قال إن القنوات الرياضية بالغت في وصف الحدث .. ماجد سلطان

يرى الإعلامي البحريني ماجد سلطان أن القنوات الرياضية الخليجية، بالغت كثيراً في تصوير واقع بطولات الخليج، وأنها صورت مبارياتها على أنها تأتي ضمن مباريات كأس العالم وليست بطولة خليج، مبدياً انزعاجه التام من المبالغ المالية الضخمة التي باتت تدفع للحصول على حقق بثها، مشدداً على أن هناك مبالغ أخرى تدفع من تحت الطاولة أيضاً، كما يرى في حديثه لـ”الرياضية” أن بطولات الخليج من بدايتها وحتى الآن وهي ناقص ولم تكتمل لاعتبارات عدة يراها، كما تطرق إلى مواقفه مع دورات الخليج والمقارنة بين الماضي والحاضر، تفاصيل أكثر خلال السطور التالية:
ـ متى بدأت مواكبة الإعلامي البحريني ماجد سلطان لدورات الخليج على أرض الواقع ومن تحت مظلة العمل الإعلامي؟
كانت بدايتي كصحفي في دورة الخليج السادسة، والتي أقيمت في أبوظبي عام 1982م.
ـ منذ تلك الدورة وحتى الآن ماذا تغير بالنسبة للتغطية الإعلامية؟
أشـياء كثيـــرة بالطبع، فالإعلام بشكل عام تطور كثيراً بكل فروعه سواء المقروء أو المسموع أو المرئي، أتذكر في السابق كنا نرسل بعض الصور والأفلام من خلال ذهابنا إلى المطارات واللحاق بأقرب رحلة متجهة إلى بلدنا لكي نرسلها، وحينما كنا نرغب في التحدث بالهاتف لابد أن نذهب إلى السنترال، أما الآن فتستطيع أن ترسل ما تريد بذات اللحظة ومن أي مكان وبسرعة كبيرة جداً، فضلاً عن أن الرقابة المفروضة علينا سابقاً كانت كبيرة جداً ومصدرك واحد ولكن الآن الوضع اختلف كلياً وبات سقف الحرية أرحب بكثير والمصادر متنوعة.
ـ ما هي البطولة التي شعرت أنها أخذت وهجا إعلاميا دون غيرها وسلط الضوء عليها بشكل مبالغ فيه؟
أتصور دورة الخليج في قطر عام 2004، حظيت بإعلام قوي ومركز، وإن كانت البطولات الأخيرة التي أقيمت في أبوظبي ومسقط والحالية في عدن، وجدت رواجا إعلاميا كبيرا بسبب الأحداث، ولكن بطولة الدوحة شعرت أنها جاءت بنقلة إعلامية نوعية.
ـ لو طلبت منك أن تقسم لنا بطولات الخليج إلى فئات من حيث نقاط القوة والضعف إعلامياً وفنياً ماذا تقول؟
من الناحية الفنية كأداء فني داخل الملعب، دورات الخليج كما هي لم تتغير بالرغم من تعاقب الأجيال والنجوم، وهي دورات لم تكتمل حتى الآن فكل دورة يجب أن يحصل بها نقص معين، فمثلاً في الدورة الأولى شاركت أربعة فرق فقط، وفي الثانية خمسة فرق، وفي الثالثة اكتملت الفرق ولكن التحكيم لم يرتق لمستوى البطولة وكان سلبيا، وفي الرابعة في الدوحة كانت مشاركة بعض الفرق رمزية، وفي الخامسة التي أقيمت بالعراق لم تشارك الكويت بكامل نجومها وفي السادسة انسحبت العراق في آخر يوم وحتى هذا اليوم لا نعرف السبب، وفي السابعة تمت إقالة مدرب المنتخب السعودي آنذاك زجالوا، وهكذا باقي الدورات لا يوجد لها معايير فنية وتخضع لبعض الأحداث التي تجعلها ناقصــة، ولكـــن إعلاميــاً بصراحــــة هناك تصاعــــد مستمر ومســــتوى النقل التلفزيونـــي تقدم كثيراً، ففي الدورة الأولى لم يكن هناك نقل تلفزيوني مباشر، وفي الدورة الثالثة دخلت الألوان على النقل التلفزيوني.
ـ في السابق كانت الصحف هي من تقود ركب التغطية الإعلامية، كيف استطاعت أن تنجح في ظل الإمكانيات المحدودة آنذاك؟
ليس تحيزا لأبناء جيلي، ولكن كنا في السابق حينما نذهب للتغطية نشعر بالمهمة، وكان المتلقي ينتظر تحليل ووصف المباراة من خلال أقلام الصحافيين، الآن أصبح هناك استوديوهات تحليلية وأصبح الكل يحلل واتسعت المساحة وقلة الجودة، فهناك بعض الأعمدة لا تعرف ما المقصود منها هل هي رأي أو وصف، ولكن زمان كان هناك أجيال من الكتاب تثري الدورة وتقدم رؤية محترمة،وأعود للاستوديوهات التحليلية حالياً لكي أقول إنها أصبحت لا تعتمد على الكفاءة بقدر ما تعتمد على لاعب مشهور سواء كان يعرف أن يتحدث أو لا يعرف هذه ليست قضية لديهم الأهم أن يجذب مشاهدين.
ـ من أبرز الإعلاميين الذين تختزلهم ذاكرتك من الذين مروا على دورات الخليج؟
صعب جداً أن أذكر أسماء، لأن الذاكرة تختزل الكثير والكثير وأخشى أن يسقط اسم أحدهم من أولئك الذين يستحقون الثناء والإشادة، ولكنني أستطيع أن أقول لك أنني وجدت في بعضهم لاسيما في بداياتي مدرسة استفدت منها كثيراً وهناك من تأثرت بهم.
ـ لاشك أن مواقف دورات الخليج كثيرة ماذا تتذكر منها الآن؟
كما تفضلت هي مواقف كثيرة، سواء على صعيد المهنية أو المعايشة، فمثلاً من المواقف في دورة 82 حقق منتخب البحرين المركز الثاني، وحينما جاءت دورة 84 كانت الآمال كبيرة لتحقيق اللقب، ولكن حدث وانهزمت البحرين في أول مباراة وكان الحارس شقيقي حمود سلطان متأثرا ويبكي بشكل ملفت وسط الملعب بعد نهاية اللقاء، ولم يستطع أحد من الإداريين احتواءه، فقررت أن أتخلى عن مهمتي كإعلامي وأخرج من المكان المخصص لنا والنزول للملعب، ولكن الأمن رفض ذلك وحاولت أن أفهمهم أنه شقيقي وأنني قادر على احتوائه ولكنهم رفضـوا وكانـوا صارمـــين على اعتبــار أنها أول بطولــة تنظمها مسقط، واستطعت بغفلة من رجال الأمن أن أقتحم الملعب وأصل إلى شقيقي، وكان موقفا صعبا بالنسبة لي كوني كسرت القوانين وخلطت بين المهنة وبين صلة القرابة.
أيضاً موقف آخر حدث في دورة 94 حيث كان تعثر الإمارات بالهزيمة أو التعادل سيمنح اللقـــب للمنتخب السعودي، وكانت المباراة بين البحرين والإمارات وقدم حمود سلطان مباراة كبيرة وظهر كساحر داخل المرمى حيث فعل المنتخب الإماراتي كل شيء إلاّ التسجيل الذي منعه حمود، وفي المؤتمر الصحفي قال مدرب المنتخب الإماراتي لا أعلم لماذا فعل الحارس بنا ذلك ففي مباراتهم مع السعودية استقبلت شباكه ثلاثة أهداف وأمامنا فعل كل شيء حتى لا نسجل، وحينما جاء دوري بسؤال المدرب قالوا له هذا الصحفي شقيق حارس البحرين فقال إنك مثل أخيك ولن أجيب على سؤالك.
ـ كيف ترى مواكبة القنوات الرياضية في السنوات الأخيرة لبطولات الخليج؟
هي أضافت بلا شك، وواكبت الحدث ولكنها بالغت في المواكبة وأعطته أكثر من صورته الحقيقية، فلو لم تشاهد مباراة ما وتأتي لتحليلها عبر الاستوديوهات يخيل لك أنهم يتحدثون عن مباراة في كأس العالم، وتضطر لمشاهدتها بالإعادة وحينها تجد أن المباراة تختلف عن التحليل تماماً، الأمر الآخر هناك قنوات من أجل تحقيق هدف معين للأسف الشديد تخرج عن النص وشرف المهنة.
ـ أخيراً حقوق بث البطولة وصلت لأسعار خيالية وحرب ضروس بين القنوات الخليجية الرياضية للحصول عليها، برأيك هل تستحق هذه القيمة؟
ما يحدث خطأ ثم خطأ ثم خطأ، ولو عدنا وتعمقنا بشكل دقيق لوجدنا ذلك يتناقض مع أهداف البطولة، فبطولة كأس الخليج الأولى التي شارك من خلالها أربعة فرق، قيمة كأس البطولة تم تقسيمه على أربعة المنتخبات،على العموم وصول الحقوق إلى مبلغ 30 مليون خلاف ما يدفع من تحت الطاولة وفوق الطاولة وتوفير أجهزة وخلاف ذلك أمر مبالغ فيه وبالأخير (على شنو).