أكد المشرف العام على مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي الدكتور رشيد التونسي أن من أبرز السلبيات التي يواجهها المستشفى عدم وجود دعم مادي من وزارة المالية. مشيراً إلى أن المستشفى لجميع الرياضيين وعائلاتهم وليس مخصصاً للرياضيين فقط، ومع ذلك لم يتم إجراء العمليات الكبيرة فيه.
واعترف التونسي بأنهم مقصرون من حيث عدم التواصل مع الأندية، مؤكداً أنهم حريصون على توعية كافة الأندية بكل جديد مثلما حدث مع مرض أنفلونزا الخنازير وقيامهم باحتجاز لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بنادي الحزم المصابين بالمرض.
وطالب التونسي بضرورة تثقيف الشعب السعودي بخصوص المنشطات قبل الإعلان عنها، موضحاً أن أغلب الشعب السعودي لا يفرق بين المنشطات والمخدرات، مؤكداً أن جميع الرياضيين يتم الكشف عليهم مع بداية كل موسم معلناً أنه سيتم فتح وحدات صحية طبية رياضية في جميع مناطق السعودية قريباً.
وقال التونسي: إن نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل وجّه بفتح عيادات نموذجية في جميع الأندية وذلك خلال حواره التالي مع "الرياضية":

ـ متى بدأت فكرة إنشاء مستشفى متخصص في الطب الرياضي؟
بدأت الفكرة بالتخطيط لإنشاء وحدات طبية وعلاج طبيعي لرعاية الرياضيين منذ ما يقرب من عقدين وبالتحديد عام 1400هـ وتقرر إقامتها في البداية في المنطقة الشرقية وبعد دراسة المشروع من كل جوانبه تم إنشاء تلك الوحدات الطبية مع إضافة بعض العيادات الأولية لها في منطقة الرياض بدلاً من الدمام وذلك لكونها تتوسط جميع مناطق السعودية، كما أنها مقر إقامة المنتخبات الرياضية، بعد ذلك وجّه الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) بتعديل الفكرة لتصبح مركزاً طبياً رياضياً، وبعد استكمال بعض المراحل تطورت الفكرة إلى إنشاء مستشفى الرئاسة العامة لرعاية الشباب للطب الرياضي وتم افتتاحــه واستقبال الرياضيين عام 1406هـ وذلك لتلبية احتياجات الشباب الرياضي في السعودية وتم تغيير المسمى بعد ذلك الى مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي.
ـ ما أبرز أهداف المستشفى الذي أنشئ من أجلها؟
الجميـــع يعـــرف أن التطور والتقدم في الرياضة لا يعتمد فقط على المهارة أو الإعداد البدني والفني وإنما أصبح يتطلب وجــود جوانب عديدة تساعد على تهيئة الجسم السليم للرياضي لكي يخوض المنافسة وهو في كامل جاهزيته البدنية والصحية حيث إن إعداد اللاعب بعد الإصابة للمنافسة الرياضية وبسرعة يتطلب توفير خدمات طبية لذلك كان لابد من إنشاء مركز طبي يساعد على ذلك ولتوفير الرعاية الصحية الشاملة للرياضيين في جوانبها الوقائية والعلاجية كذلك مساندة برامج الإعداد والتدريب لمنتخبات السعودية وفرق الأندية.
ـ هل مستشفى الأمير فيصل بن فهد مخصص فقط للرياضيين؟
المستشفى ليس مختصاً بالرياضيين فقط وإنما مختص كذلك بذويهم (زوجاتهم وأولادهم والأب والأم) إضافة لجميع العاملين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ـ هل يقدم المستشفى الخدمات الطبية الرياضية فقط كما هو واضح من اسمه (مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي) أم أن هناك أقساماً طبية أخرى في المستشفى؟
المستشفى يقوم بتقديم الخدمات الطبية المختلفة إلى جانب الطب الرياضي والإصابات الرياضية فهناك جراحة العظام والطب الباطني والقلب والأوعية الدموية وقسم العيون والأنف والأذن والحنجرة وأيضا قسم للجلدية والأسنان وقسم للأطفال بجانــب قسم الطوارئ على مـدار اليوم الكامل والعيادات الأولية بجانب التخصصات المساندة كالأشعة والعلاج الطبيعي والمختبر والصيدلية ووحدة التغذية.
ـ ما دور المستشفى بالنسبة للرياضيين وفحوصاتهم الطبية؟
مع كل موسم يحضر جميع الرياضيين لإجراء الفحوصات الطبية وأي لاعب يسجل في أي ناد أو ينتقل يمر على المستشفى ليتم الكشف عليه.
ـ وهل يتم إجراء عمليات جراحية في المستشفى أم أنه فقط يختص بالفحوصات الطبية؟
نعم هنــاك عمليات جراحية تجــــرى في المستشفى ولكنها ليست عمليات كبيرة وإنما ما يسمى بعمليــات اليوم الواحد كالمناظير وعمليات الغضروف وتنظيف الركبة ونسعى لإجراء العمليات الكبرى في المستشفى المستقبل بإذن الله.
ـ أبرز الأطباء العاملين في المستشفى في تخصص الطب الرياضي؟
لدينا أطباء أكفاء كثر منهم الدكتور سالم الزهراني فلديه عيادة ثلاثة أيام في الأسبوع وأيضا الدكتور ماجد السليمان المتخصص في عمليات المناظير وهناك أطباء آخرون في تخصصات أخرى كالتأهيل الرياضي قبل وبعد الإصابة حيث إن التأهيل الطبي قبل العمليات هو الأهم عكس ما يعتقد البعض من أن التأهيل يأتي بعد العمليات وهذا غير صحيح، فالتأهيل الطبي بعد العمليات مهم ولكن الأهم التأهيل قبل العمليات كي يدخل المصاب العمليات وهو في حالة نفسية جيدة ويوجد في المستشفى مركز متكامل للتأهيل الطبي وهذا ما يتميز به مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي.
ـ لماذا لا يتم إجراء عمليات كبرى خاصة في ظل وجود أطباء أكفاء مميزيــن في الطب الرياضــي كالدكتـــور سالم الزهراني وغيره؟
قريبـــــــاً سيتحقق ذلك حيث تم رفع الدارسات الكاملة وتمت الموافقة عليها.
ـ إصابات العضلة الضامة وعضلات البطن أقل بكثير من إصابة الرباط الصليبي فلماذا لا تجرى هذه العمليات هنا في المستشفى بدلاً من السفر للخارج؟
العضلة الضامة إذا تم عمل علاج طبيعي مكثف لها لا يحتاج المصاب إلى عملية جراحية إلا إذا حدث فيها قطع (لا سمح الله) أما إذا كانت الإصابة مجرد التهابات أو غيرها فإنها تحتاج فقط لعلاج طبيعي مكثف ولا تحتاج لعملية جراحية إلا عند إهمالها.
ـ ما أسباب الإصابة بالعضلة الضامة؟
من أسبابها عدم الإحماء الجيد قبل التدريب أو المباريات أو تعرض العضلة لإجهاد عال خلال التمرين أو المباريات إضافة إلى أساليب التغذية غير الصحية وعدم النوم الجيد وعدم إجراء تمارين الإطالة.
ـ برأيك هل يتحمل اللاعب أسباب تعرضه للإصابة بالعضلة الضامة؟
لا هي منظومة متكاملة بين اللاعب وطبيب النادي ومدرب اللياقة وبقية الأجهزة ولا يتحملها اللاعب وحده.
ـ سبق أن أكد طبيب إصابات الملاعب الدكتور خالد نعمان لـ "الرياضية" أن من أسباب الإصابة بالعضلة الضامة ممارسات الجنس الخاطئة هل توافقه الرأي؟
الدكتور خالد لديه الخبرة في الطب الرياضي وما ذكره قد يكون سبباً من الأسباب.
ـ ألا يوجد تثقيف لهؤلاء اللاعبين لتلافي مثل هذه الإصابات؟
نعم هناك تثقيف لهم من خلال الخدمات الطبية التابعة لرعاية الشباب وقريباً سيكون هناك قسم خاص للتثقيف الرياضي وستكون البداية بأندية الممتاز، ثم تتوسع الدائرة لتشمل أندية الأولى والثانية وبقية الدرجات والألعاب لتثقيفهم حول كيفية الوقاية من الإصابات الرياضية وأيضا فيما يخص المنشطات وأحدث الأدوية المسببة في الوقوع في دائرة المنشطات وكيفية تجنبها.
ـ كيف ترى عيادات الأندية؟
هناك توجيه من نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بإنشاء عيادات نموذجية بجميع الأندية وتم رفع دراسة متكاملة للمكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم وبإذن الله مستقبلاً ستكون هناك عيادات نموذجية في جميع الأندية.
ـ أحيانا يكون هناك اختلاف بخصوص بعض التشخيصات الطبية الصادرة عن عيادات الأندية وتلك التي تصدر عن طبيب آخر في مستشفى خاص، فهل يتم إشعاركم أو استشارتكم قبل الذهاب لهؤلاء الأطباء؟
لم يسبق وأن حدث ذلك معنا بحكم وجود المستشفى في منطقة الرياض التي تضم أندية الهلال والنصر والشباب والرياض ولكن ربما تحدث مثل هذه الأمور مع الأندية الأخرى البعيدة عنا وسيتم تدارك ذلك بإذن الله بعد إنشاء العيادات النموذجية قريباً.
ـ هل يوجد تعاون بينكم وبين الأندية السعودية خاصة أندية منطقة الرياض؟
نعم هناك تعاون كبير بين المستشفى وبين أندية منطقة الرياض وخاصة خلال فترة الإعداد التي تسبق بداية كل موسم حيث ترسل الأندية لاعبيها لعمل الفحوصات الطبية الشاملة.
ـ الأندية الكبيرة المقتدرة مالياً ربما تفضل الذهاب للمستشفيات الخاصة على الحضور لمستشفى الأمير فيصل بن فهد هل هذا الأمر يمثل لكم إزعاجاً؟
طبعاً من الصعب أن تجبر جميع الأندية على إرسال لاعبيها للمستشفى لعمل الفحوصات فكل ناد له الحرية الكاملة في اختيار المستشفى لعمل الفحوصات الخاصة بلاعبيه.
ـ ولكن يفترض أن يكون هناك تواصل بينكم.
التواصل موجود ولكني لا أستطع أن أجبر النادي على الحضور وعمل الفحوصات ولكن عندما يرسل أي ناد لاعبيه لنا فإنهم يجدون الخدمة المميزة والصحيحة.
ـ هل حضر إليكم لاعبون من نجوم الكرة السعودية لإجراء الفحوصات الطبية؟
نعم جميع نجوم الكرة السعودية حضروا للمستشفى كسامي الجابر وفؤاد أنور وأكرر أي لاعب جديد أو لاعب محترف لابد وأن يحضر لإجراء كشف طبي متكامل ويتم إرسال نسخة من التقرير للنادي ونسخة لاتحاد كرة القدم.
ـ المستشفى يقع في مدينة الرياض وبالتالي خدماته ستتركز فقط على أندية ورياضيي مدينة الرياض وضواحيها عن بقية أندية الوطن الأخرى فكيف ستحلون هذه المشكلة؟
بإذن الله سيتم إنشاء عدد من الوحدات الصحية الرياضية في جميع مناطق السعودية على مراحل وسنبدأ أولاً حسب نسبة وجود الرياضيين وبعد الدراسة وجدنا أن أكثر نسبة في المنطقة الشرقية وتم الرفع للرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنشاء وحدات طبية مختصة بعلاج الطب الرياضي ومن خلالها يتم تحويل الحالات للمستشفى متى ما استعدت الحالة، وهنا أود الإشارة إلى أن هناك رياضيين يحضرون إلينا من خارج الرياض خاصة من أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة.
ـ ماذا ينقص مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي حتى يتواكب مع المستشفيات الخاصة الكبيرة وتجرى فيه العمليات الكبرى؟
ما ينقصنا حالياً هو ما يخص النواحي المالية فقط ونترقب خيراً، فبعد الاهتمام الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحرصه (حفظه الله) على تحسين الخدمات الطبية وأن تكون على أكمل وجه ننتظر الدعم المالي من وزارة المالية.
ـ لماذا تم فصل اللجنة الطبية عن مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي؟
جميع الاتحادات الرياضية لا بد أن تكون لديها لجنة طبية بالتعاون مع المستشفى.
ـ وهل هي تابعة للمستشفى طبياً؟
هناك أعضاء من اللجنة تابعين للمستشفى.
ـ كنت رئيساً للجنة المنشطات بالاتحاد السعودي فكيف ترى الفرق بين اللجنة السابقة واللجنة الحالية؟
أعتقد أنهما مكملتان لبعضهما البعض، فاللجنة الحالية أكثر شفافية وكشفت حالات عديدة عن تعاطي للمنشطات في ملاعبنا الرياضية عن اللجنة السابقة.
ـ في أي أمر كانت أكثر شفافية؟
عبر الكشف عن متعاطي المنشطات والإعلان عنه عبر الإعلام وعدم التعتيم على الحالات التي ثبت تعاطيها للمنشطات.
ـ وهل الإعلان عن حالات تعاطي المنشطات يرمز للشفافية؟
هذا الأمر ربما يكون جديداً في واقعنا من ناحية قيام لجنة من اللجان بالكشف والإعلان عن حالات تتصف بنوع من الحساسية في مجتمعنا، فأنا قد أعلن عن أي حالة ولكن عندما أنتهي من كل الأمور.
ـ تنتهي من أي أمور تقصد؟
أمور الكشف بصفة عامة فمن الممكن أن أعلن ذلك بعد الانتهاء من كافة أمور الكشف.
ـ أنت مع الإعلان أم ضد الإعلان عن الكشف عن متعاطي المنشطات؟
أنا مع الإعلان لكن مع المحافظة على السرية التامة في البداية حتى أتأكد كلجنة من نتائج الكشف، لكني أعود وأقول إنني لست مع الإعلان لأن المجتمع غير مثقف كثيراً وهذا الأمر جديد عليه والمجتمع يحتاج في البداية للتثقيف بخصوص المنشطات لأن مجتمعنا للأسف عندما يسمع أن لاعباً تعاطى منشطات يعتقد أنه يتعاطى مخدرات ولذلك لا بد من حملة تثقيف الشارع الرياضي والمجتمع السعودي تحديداً عن المنشطات قبل الإعلان عنها.
ـ قضية لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر السعودي المحترف حسام غالي (مصري) أحدثت جدلاً كبيراً وأصبحت قضية لها عدة فصول؟
قضيــة حســام لم تكن سلبية ولكن هناك هرمونات يفرزها الجسم وهرمونات تتكون من خارج الجسم وهذه لا بد وأن يكون الفحص عليها دقيقاً جداً ولا بد أن يثبت المعمل نتيجة فحص هذه الهرمونات ويوضح أن هذه الهرمونات خارجة عن الجسم أو من داخل الجسم.
ـ هل هناك حملة توعوية عن نوعية الأدوية المسببة للوقوع في تهمة تعاطي المنشطات خاصة للاعبين الواعدين خاصة وللأندية عامة؟
نعم هناك حملة كبيرة جداً على مستوى الأندية وبالمناسبة الأمير نواف بن فيصل هو من تولى الصرف على المواد التوعوية سواء كتب أو نشرات أو أشرطة CD وتوزيعها على جميع الأندية.
ـ البعض يعتقد أن أبرز ما تقومون به هو حضوركم للمباريات في الملاعب فقط؟
لا طبعاً هذا غير صحيح التغطيات الرياضية هو جزء بسيط جداً من عمل المستشفى.
ـ ممن يتكون الجهاز الطبي الموجود في التغطية الرياضية داخل الملاعب؟
يتكون من طبيب صاحب خبرة في إصابات الملاعب وأخصائي علاج طبيعي وممرض وأربعة مسعفين وسيارة إسعاف مجهزة بالكامل.
ـ كم نسبة السعودة في مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي؟
نسبة السعودة 33 % في المستشفى.
ـ ألا ترى أنها نسبة ضئيلة؟
لا هذه النسبة جيدة جداً.
ـ هل هناك تعاون بينكم وبين المنتخبات السعودية عامة؟
مستشفى الأمير فيصل هو من يقوم بالإشراف على المنتخبات السعودية كخدمات طبية تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ـ وهل هناك برامج ومحاضرات للاعبي المنتخبات السعودية قبل الدخول في بطولات؟
توجد دراسة بتشكيل اللجنة الطبية في الاتحاد السعودي للطب الرياضي من أطباء المنتخبات لتسهيل عملهم بالنسبة للمحاضرات والندوات وليكون عملهم أسهل لقربهم من المنتخبات ونتظر الموافقة على هذه الدراسة.
ـ مدير الكرة بالنادي الأهلي غرم العمري انتقدكم في مباراة فريقه أمام الشباب بعد تعرض مهاجم الأهلي حسن الراهب لإصابة وذكر أن هناك نواقص في سيارة الإسعاف متمثلة في جهاز الأكسجين فما تعليقك على ذلك؟
على ما أعتقد كانت الواقعة أمـــام الجميع وعرضها الإعلام المرئي آنذاك والسيارة كانت مزودة بجهاز الأكسجين وكذلك الطبيب المرافق للجهاز الطبي مزود بجهاز أكسجين.

من اللقاء
ـ تجولـت كاميــرا "الرياضية" في جميــع أقسام المستشفى برفقة الدكتور رشيد دون أي تحفظ وقامت بتصوير جميع الأقسام.
ـ بعد الجولة والعودة لمكتب الدكتور كان الطبيبان ماجد السليمان وهاشم البنا موجودين في مكتب الدكتور رشيد التونسي حيث تحدثا لـ"الرياضية" بكل شفافية ووضوح.