر وأعيد القول إنني لست أنا المدرب الذي يوقع عقدا لفترة قصيـــرة وأنا متفائل جدا وعنــــدي آمال كبيرة لقيادة هذا النادي إلى أفضل المســـتويات، وقد وصلنا أنا وزملائي في الطاقم الفني بأحاسيسنا وبأرواحنا وبشعورنا لنشارك اللاعبين فرحهم ونزعل لزعلهم وأن نكون عائلة ومجموعة قوية جدا نعمل ونتحد مع بعضنا وهذا الشعور أبلغته للاعبين وإنني لم آتِ هنا إلا للعمل، ومهم جدا أن اللاعب يكون واثقا بأن المدرب متابع له وحريص على الفريق، وفي الأخير نحن لم نأت للسياحة في السعودية، ونعد الجميع بعمل احترافي وتحضير الفريق للمنافسة على البطولات في الموسم المقبل.
ـ عندما تتحدث عن المنافسة على البطولات فهناك أمامك فرق قوية شبه مسيطرة على البطولات وليس من السهل منافستها بين يوم وليلة مثل الهلال والاتحاد والشباب على سبيل المثال؟
بالنسبة لي أنا قد تغلبت على فريق الاتحاد وتعادلت أمام الهلال 0ـ0 ورأس برأس وكان بالإمكان تحقيق الفوز وفي كرة القدم، أعرف شيئا واحدا أنه في الغالب لا توجد مباراة تشبه الثانية وشاهدنا الهلال لعب مباراة كبيرة أمامنا وأمام نجران لم يستطع أن يلعب بالطريقة التي لعبها أمامنا وكل مباراة تختلف عن الثانية والحظ والتوفيق مهم جدا. وشخصيا أنا راض عن البداية مع الفريق ومن المهم الاستمرارية بنفس العطاء والجهد والمتابع يلاحظ أن الاتفاق لم يلعب مباراة بمستوى أقل من سابقتها منذ عملت مع الفريق وبغض النظر عن النتيجة فإن المستويات التي يقدمها الفريق جيدة ويكفي أن يلعب كرة قدم حقيقية وهذا أحد الأهداف التي لامستها وجئت من أجلها، وصحيح سأكون قلقا لو أن الفريق لم يقدم الأداء المطلوب وبغض النظر عن أسماء الفرق التي تلعب أمامي إن كان الهلال أو نجران فقد أتيحت لنا فرص وأهدرت وكانت كفيلة بحسم نتائج بعض المباريات الماضية لصالحنا وفي لعبة كرة القدم ليس أصعب شيء أنك تسجل هدفا لكن الأصعب هو أنك تصنع فرصا للأهداف والأخير هو ما فعلناه في المباريات الماضية أمام فرق تفوز بهدف واحد ودون أي فرصة أو مستوى.
ـ هل نقول إنك أعلنت التحدي من الآن للفرق الأخرى؟
قلت لك إننا نعمل على إعادة تنظيم الفريق ليعود الاتفاق قويا وبطلا وعلى الفرق الثانية أن يفرحوا لأننا سنرفع مستوى البطولة ونوسع رقعة المنافسة مجددا.
ـ أنت تقول كلام كبيرا.. وأكثر المتفائلين يرون أن الاتفاق لا يمكن أن يعود للبطولات في ليلة وضحاها.. عطفا على الإمكانيات مقارنة بفرق المقدمة؟
أنا أثق في كلامي وأتحدى أن تراهنني على ذلك.. (ومد يده لي بالتحدي).
ـ لا أعتقد أن أحدا يستوعب كلامك هذا بسهولة؟
من كان يتوقع أن الإمبراطور الدكتاتوري والحاكم الروماني الكبير (تشاوشيسكو) سيسقط أو يلقى القبض عليه بعد أن حكم البلاد نحو ثلاثين عاما، وليس هناك صعب أو مستحيل في الحياة أمام الإصرار والعزيمة والطموح والعمل الجاد.
ـ هل أنت ستعمل على إسقاط الفرق الأخرى أم ستصعد بالاتفاق؟
نحن سنكون في صف فرق المقدمة، ونرجوهم أن يستقبلونا، لأننا قادمون.
ـ وما تقييمك لفرق الدوري السعودي؟
الدوري السعودي على مستوى عال جدا وليس اللاعبون الأجانب هم من رفعوا المستوى بل هناك لاعبون سعوديون لهم دور فعال في إثراء الدوري وحاليا بعدما تعرفت أكثر وجدت أن اللاعب السعودي لو تم صقل موهبته كما يجب منذ الصغر تحت إشراف مدربين أكفاء في المراحل السنية لكانت المستويات أفضل لأن السعوديين لديهم إمكانات عالية جدا وأذكياء جدا في كرة القدم ولكن المشكلة تكمن في عدم صقل بعض المواهب منذ صغرها.
ـ المراحل السنية في الاتفاق كيف وجدتها؟
هناك مواهب نالت إعجابي منذ البداية وأخذتهم وطلبت ضمهم ضمن الفريق المشارك في بطولة الأمير فيصل بن فهد وقدموا مستويات جيدة وسوف أعتمد عليهم قريبا في الفريق الأول وفقا للأهداف التي وضعناها لإعداد الفريق وسوف أعمل على أن يقوم الجهاز المساعد بمتابعة التدريبات وتهيئة الناشئين والشباب وسأبدأ ذلك في مطلع الأسبوع المقبل، حيث سيقوم أحد المدربين الموجودين معي بالتعاون مع مدربي الناشئين والشباب ومتابعتهم جيدا وأتمنى أن يتعاونوا معه كي نستطيع صقل تلك المواهب ونعلمهم الأشياء المفيدة التي تساعدهم للوصول إلى عالم الاحتراف بأسرع وقت ممكن.
ـ دعني أسألك عن طموحاتك في عالم التدريب؟
الإنسان بلا طموح يعتبر في عداد الأموات، وأنا كلاعب حققت الكثير من طموحاتي وأخذت بطولات دوري وأخذت كؤوسا ولعبت ضد ليفربول في نصف نهائي أوربا وكنت ألعب مع نادي دينامو وكوني حققت إنجازات كمدرب إلا أن فرحتي بإنجازات اللاعب كانت الأهم لدي، وفرحتي تكمن في رفع قيمة اللاعب وتحضيره للوصول إلى المنتخب بأسرع وقت وما يفرحني أكثر هو عندما آخذ فتى عمره لا يتجاوز السابعة عشرة وعندمــا يكون عمـــره اثنتـــــين وعشرين ســـنة يكون هو النجم الأول في الوقت الذي علمتني فيه الحياة أن هذا النجم من النادر أن يأتيني ويقول لي شكرا.
ـ ما المنتخبات التي دربتها والإنجازات التي حققتها؟
لم أدرب منتخبات ولكنني حققت الكثير من الانجازات مع الأندية التي توليت تدريبها وأفتخر بأنني قبلت تدريب أندية لأعيد بنائها ووضعت لها خططا طويلة المدى وصلت إلى مستوى المنافسة وحصد البطولات ومنها أحد الفرق الصغيرة الذي عملت معه أربع سنوات ونجحت في إعادة بنائه وفزت بكأس رومانيا معه.
ـ هل تطمح بأن يكون الاتفاق طريقك لتولي تدريب منتخب رومانيا أو المنتخب السعودي؟
طموحي الآن أن أعيد بناء الاتفاق وأعيده لمنصات التتويج والاستمرارية معه.
ـ لكن تدريب المنتخبات طموح أي مدرب؟
ربك كريم.
كلمة أخيرة؟
أؤكد لك أنني واثق من عملي، وكل الكلام الذي ذكرته لك سيتم تحقيقه لأنني أجد نفسي أسير على الطريق الصحيح، ولا زلت عند التحدي معك.