صاحب فكرة (الدليل القاطع).. وصف التقييم التلفزيوني بغير العادل.. المخرج التلفزيوني المجرشي

لقاء عواد الحربي 2009.08.29 | 06:00 pm

أكـــد المخــــرج التلفــزيوني فــــي القــناة الرياضيــة السعــودية (سابقاً) بندر المجرشي أن غياب المنافـــسة الشريفة، وعدم وجود معايير التقييم العادلة، بالإضافة إلى ظروف ترقيته وعدم رغبته في تكرار نفسه، جميعها عوامل ساعدت في ابتعاده عن القناة الرياضية السعودية بعد سبع سنوات عمل أبرز حصيلته خلالها برنامج (المواجهة)، الذي يؤكد أن مقدمه بتال القوس هو العلامة الفارقة لنجاح البرنامج. ومشيرا إلى أن معايير التقييم بهذا المجال غير عادلة ولا تخضع لأسس سليمة، المجرشي تطرق في لقائه للدعوة التي وجهها للمذيع عبدالعزيز البكر للخضوع لتجربة المذيعين المستجدين والتي نجح بالوصول من خلالها.. وإلى العديد من الأمور التي تتعلق بالإخراج التلفزيوني:



ـ سجل المخرج بندر المجرشي اسمه كواحد من أبرز مخرجي القناة الرياضية السعودية قبل أن يبتعد عن الإخراج التلفزيوني مؤخرا متجهاً للعمل بالقناة السعودية الأولى.. ما سر هذا التحول؟
لا يوجد سر بقدر ما هو وصولي لمرحلة شعرت خلالها بأنني افتقدت كمخرج للمحفز الذي يساعدني على الاستمرار وتأدية مهمتي بالصورة المقنعة لي شخصياً، نظرا لغياب المنافس المؤهل بالقناة الرياضية بعد ابتعاد عبدالعزيز الرويشد وفيصل العرفج وعبدالرحمن العنيق وتوقف سعد الوثلان، بالإضافة إلى شعوري بأن العمل أصبح يدار بأشبه ما يكون بمهمة مسندة وواجب يؤدى، دون أن يكون للقدرات تمييز من حيث نوعية العمل وأهميته فتجد أن المباريات المهمة التنافسية يتم إسنادها للمخرجين بالتناوب عكس ما كان بالفترة الأولى لتأسيس القناة حيث معيار التكليف الأول قدرات المخرج وإمكانياته، لذا وبما أنني موظف حكومي لم أتردد حينما حصلت على ترقية بإدارة الأخبار بالقناة الأولى من الانتقال إلى حيث موقع الترقية, وهو الخيار الذي عجل بانتقالي بعد وصولي لمرحلة أيقنت خلالها أنني يجب أن أبحث عن وجودي بموقع آخر بدلاً من تكرار نفسي دون أن أضيف جديدا.
ـ يتضح من خلال حديثك أنك غير راض عن الطريقة التي تدار بها القناة؟
أنا أنقل واقعا عايشته ولم أستطع التأقلم معه، لكون أي عمل يدار بالفكر كالإخراج مثلا، يجب أن يكون محاطا بجو منافسة شريفة يفصل خلاله بين المبتكر والمنفذ، وإن لم يحدث ذلك فسيتحول العمل الإخراجي لعمل تقليدي تنفيذي محض بعيد كل البعد عن الابتكار والتطوير.
ـ هل يعقل أن يجهل القائمون على البرنامج مثل هذه النظرة؟
القائمون عن القناة يدركون هذا الشيء إلا أن لهم سياسة خاصة بالتقييم، لذا فالمهم بالأمر معطيات التقييم ومعاييره، بمعنى أدق الشخص المقيم من يكون؟ هل هو من داخل الوسط أو بعيد عن أجوائه، وأضرب لك مثالا بسيطا بالمخرج سعد الوثلان الذي كان في أحد الأيام أحد المرشحين لإخراج مونديال كأس العالم 94 من قبل الخبير الإنجليزي اليكس ويكس الذي وصفه بالمبدع الذي يجاري بموهبته الإخراجية عتاولة الإخراج بأوروبا وذلك حينما أشرف على دورة خاصة للمخرجين السعوديين قبيل انطلاق بطولة الملك فهد الأولى للقارات أين هو الآن؟ مغيب بطريقة أو بأخرى كون معيار التقييم والمقيم اختلف فأصبح لا يملك الكفاءة بنظر من يقيمه بعد أن كان يشار إليه بالبنان في نظر المدرك لأدوات ومعايير تقييم المخرج التلفزيوني.
ـ شراء قناة الـart وقناة أبو ظبي لحقوق نقل مباريات الدوري السعودي سحب البساط ونسبة المشاهدين من القناة الرياضية ما تعليقك كأحد منسوبيها سابقا؟
هذا أمر واقع ولا اختلاف عليه، وهو أحد الأسباب التي كانت تضايقني في السابق، فالنقل التلفزيوني عمل متكامل مكون من عدة عوامل فمثلا إخراج تلفزيوني جيد بدون معلق جيد يضعف العمل والعكس صحيح، فالمشاهد يركز أحيانا على معلق المباراة وربما يبحث عن قناة ناقلة بديلة حينما يكون المعلق ضعيفاً حتى لو كان الإخراج التلفزيوني بتلك القناة أضعف فنيا من القناة التي أدار جهاز التحكم مبتعدا عنها، أقول ذلك وأنا أدرك أن إمكانيات القناة الرياضية وتصميم بعض الملاعب يقف عائقاً أمام تكملة الإبداع أو الوصول إليه، فمثلا هنالك فارق كبير أن تشرف على مباراة بملعب الملك فهد الدولي بمواقع وكاميرات تصوير موضوعة بدراسة فائقة ومليء بالمناظر الجمالية، وملعب كملعب الأخدود بنجران على سبيل المثال الذي ربما لا يساعد وضع الكاميرات وارتفاعها على إخراج المباراة بالدرجة التي ينشدها المخرج ويستطيع الوصول إليها.
ـ يصنف الإخراج الرياضي المخرجين الرياضيين إلى نوعين من المخرجين مخرج مباريات ومخرج برامج رياضية إلى أي الشقين من التصنيف تجد نفسك كمخرج؟
بالنسبة لي عملت كمخرج تلفزيوني لفترة تزيد عن الثماني سنوات، حيث بدأت العمل بدورة الصداقة السابعة كمساعد مخرج للمخرج المبدع عبدالعزيز الرويشد قبل أن تمنح مهمة الإخراج مناصفة بيننا بالدورة الثامنة بواقع مباراة له ومباراة لي، وحقيقة أجدني مديناً بكل ما وصلت له بالإخراج التلفزيوني للرويشد، أما بالنسبة لإخراج البرامج فلقد عملت على إخراج أكثر من برنامج أسعى كغيري من المخرجين أن تكون له رؤية وبصمة خاصة على أي برنامج يوكل إليه.
ـ أخرجت برنامج (المواجهة) على مدار ثلاثة مواسم متتالية هي عمر البرنامج الرياضي الشهير, ما هو السر باعتقادك لنجاح البرنامج ورسوخه بذاكرة المتلقي؟
(المواجهة) برنامج حواري له ماهية بقية البرامج الحوارية ببقية القنوات، إلا أن سر نجاحه ورسوخه بذاكرة المشاهد حتى بعد هذه المدة من توقفه يعود إلى أنه وفق بطاقم عمل متكامل سواء إخراج أو إعداد أو تقديم، وأخص بالذكر الثنائي رئيس تحرير "الرياضية" سعد المهدي الذي ساهم في الفترة الأولى لظهور البرنامج، وغانم القحطاني الذي أشرف على الإعداد قبل توقفه بالفترة الأخيرة، بالإضافة إلى براعة مقدمه بتال القوس الذي كان وحده علامة فارقة لاستمرار البرنامج بنفس المستوى من التألق.
ـ بما أنك عاصرت بتال على مدار ثلاث سنوات ماضية ما السر في بروزه؟
مذيع يملك جميع مقومات المذيع الناجح، والدليل أن البعض شكك حينما انتقل من القناة الرياضية إلى (العربية) بأنه سيجد صعوبة بالخروج من عباءة (المواجهة), إلا أنه نجح بالحلقات الأولى من برنامج (في المرمى) في صنع (ستايل) خاص به مختلف جدا عن (ستايل المواجهة) والآن تجده يقوم بأدوار عديدة تستوجبها ظروف الحلقة، أما بالنسبة لنجاح (المواجهة) فكونه شخص ذكي جدا عرف كيف يستفيد من أعلى سقف للحرية التي يمكن له أن يصل إليها متجاوزا محاذير كان البعض يعتقد بالماضي أنه من الصعب التطرق لها نظرا لانخفاض سقف الحرية، والدليل على نجاح بتال بهذه المهمة أنه طيلة عمر البرنامج الذي تجاوز الثلاث سنوات لم يتوقف ولم تحدث له تجاوزات من الممكن أن تلغي عرضه.
ـ أخرجت برنامج (المواجهة) وكنت مخرج وصاحب فكرة (الدليل القاطع) ما الفارق بين البرنامجين اللذين عقد البعض بينهما مقارنة عند أول ظهور للدليل القاطع؟
الفارق بينهما كبير ولا يوجد بينهما تقارب سوى أنهما برنامجين حواريين وكل منهما صمم لمرحلة معينة يتطلبها العمل بالقناة.
ـ هل صحيح أنك أنت أول من أخذ بيد المذيع عبدالعزيز البكر وقام بإحضاره للقناة الرياضية؟
بالنسبة لعبدالعزيز البكر فهو زميل دراسة سابق بكلية الإعلام جامعة الملك سعود قسم إذاعة وتلفزيون، وقدم لي دعوة للانضمام لطاقم عمل رسالة الجامعة التي كان أحد المشرفين عليها، وهي الدعوة التي اعتذرت عنها موجهاً له دعوة مماثلة بالقيام بزيارة القناة الرياضية والخضوع لتجربة اختبارات الشباب الراغبين بالالتحاق بالعمل كمذيعين بالقناة والتي كان يشرف عليها شخصيا الثنائي عبدالله المقحم وعبدالله المسواري وبالفعل قدم وخضع للاختبار الذي تجاوزه واعتمد كمذيع ببرنامج (شباب) كمقدم لفقرة شباب نت ثم فقرة هوايات قبل أن ينتقل لقناة الإخبارية ومن ثم قناة الـart الرياضية وحاليا يعد أحد أبرز الأسماء الموجودة بالساحة.