رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بن همام في حوار صريح
امتدح رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام (قطري) قرارات الاتحاد السعودي الأخيرة بزيادة عدد الأندية والجولات في دوري زين للمحترفين .. وكشف عن سر ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد العربي قبل أن ينسحب مؤكداً أن بلده قطر تحظى بدعم سعودي كبير فيما يخص ملفها لاستضافة مونديال 2022م.
واكد ابن همام أنه لم ولن يجامل أي منتخب أو فريق قطري لأنه يعمل لخدمة أسرة الكرة الآسيوية كلها.. كما تحدث عن التحكيم في آسيا وعن فكرة المؤامرة الموجودة في الكرة العربية ورفض الاتحاد الآسيوي أن تتحول ملاعب كرة القدم إلى ساحات للمعارك أو رفع شعارات دينية أو سياسية مشيراً إلى أن كرة القدم يجب ألا تخرج عن إطارها وأن إقحام العرب كرة القدم في مسألة كرامة الأوطان أو تسييس الرياضة هو ما يشعل حماس الجماهير أكثر مما يجب وذلك خلال حواره التالي مع "الرياضية":
ـ كيف ترى قرارات الاتحاد السعودي الأخيرة بزيادة عدد الأندية في دوري المحترفين من 12 إلى 14 وكذلك زيادة عدد الأندية في دوري الدرجة الأولى والدرجة الثانية؟
كرة القدم لم تعد مجرد تسلية أو تضييع وقت، بل أصبحت صناعة واستثماراً مهماً فهي صاحبة مداخيل مالية محترمة وفيها من الأرباح الكثير، والاتحاد الآسيوي وحرصاً منه على توسيع دائرة المنافسة في دول القارة أوصى بزيادة عدد مباريات دوري المحترفين وهذا لا يحدث إلا من خلال زيادة الأندية وأنا أحترم الاتحاد السعودي في توجهاته الأخيرة من حيث الزيادة والتي قد تكلف مالياً ولكن كما قلت هناك استثمار ومردود مالي مناسب إذا تم استغلال الدوري في التسويق من حيث حقوق النقل التي تضاعفت أسعارها وأصبحت بالملايين وتتنافس عليها جميع القنوات الفضائية خاصة أن الشعب السعودي شغوف جداً بكرة القدم، ومن خلال خبرتي أعتقد أن الدوري السعودي بضاعة لها الكثير من الخُطاب وهي بطولة جماهيرية والمسؤولون في الاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى رأسهم الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل لاشك أنهما حريصان على إيجاد أكبر مداخيل مالية للدوري السعودي من خلال خبرتهما الطويلة في الاستثمار خاصة وأنهما يعرفان قيمة الدوري السعودي وأنه مطلوب من جميع الفضائيات.
ـ تــردد أن مطالبة الاتحــاد الآســـــــيوي للاتحادات المحلية في القارة كانت إجبارية فيما يتعلق بزيـــادة عــدد مباريـــات دوري المحترفـــين فما صحة ذلك؟
في الواقـــع ليس هنـــــاك إجبار أو إكراه أو قرارات إلزامية ولكنهــا أمور مقترحـــة من أجل مصلحة الكرة الآسيوية التي تبدأ من تطور بطولات الدوري المحلية وقد اقترحنا على الاتحادات المحلية زيادة عدد المباريــــات والجولات، وعملت بعض الاتحادات على ذلك وقررت الزيادة .. ومن حق الاتحاد الآسيوي أن يمنح الأفضلية للاتحادات التي تتعامل مع اقتراحاته بشكل جدي ومن هذه المميزات على سبيل المثال منح الاتحادات التي تتفاعل مع توجهات واقتراحـــات الاتحاد الآسيوي مزيداً من المقاعد في دوري أبطال آسيا.
وكل ما أحــــب توضيحه أننا لانستطيع أن نلزم أحداً بقرار معين لأن الاتحادات المحلية لها وضعها وظروفها ونحن معهم ولسنا ضدهم ولا نقدم إلا اقتراحات مدروسة بعناية لأن هدفنـــا المستقبلي هو أن تكون الكرة الآسيوية من حيث البطولات المحلية والبطولات القارية على نفس مستوى البطولات الأوروبية.. وإن كنت أرى أننا مازلنا في الخطوات الأولى ولكن في أجندتي لايوجد شيء مستحيل مع العمل والإصرار.
ـ رشحت نفســك كمنافس للأمير سلطان بن فهد على رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم في العام الماضي .. وقبل انعقاد جمعية الاتحاد العربي في جدة سحبت هذا الترشيح .. ويبقى السؤال هل كان بإمكانك أن توفق في العمل كرئيس للاتحادين الآسيوي والعربي؟
الكثيرون فهموا أن ترشيحي في العام الماضي لرئاسة الاتحاد العربي منافسة أو محاولة جمع ازدواجية الاتحاد العربي مع الآسيوي ولا أنكرك القول إن ذلك لو حدث ستكون المهمة صعبة ومرهقة خاصة وأنني أيضا عضو اللجنة التنفيذية في الاتحـــــاد الدولي لكرة القدم (فيفا).. وحتى أكون صريحاً معك ومع قراء "الرياضية" فإن ترشحي لرئاسة الاتحاد العربي لم يكن سوى لحظة انفعال ومحاولة رد اعتبار على التكتـــل الذي حدث ضدي في انتخابات الاتحاد الآسيوي، ولكن ثقتـــي كبيرة في قدرة الأمير سلطان في السير بالاتحاد العربي وأنا قبل كل شيء إنسان خليجي والجميع شاهد حضوري في جدة للجمعية العمومية بل وكنت حريصاً على تلبية دعوة الأمير سلطان ولو كنت رئيساً لأي اتحاد عربي محلي لما ترددت لحظة في أن أمنح صوتي للأمير سلطان وأنا شخصياً لم أبخل بأي اقتراح يطور الاتحاد العربي لأنني أرى أن تطور هذا الاتحاد هو تطور للكرة الآسيوية ولا أحد يتجاهل دور الكرة العربية في غرب آسيا والخليج في حضورها المشرف للكرة الآسيوية في المحافل ولن أنسى أن المنتخب السعودي تأهل للمونديال أربع مرات متتالية وتأهل في عام 94م إلى الدور الثاني وهذا ما جعل (فيفا) يرفع مقاعد المنتخبات الآسيوية في المونديال، وأحب أن أؤكد هنا أن الأمير سلطان بن فهد له مكانة الأخ الأكبر وهو رجل مخلص ويحب النجاح للكرة العربية وروحه الرياضية دائماً عالية وهو صاحب صدر رحب ويحب الخير والمصلحة لجميع الرياضيين في الخليج والعرب.
ـ على اعتبار أنكم حضرتم الجمعية العمومية للاتحاد العربي في جدة هناك أصوات شككت في وجود تكتلات لإبعاد رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر وغيره من التصويت كيف رأيت بعين الخبير انتخابات جدة؟
مشكلة بعض الإخوة العرب أنهم يصدقون نظرية المؤامرة، وأنا تابعت الانتخابات في جدة لحظة بلحظة وكانت واضحة ونزيهة ولم يكن فيها أي سرية ومن حق أي اتحاد أن يرشح من يريد وهذه حرية الانتخابات ولامجال للتشكيك.
ولكن المشكلة أن من يخسر انتخابات يشكك في الآخرين وأنا في الاتحاد الآسيوي في الانتخابات الأخيرة تعرضت لمواقف واتهامات وشائعات ولكن هذه هي حال الدنيا .. وفي الانتخابات من حق كل شخص أن يحشد الأصوات لصالحه ولكن بالأساليب المحترمة وكسب ثقة الآخرين.
ـ إلى جانب تنظيم دوري أبطال آسيا للمحترفين ماهي الفكرة من تنظيم كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؟
الأولى يعرف الجميع أنها للمحترفين وهي مؤهلة لكأس العالم للأندية في الإمارات .. والاتحاد الآسيوي رأى أنه من الواجب تنظيم بطولة كروية مشابهة للأندية غير المحترفة وأنا سعيد بنجاح كأس الاتحاد وقوة المنافسة والحضور الجماهيري والمستوى الفني وشاهدنا بعض الفرق التي تشارك في البطولة سبق لها وأن شاركت في دوري أبطال آسيا مثل الكرامة السوري، وحتى أعلن براءتي من مجاملة القطريين تلك التهمة التي تطاردني شاهد الجميع خروج فريق الريان القطري من مسابقة كأس الاتحاد الأسبوع الماضي على يد الفريق التايلاندي في الدوحة، وبالمناسبة فريق الريان هو الفريق الذي بدأت منه وفريقي الذي تعلمت فيه فنون الإدارة ولو كنت مجاملاً لجاملت الريان القطري ولكني يهمني نجاح الكرة الآسيوية وليس نجاح فريق معين مهما كان حتى لو كان من بلدي قطر أو حتى الريان نفسه.
ـ في بعض مباريات دوري أبطال آسيا ظهرت على شاشات التلفزيون شعارات سياسية في بعض مباريات الفرق الإيرانية التي تقام على أرضها، وفي مباراة الاستقلال الإيراني أمام الشباب خلع أحد لاعبي الاستقلال قميصه ليظهر للشاشة شعارات دينية فكيف يتعامل الاتحاد الآسيوي مع هذا الموضوع؟
اســـتغلال شـعبية المباريات المنقولـــة على التلفزيــون في كرة القـــدم أو لوحات الإعلانات داخل ملاعـــــب الكرة في ترويج شعارات سياسية أو دينيــة أمر مرفوض و(فيفا) يشدد على هذا المنع ويفــرض على مرتكبيه أشد العقوبات وسبق وأن عوقـــــــب لاعبــــون في كأس العالم لهذا السبب.
وفــــــــي الاتحــــــــاد الآسيوي نعتمد على المشـــاهدة التلفزيونيــــة واللقطــــــات وأحيانـــاً تتخذ بعض القرارات من لجنة الانضباط من خـــلال لقطات تلفزيونية وأحياناً من خلال تقارير مراقبي المباريات والحكام .. والنظام في الاتحاد الآسيوي يطبق على الجميع سواء على فرق إيرانية أو غيرها لأن ساحة كرة القدم هي للمنافسة الكروية الشريفة وليست ساحة لشعارات تخدم أموراً سياســية أو معتقدات دينية.
ـ تقدمت قطر مؤخراً بملف متكامل لاســتضافة مونديال 2022 وأشاد به الجميع وشاهد رؤساء الاتحادات العربية عرضاً مرئياً لهذا الملف في اجتماعات جدة .. كيف ترى حظوظ قطر في استضافة مونديال 2022م كأول دولة عربية مؤهلة لاستضافة مثل هذا الحدث الكروي العالمي؟
أتمنى ألا يقــال إن كلامي مجاملة لقطر على اعتبار أنها بلدي ولكن قطر حظيت بثقة واحترام كل الذين حضروا البطولات العالمية التي نظمتها ولعل آخرها الدورة الآسيوية في الدوحة، ولا أخفي سراً إن قلت إن الرياضة في قطر تحظى بدعم حكومي مفتوح ولغة المال لاشك أنها إلى جانب لغة الفكر تصنع المستحيل وقطر قدمت ملفاً جريئاً ومتكاملاً ولم يمنعها في ذلك عدم حصول دول عربية تقدمت قبلها وهو ما يؤكد أن الوقت حان لأن تكون دولة عربية مثل قطر مؤهلة لاستضافة المونديال.
وهنا أود أن أعبر عن اعتزازي وفخري بدعم السعودية الكبير من قبل القيادة السياسية والرياضية لملـــف قطر في استضافة المونديال، ويكفي أن الأمير سلطان قال: سندعم قطر بكل ما نملك وأي نجاح للرياضة القطرية هو نجاح للرياضة السعودية والعربية.
ـ (سؤال بريء)، في كأس آسيا الماضية، مارست لعبة انتخابية واضحة من أجل كسب أصوات أربع دول وذلك بإقامة البطولة في أربع دول هي ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام ولكن لم تفعل ذلك عندما منح الاتحاد الآسيوي قطر وحدها استضافة كأس آسيا المقبلة دون مشاركة دول أخرى في وقت كان فيه من الممكن أن تقام البطولة بنفس النظام السابق موزعة على قطر والبحرين والإمارات والسعودية (في الدمام) مثلاً .. كيف تعلق على ذلك؟
هذا السؤال ليس بريئـــاً.. والحقيقة أنني لم أفكر في موضوع الانتخابات ولم يكن هذا الموضوع مطروحاً عندما أقيمت كأس آسيا الماضية في أربع دول كتجربـــة ولم تحقق تلك التجربة النجاح المطلوب، وبعد نهاية البطولة الماضية أعلنت أن إقامـــة كاس آسيا في دولتين أو أربع هو نوع من المغامرة غير المحسوبة، ومن الصعب أن تتكرر التجربة وأعتقد أن قطر وإن كانت صغيرة في مساحتها إلا أنها كبيرة في الإمكانات وجاهزية الملاعب وسكن الفرق والتنقل بسهولة وبسرعة وهذه ميزة قطر كدولة صغيرة في المساحة.
ـ سبق وأن طالبت بإلغاء كأس الخليج وقلت إنها بطولة من أجل التسلية، فكيف ترى هذه البطولة الآن من حيث استمرارها على الساحة؟
ـ جميل أن تستمر بطولة إقليمية على مدى هذه السنوات الطويلة بداية من عام 1970م وحتى الآن وهذا يؤكد أن هذه البطولة عريقة ولها جــــذور تاريخية وأصبحـــت ذات مكانة عند أبناء الخليج وزاد العدد بعد ذلك بانضمام العراق واليمن وأنا لست مع من ينادي بزيادة عدد المنتخبات المشاركة.
ولا أنكر أن لدورة الخليـــج دوراً بارزاً في إنشاء الملاعـب فـــي دول الخليج وفي المقابل هناك ســـــــــلبيات ظهرت لأن علينـــا أن نضـــــع كـــــــرة القــــدم في حدودها المعقولـــــة ولا ندخـــــل كرامــة الأوطان لمجرد خسارة مباراة أو فوز في مباراة، فكرة القدم شيء جميل متــى ما كانت في المنطق والمعقــول .. وأنا الآن ضــد إلغاء دورة الخليج ولكن أطالب بالتطويـــر والتجديد في أساليب التنظيـــم وألا تكون جميع البطـــــولات صورة كربونية مكررة.
ـ الاتحـــاد الآسيوي أصبح يتدخل في كل شيء حتى في المسابقات المحلية، فقد سمعنا أخيراً أنه يطالب الاتحادات المحلية بالإقلال من الاستعانة بالحكام الأجانب ومنح فرصة للحكام المحليين؟
من يصدق أن بعض الدول التي تلعب كرة قدم منذ 70 و80 سنة لا يوجد فيها تحكيم محلي متميز ومازالت تستعين بالحكام الأوروبيين أصحاب العيون الزرقاء والبشرة الحمراء على حساب التحكيم المحلي، وأنا شخصياً أشجع الاتحادات المحلية على الاستعانة بحكام من قارة آسيا لأن هناك حكام في آسيا على مستوى كبير من التفوق، وكيف نطالب الحكام المحليين بتطوير مســـتواهم وهم يشـــــاهدون المباريات من الشاشـــة لأن الممارســــــة هي التي تطور مســتوى الحكم وليست مشاهدة الحكام الأجانب فالتحكيـــــم ممارسة وليس مشاهدة.