عقب إطلاق صافرة النهاية للمباراة الفاصلة
تعرض الجمهور المصرى الذى رافق منتخب مصر في مباراته أمام نظيرة الجزائري في المباراة الفاصلة التي أقيمت مساء أول أمس الأربعاء في مدينة أم درمان بالسودان والتي خسرها الفراعنة بهدف دون رد وضياع حلم التأهل لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا إلى الاعتداء من قبل الجماهير الجزائرية التي انتظرت في طريقهم إلى مطار الخرطوم أثناء العودة وقامت بتحطيم الحافلات التي كانت تنقلهم بعد المباراة الامر الذي أدى إلى تعرض البعض لإصابات واحتماء البعض الآخر ومن بينهم فنانون داخل المنازل السودانية خوفا من بطش الجماهير الجزائرية التي توعدت الفراعنة بالموت وكانت السلطات السودانية قد قررت بالتعاون مع اللجنة المنظمة للمباراة مغادرة المنتخب الخاسر وجمهوره أولا من ملعب المباراة قبل الطرف الثاني وجماهيره لكن السلطات لم توفر الحماية الكافية نتيجة لكثرة الجماهير الجزائرية التي توافدت على الخرطوم منذ الاحد الماضي لمؤازرة منتخب بلادها وأيضا لعمل رعب للمصريين والسودانيين الذين ساندوا المنتخب المصرى لدرجة انهم اشتروا التذاكر من السودانيين المخصصة لهم حتى لايحصل عليها المصريون وتواجدوا بكثافة في الشوارع بعد المباراة لاصطياد المصريين وملاحقتهم والاعتداء عليهم.
وكان جمهور كبير يصل إلى 15 ألفا لكل منهما قد حضر المباراة بالإضافة إلى عدد كبير من المصريين الذين حضروا للسودان لمساندة المنتخب المصري ولم يتمكنوا من دخول المباراة لعدم وجود تذاكر وكان من بين الجماهير المصرية المساندة عدد كبير من القيادات الرسمية والشعبية والاعلامية وفنانين من بينهم الفنان أحمد بدير وأحمد ماهر وطارق علام وأشرف زكى ومحمد فؤاد وايهاب توفيق وهيثم شاكر وسعد الصغير والدكتور أشرف زكى نقيب الفنانين وهالة صدقي وغادة عبدالرازق وأركان فؤاد ونادية مصطفى ومحمد عطية وطارق دسوقى وسامح حسين وابراهيم عبدالقادر وبسام رجب ووائل نور وماجد المصري بالإضافة إلى عدد من نجوم كرة القدم المصرية أمثال أحمد شوبير ومجدي طلبة وهاني مصطفى وطارق يحيى وقد حضروا جميعا للمباراة قبل موعدها بـ4 ساعات وفور وصولهم نزل بدير وعلام إلى أرض الملعب وطافوا فيه لإشعال حماس الجماهير وبعد المباراة أصيب الجميع بخيبة أمل بعد ضياع حلم التأهل للمونديال خاصة أن الخسارة جاءت أمام الفريق الجزائرى والذي يوجد بينه وبين المصريين حساسية شديدة وفور انتهاء المبارة وخروج الجمهور المصرى من الملعب وتوجهه إلى المطار لمغادرة السودان انتظرهم عدد كبير من الجماهير الجزائرية في الطريق وانهالوا عليهم ضربا بالحجارة وتحطيم الحافلات التي كانت تقلهم واضطر البعض الآخر إلى الاحتماء داخل البيوت السودانية خوفا من الجزائريين الذين قاموا بشراء معظم الأسلحة البيضاء الموجودة في السودان للاعتداء على المصريين وعمت الفوضى الشوارع السودانية عقب انتهاء المباراة وفور علم القيادة السياسية المصرية بهذه الأحداث أصدر الرئيس مبارك تعليماته بسرعة إرسال طائرات وعمل جسر جوي لنقل المصريين الذين تهافتوا على الطائرات وكأنهم يركبون ميكروباصات بعد أن ظلوا ساعات في انتظار عودتهم إلى القاهرة ولم يكن هناك أي نظام داخل الملعب الذي اقتحمه الجزائريون قبل المباراة وقاموا بتحطيم إحدي البوابات ولأن مدرجاتهم قد امتلأت فاستولوا علي أعداد كبيرة من مدرجات المصريين وقد وصل حوالي ثلاثة آلاف مصري إلى الملعب قبل المباراة ولم يتمكنوا من الدخول رغم أنهم كانوا يحملون تذاكر المباراة.
و قد شهد الملعب قبل بداية المباراة نزول جماهير جزائرية إلى أرض الملعب قفزا من الأسوار في بروفة للاعتداء علي المنتخب المصري إذا استطاع الفوز ولإفساد المباراة ووجهت قياده سياسة مصرية اتهامات واضحة وصريحة بأن السلطات الجزائرية أرسلت البلطجية والخارجين على القانـــون ورجال من الجيش على طائرات عسكرية للخرطوم للاعتداء على المصريين بدليل شرائهم الأسلحة البيضاء فور وصولهم ام درمان.
على جانب آخر كان أكثر اللاعبين تأثرا بالخسارة من الجزائر هو الحارس عصام الحضري الذي انخرط في البكاء بعد ضياع حلمه في المشاركة بكأس العالم للأبد هو وجيل بأكمله.
حيث اقترب الحضري من عامه الـ 37، وهو ما يعني صعوبة لحاقه بالمشاركة ببطولة العالم 2014 ان قدر الله لمصر الصعود لها حيث سيكون عمره وقتها 41 عاماً.
ومن جانبه أكد الفنان محمد فؤاد أنه نجا من الموت على يد المشجعين الجزائريين بعد الاعتداء عليه هو ومجموعة من الفنانين المصريين الذين ذهبوا إلى مدينة أم درمان السودانية بعد اللقاء الفاصل الذي جمع منتخب البلدين.
ووصف فؤاد ما تعرض له بـ"البهدلة". مشيرا إلى أنه عانى الأمرّين بعد هجوم الجزائريين عليه هو وابنه خلال توجهه مع باقي الجمهور المصري من ملعب المريخ إلى مطار السودان ليحاول العودة إلى مصر، وأنه وزملاءه من الفنانين و130 مصريا احتموا في منزل أحد السودانيين. من بينهم زملاءه الفنانين إيهاب توفيق، وهيثم شاكر، وسعد الصغير؛ الذين تعرضوا أيضا للضرب.
وأضاف أن الجماهيــــر المصرية تمت محاصرتها في شقق وبيوت مجموعة من المواطنين السودانيين بعد أن قام عدد من المشجعين الجزائريين بقطع الطريق عليهم، كما تم تكسير الحافلات المصرية التي خصصها الحزب الوطني لنقل المشجعين من القاهرة إلى الخرطوم لمشاهدة المباراة.
وقد طالب عدد من الفنانين من بينهم طارق علام بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر بعد تعرض المصريين في السودان وأيضا في الجزائر لاعتداءات كثيــــرة من قبل الجزائريين.
ووصف الفنــــان إيهاب توفيق ما حدث من الجزائريين بالســـودان بالتصــــرفات "الهمجية"، داعيا إلى ضرورة وجود وقفة مع ما حدث، معربا في الوقت نفسه عن حزنه لما تعرض له المشجعون المصريون في السودان.
أما الفنان أحمد بدير فقال: إن ما حدث من تصرفــات للجزائريين مع المصريين زاد من حزن الجمهور المصري أكثر من الإحساس بحزنهم بعد الهزيمة التي تعرضوا لها. وقال: أتساءل كيف يحدث ذلك والفريق الجزائري فائز، ونحن الخاسرون، وماذا كان سيحدث إذا تأهلنا نحن إلى المونديال؟.
و قال الإعلامـــي وائل الإبراشي إنه حذر قبل سفره مما حدث، وأنه توقع حدوث مجزرة مدبرة ومبيتة في حال فوز الفريق المصري.
وطالب الإبراشي بضرورة محاسبة المسؤولين عن الحادث، وبينهم مسؤولون مصريون اختاروا السودان مكانا لإقامة المباراة دون إدراك للوضع السياسي الذي لا يدعم اختيارها أبدا.