عضو اللجنة المنظمة لكأس العالم حافظ المدلج يروي تجربة المونديال من جوهانسبرج
أكد عضو اللجنة المنظمة لكأس العالم الدكتور حافظ المدلج أن اختياره ضمن اللجنة المنظمة لأهم حدث رياضي في العالم يأتي بترشيح من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وقال الدكتور حافظ المدلج في حديث خاص لـ"الرياضية": إن هذا التمثيل السعودي في أهم حدث رياضي في العالم هو تأكيد لأهمية المملكة العربية السعودية على الصعيد الرياضي العالمي.
وذكر المدلج في حديثه أن تمثيل الوطن مهم جداً، مضيفاً أنه يحرص على أن يكون خير سفير للوطن من خلال الاجتماعات وورش العمل التي تعقد متحدثاً في ذات الوقت عن أهمية التجربة مسلطاً الضوء على العديد من الجوانب الهامة التي تخص كأس العالم وبعض المشكلات التي واجهته في جنوب أفريقيا سواء الأمنية أو التنظيمية. وطالب الدكتور حافظ في لقائه بأن يجد دعماً أكبر من الرئيس العام لرعاية الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، مشيراً إلى أن (فيفا) وحتى هذا اليوم مازال يذكر سفير الوطن عبدالله الدبل (رحمه الله). الدكتور حافظ تحدث عن أمور عدة في حواره التالي:
ـ كيف تم اختياركم عضواً في اللجنة المنظمة لكأس العالم؟
الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يختار بالتنسيق مع الاتحادات القارية أعضاء ممثلين للمكاتب التنفيذية في تلك الاتحادات .. وبحكم عضويتي في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي تم اختياري بالتنسيق بين الاتحادين الدولي والآسيوي، ولابد هنا من شكر الأخ الأكبر محمد بن همام على منحي هذه الفرصة التي تعلمت منها الكثير.
ـ بحكم أنك عضو في اللجنة المنظمة لكأس العالم فما هي المهام الموكلة لك خلال منافسات كأس العالم؟
عقدت اللجنة عدة اجتماعات بحضور ممثلين للجنة المحلية المنظمة للوقوف على استعدادات "جنوب أفريقيا" لتنظيم المونديال العالمي الكبير، وكانت اللجنة تتلقى التقارير باستمرار وتقوم بزيارات تفقدية للتأكد من أن الخطة تسير حسب الجدول المعد لها، وتعتبر اللجنة عين (فيفا) على اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم.
ـ كيف وجدت تجربة أن تكون عضواً في لجنة تنظم أهم حدث في العالم وتشارك فيه؟
من الصعب وصف شعوري كسفير لوطني في أهم لجان (فيفا) من ناحية وعشقي لكرة القدم من ناحية أخرى، فحين أجلس على طاولة الاجتماعات بوجود ميشيل بلاتيني وفرانس بيكنباور كأسطورتين في تاريخ كرة القدم، ووجود جميع رؤساء الاتحادات القارية يتقدمهم رئيس الاتحاد الدولي، يشعرني بالفخر كأصغر أعضاء اللجنة، فتمثيل الوطن وسام على صدري أحرص على تمثيله بالشكل اللائق ولذلك تجدني أتفاعل وأشارك لكي أقول للعالم إن "السعوديين هنا" رغم غياب منتخبنا عن المحفل العالمي للمرة الأولى منذ كأس العالم 94م في أمريكا.
ـ هناك العديد من المشكلات التي واكبت كـأس العالم ومن أهمها المشاكل الأمنية ما هي وجهة نظر اللجنة المنظمة لكأس العالم حول هذا الأمر وما هي التدابير التي وضعتموها؟
سأكون صريحاً معك ـ كما عودتك ـ فوجودي في عضوية أي اتحاد كان لا يمنعني من النقد البناء لعمل الاتحاد الذي أتشرف بعضويته، ولذلك أقول إن التحدي كان كبيراً جداً في وجه "فيفا" بعد أن تم التصويت لجنوب أفريقيا، وكان واضحاً أن رئيس الاتحاد عازم على إقامة البطولة مهما كلف الأمر، فقد صاحب البطولة تحديات مالية وأمنية وتنظيمية، فالبرلمان الجنوب أفريقي تأخر كثيراً في اعتماد الميزانيات المطلوبة لإكمال البنية التحتية، وحين وافق متأخراً ترتب على ذلك زيادة في التكاليف أوجبت تدخل (فيفا) للمساعدة في الميزانية المطلوبة، ثم كان الهاجس الأمني مسيطراً على أغلب الاجتماعات حيث تعاني بعض المناطق من ارتفاع كبير في معدل الجريمة، ولكن "فيفا" كان يرى ضرورة عدم الرضوخ لهذا التحدي الكبير بل الانتصار عليه وإقامة البطولة رغم كل الظروف، وقد أكدت اللجنة المحلية المنظمة توفير الحماية الكافية للوفود والجماهير في الملاعب والطرق المؤدية إليها. ولكن لغة الاتحاد الدولي كانت تؤكد إقامة البطولة مهما كلف الأمر. ليكون الهم التنظيمي ثالث المشاكل التي سبقت البطولة فبعض المشروعات لم تكتمل في وقت مبكر، وكانت هناك شكوى من أرضية بعض الملاعب في "كأس الملك فهد للقارات"، واسمح لي أن أصر على تسميتها "كأس الملك فهد للقارات" لأن الاسم الذي انطلقت به الكأس يجب ألا يتغير حتى يمتلك أحد المنتخبات تلك الكأس مثلما حدث مع "كأس جول ريميه للعالم" الذي لم يصبح اسمه "كأس فيفا للعالم" إلا بعد أن امتلكت البرازيل الكأس عام 1970م.
ـ الكل كان متضايقاً من أصوات الأبواق التي تواكب المباريات، ألم تحاول اللجنة المنظمة التقليل منها أو منعها؟
أنت وضعت يدك على الجرح، أو على الصداع الدائم في هذه البطولة، حيث اشتكت المنتخبات في "كأس الملك فهد للقارات" بأن أصوات "فوفوزيلا" تشتت أذهان اللاعبين وتفقدهم التركيز، كما أنها تحرم المنتخبات من الاستمتاع والتفاعل مع أهازيج الجماهير، ومن المعروف أن لكل منتخب أهازيج مشهورة تميز المنتخب والبطولة، ولكن اللجنة المحلية رفضت بشكل قاطع المساس بتقاليد الشعب الجنوب أفريقي، واعتبرت تلك الأبواق سمة تميز البطولة مثلما كانت الأمواج المكسيكية ظاهرة رائعة استمرت حتى اليوم وانتشرت في جميع دول العالم، فإن المتوقع أن تنتقل "فوفوزيلا" ـ لا سمح الله ـ إلى جميع ملاعب العالم.
ـ من خلال معايشتك لأحداث كأس العالم هل ترى أن جنوب أفريقيا اختيار صحيح لتنظيم كأس العالم؟
بكل صراحة ليست الخيار الأمثل على مستوى العالم، ولكن "فيفا" قرر إقامة كأس العالم 2010م في القارة السمراء، حيث كانت المغرب وجنوب أفريقيا منافستين لألمانيا في تنظيم كأس العالم 2006م ولذلك صدر القرار بأن كأس العالم المقبلة أفريقية، وبكل أسف تدخلت دول عربية لم تكن مؤهلة للتنظيم ولكنها لا تريد تفويت الفرصة أو أنها تخشى أن تحاسب على عدم المحاولة، فكانت مصر وليبيا وتونس مؤثرة على الملف المغربي من وجهة نظري الخاصة، ولذلك فإن "جنوب أفريقيا" خيار قوي ومؤهل طالما البطولة أفريقيــــة حيــــــث الثقـــــافة والســــمة والطابــــع الأفريقـــــي يظهـــر هنــا أكثر مـــن دول شــمال أفريقيا التي لا يعتـــرف الأفارقــــــــة بأفريقيتهـــــا، ولذلــك تـــــم الاختيــــــــار واســــــــتبعد أن تعود البطولة للقارة السمراء في المســـتقبل المنظور.
ـ ما هي نســبة العرب والسعوديين في اللجان التي تعمل وتساهم في هذا الحدث العالمي؟
النسبة قليلة وتكاد تكون معدومة، واللوم يقع علينا وليس على الاتحاد الدولي، حيث لا تجيد الدول العربية فن العلاقات العامة، ففي العالم العربي عموماً والخليج على وجه التحديد كفاءات قادرة على العمل في مثل هذه البطولات، ولكنها بحاجة إلى التسويق، وقد سعدت بالدور الهام الذي يقوم به كل من محمد بن همام ومحمد روراوه وهاني أبوريدة كأعضاء فاعلين في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، كما أن أحمد جاسم من البحرين يمثل ثقلاً في لجنة الحكام، والأخ عبدالرحمن لوتاه من الإمارات في لجنة الاستئناف، مع قيام بعض الزملاء بمراقبة المباريات مثل الأعزاء فاروق بوظو ورهيف علامة، كما لا أنسى أهم المشاركات بتكليف الحكم الرائع خليل جلال بتحكيم مباراة فرنسا والمكسيك التي قادها بنجاح شهد له الجميع، وبناء عليه منح شرف تحكيم مباراة سويسرا وتشيلي.
ـ ما هي أبرز المشكلات التي واجهتها اللجنة المنظمة لكأس العالم حتى الآن؟
المشاكل متفاوتة من حيث الحجم والتأثير، ولعلي أختصر الإجابة بأهم ثلاث مشاكل من وجهة نظري الخاصة كمعايش بشكل يومي للحدث، المشكلة الأمنية تشكل هاجساً يحد من تحرك الناس فبعد السادسة مساء يصعب المخاطرة بالخروج بدون حراسة، والطقس البارد الذي سيزداد برودة مع الأيام لا يفيد معه اللبس ولا البطانيات التي توزع في المقصورة ولا الدفايات التي ركبت من أجل عيون "فيفا" فهو برد لا يرحم يخترق العظم ويرجف الفرائص، وتأتي "فوفوزيلا" كصداع دائم يحرمنا من متعة الاستماع إلى الأهازيج المتزامنة مع أجواء اللعب، فتخيل أنك تسمع هذا الصوت المزعج طوال المباراة بغض النظر عن مستوى اللعب وخطورة الهجمات ونتيجة المباراة، ولا أدري كيف تصر اللجنة المحلية على استمرارها.
ـ هل هناك ميزانية معلنه لتكاليف تنظيم كأس العالم والعوائد المتوقعة من هذا التنظيم؟
الميزانية المقررة لكأس العالم 422 مليون دولار تم زيادتها بواقع 32 مليون دولار بسبب ضيق الوقت ومحاولة تعويض التأخير في الموافقة على بعض المشروعات، ولكن عوائد البطولة أكبر بكثير من ذلك، حيث يبلغ مجموع المقاعد في جميع المباريات 3,408,222 مقعد تم قبل بدء البطولة بيع 2,828,885 تذكرة بقيمة إجمالية 272 مليون دولار يضاف لها 246 مليون دولار عوائد الضيافة، ناهيك عن العوائد الاقتصادية العامة التي ستعود على جنوب أفريقيا جراء إقامة البطولة حيث تؤدي إلى نهضة اقتصادية شاملة لكل المجالات وفي مقدمتها الفندقة والمواصلات والاتصالات والبضائع الاستهلاكية وغيرها.
ـ هل واجهتم في اللجنة المنظمة أي مشكلات تخص جانب السوق السوداء للتذاكر؟ ولماذا تساءل (فيفا) عن بعض المباريات المباعة تذاكرها بالكامل وكان الحضور الجماهيري فيها قليلا؟
من طبيعة مباريات كأس العالم أن يتم بيع جزء كبير من التذاكر قبل البطولة بمدة طويلة حتى يرتب الجمهور جدول سفره وإقامته حسب التذاكر التي يحصل عليها، وهو جزء من التخطيط الذي لا نعرفه نحن العرب، ومن المعروف أن كثيرين يشترون التذاكر لبيعها عبر مواقع خاصة في الإنترنت، وقد التقيت قبل السفر بشباب سعوديين قاموا بشراء تذاكر وينوون بيع الفائــض منهـــا عن طريق تلك المواقــع لتغطية تكاليف الرحلــة، وهــو ما شــكل مفاجـأة بالنسبة لـــي حيث لـم أكن أعرف أن من شبابنا من يخطط بهذا الشكل، وتصوري أن مشكلة التذاكر مرتبطة بتلك التي تم شراؤها بغرض إعادة البيع ولم تباع، علما بأن المباريات السبع التي حضرتها في الأسبوع الأول من البطولة ـ بواقع مباراة في اليوم ـ كانت الملاعب ممتلئة بنسبة 90% وهي النسبة التي تتوقعها اللجنة المنظمة للبطولة.
ـ ما هي أبرز الفوائد المرجوة من هذه التجربة التي تخوضها للمرة الأولى؟
"فيفا" عالم منظم مليء بالدروس التي تحتاج إلى عقل متفتح ينقلها للوطن، فدقة التنظيم وتنسيق عمل اللجان يبهر العقول، فقبل تحركي من الرياض كانت جميع الترتيبات قد أخذت بشكل دقيق، فالتأشيرة والتذاكر والسكن والمواصلات كلها أمور قد نكون تعودنا عليها حين ننظم البطولات، ولكن تخيل أنني وجدت بانتظاري هاتف جوال من (فيفا) مخزن في ذاكرته جميع هواتف العاملين في هذه المنظمة العظيمة، بداية من رئيس الاتحاد وحتى أصغر موظف وسائق وعامل، والمكالمات داخل منظومة "فيفا" مجانية كجزء من عقود الرعاية، وهي فكرة مقال في "الرياضية" سبق أن كتبت عنها عبر مقالي، كما أنني وجدت ملابس "فيفا" الرسمية تنتظرني بمقاس دقيق يحير العقول، وأتمنى أن أنقل تلك التجارب والخبرات للاتحاد السعودي لكرة القدم بإذن الله.
ـ والحديث عن الأمنيات، ما الأمنية التي تراودك وأنت تعيش أجواء المونديال؟
على الصعيد الوطني، كنت أتمنى تواجد عدد من الشباب العاملين في المجال الرياضي ليتعلموا من هذه التجربة، ففي بيت "فيفا" آلاف المتطوعين والمتعاونين، وكنت أتمنى أن يكون للسعودية نصيب من تلك الأعداد، فالتجربة ثرية وسيتعلم منها أي شاب طموح يسعى لخدمة الوطن، وإن كتب الله لي عمراً في المجال الرياضي فسيكون هدفي الأول هو زيادة عدد الشباب السعودي في مثل هذه المحافل، شريطة أن يعي المشارك حجم المسؤولية التي يتحملها كسفير للوطن، فنحن بحاجة لمن يشارك ويترك انطباعا إيجابياً لدى الجهات المنظمة لتشجيعها على زيادة أعداد السعوديين، فقد شعرت بالغيرة من كثرة الشرق آسيويين المتواجدين في اللجان المختلفة. أما على الصعيد الشخصي فكنت أتمنى وجود راكان ومشعل معي لأنهما من عشاق كرة القدم ولكن الامتحانات وأجواء الطقس والأمن لا تسمح بتواجد أحبابي.
ـ لو طلب منك تحديد نقطة واحدة تود تسليط الضوء عليها ونقلها للوطن، فأي النقاط ستختار؟
سؤال صعب ومحير، فكل ما حولي من التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة دروس أتمنى نقلها للوطن، ولكنني سأختار موضوع "التطوع" فقد بهرت بعمل وإخلاص المواطنين المتطوعين للعمل في شتى شؤون وشجون كأس العالم، وقد سألت أحد السائقين المتطوعين عن العوائد التي يجنيها من تطوعه؟ فقال: من الناحية المادية لا شيء على الإطلاق، ولكن من الناحية المعنوية أشعر بالرضا لأنني أقوم بخدمة وطني كما أشعر بالفخر لأنني واحد من سبعة عشر ألفاً تم اختيارهم للعمل التطوعي من بين خمسة وسبعين ألف متطوع عرضوا خدماتهم للوطن الذي يحبون. وعليكم أن تسألوا القائمين على الشأن الرياضي والشبابي عن أهمية العمل التطوعي وندرة المقدمين عليه، وهو أمر يحتاج إلى ملف كامل أتمنى من "الرياضية" أن تفتحه قريباً.
ـ كيف ترى حظوظ قطر في تنظيم كأس العالم 2022؟
الوفد القطري متواجد معنا طيلة أيام البطولة ويعملون بشكل احترافي ساعين لكسب أكبر عدد ممكن من أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي الذين سيصوتون على القرار الهام في الثاني من ديسمبر المقبل، ولكن التواجد القطري يهدف أيضاً لإطلاع العالم على التجربة الشرق أوسطية الجريئة، والتي ستشكل دون شك نقلة نوعية في تنظيم بطولات كأس العالم، حيث يتمكن عشاق الكرة من حضور جميع المباريات إن رغبوا في ذلك حيث إن أبعد نقطتين في الملاعب والفنادق لا تتجاوز الساعة الواحدة مما يعني إمكانية الإقامة في فندق واحد طيلة فترة البطولة وهو أمر هام لا يشعر بأهميته إلا مسؤولو المنتخبات الذين يتحملون مشقة التنقل من مدينة إلى أخرى يحتاجون الطائرة أحياناً في تنقلاتهم، كما أن الهاجس الأمني لا يشكل هماً في قطر الآمنة، ولذلك فإنني أشعر بتفاؤل كبير بفوز الأشقاء وهو فوز لنا جميعا.
ـ صرح بلاتر حين زار السعودية بأن أكثر منتخبين افتقدهما في كأس العالم هما السعودية وروسيا .. هل رأيت على الواقع ما يثبت تصريح رئيس الاتحاد الدولي، أم أنها كانت إجابة دبلوماسية من باب المجاملة؟
الواقع يؤكد أهمية التواجد السعودي في هذا المحفل الكبير، ويكفي أن أقول إن كل من قابلته وعرفته بنفسي قال: أشعر بالأسف لأن منتخبكم لم يتأهل، بل إن أغلبهم يتذكر تفاصيل المباراتين الحاسمتين مع كوريا الشمالية والبحرين، مما يؤكد أهمية المنتخب السعودي كسفير مفوض ودائم للقارة الآسيوية، نتمنى أن يعود للمونديال في البرازيل بعد أربع سنوات. كما يجب أن أنوه إلى تواجد سعودي هام من خلال مركز الدعوة بحي الروضة بالرياض الذي يتعاون مع السفارة السعودية في جنوب أفريقيا بتوزيع مئات الآلاف من الكتيبات التي تشرح سماحة الإسلام وتدعو له، وأتمنى أن تكلل جهودهم بالنجاح وأن يقوم الإعلام السعودي بتغطية تلك الجهود.
ـ كيف ترى التغطية الإعلامية لكأس العالم وأنت في قلب الحدث؟
أود في البداية أن أشكر الإعلام الرياضي لأنه البوابة التي وصلت فيها إلى ما وصلت إليه، ثم أوجه عتب المحب لغياب الإعلاميين عن هذا المحفل العالمي، فقد كنت أتوقع تواجد ممثلين لجميع الصحف والمحطات الرياضية السعودية، دون أن يرتبط ذلك بتواجد المنتخب السعودي، حتى أن وفد الاتحاد الذي حضر للمشاركة في الجمعية العمومية غير الاعتيادية للاتحادين الدولي والآسيوي لم يرافقه أي إعلامي، رغم أهمية الوفد وقيمة المشاركة، كما أن المتلقي السعودي يبحث عن المعلومة الخاصة بدلاً من النقل من الوكالات الذي يعني تشابه المادة بين الصحف والمحطات دون تميز. يضاف إلى ذلك إعجابي الشديد بالتنظيم الإعلامي في مباريات كأس العالم حيث يلتزم الإعلاميون رغم كثرتهم بالنظام بشكل أتمنى نقله للملاعب السعودية.
ـ كلمة أخيرة لمن توجهها ولماذا؟
أود أن أوجه كلمتي الأخيرة للقيادة الرياضية ممثلة في الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل حيث كانت ثقتهما الغالية سبباً رئيساً في وصولي إلى اللجنة المنظمة لكأس العالم، فقد كانت البداية باختياري لعضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي، وما زلت بحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم والتوجيه من قبل القيادة الرياضية التي كانت الداعم والسند للمغفور له بإذن الله عبدالله الدبل، الذي مازال "فيفا" يذكره بالخير حيث كان خير سفير للوطن وترك وراءه فراغاً يصعب تعويضه.