السامبا تسحق ساحل العاج بالثلاثة .. إيطاليا تواصل النزيف وتتعادل مع نيوزيلندا .. الباراجواي تتخطى سلوفينيا

كما جرت العادة دائماً تأهل البرازيل بخطى واثقة إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم بعد انتصاره أمام ساحل العاج (3 ـ 1) أمس في مباراة شهدت طرد اللاعب الأشهر في صفوف السامبا كاكا بالبطاقة الحمراء فيما تعادلت إيطاليا مع نيوزيلندا وفازت البراجواي على سلوفاكيا (2 ـ1).
تعادل إيطالي
اكتفت إيطاليا بالتعادل مع نيوزيلندا المتواضعة نسبيا 1 ـ 1 على ملعب "مبومبيلا ستاديوم" في نيسلبروت في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لمونديال جنوب أفريقيا 2010.
وكانت إيطاليا استهلت حملة الدفاع عن اللقب الذي توجت به قبل أربعة أعوام على حساب نظيرها الفرنسي بركلات الترجيح، بتعادلها مع الباراجواي 1 ـ 1 في مباراة قدم خلالها رجال المدرب مارتشيلو ليبي أداءً "مقبولا" تميز بالاندفاع والعزيمة إلا أنهم لم ينجحوا في الوصول إلى شباك المنتخب الأمريكي الجنوبي العنيد.
ودخل "الأزوري" وهو لقب المنتخب الإيطالي إلى مواجهته الثانية مع "أول وايتس" بعد تلك الودية التي فاز بها العام الماضي 4 ـ 3 في جنوب أفريقيا أيضا، وهو يدرك أن الخطأ ممنوع بعد تعادله في الجولة الأولى، إلا أن سيناريو مباراته أمام الأخيرة تكرر لأنه تخلف منذ الدقيقة 7 بهدف مشكوك بصحته سجله شاين سميلتز. ياكوينتا أدرك التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 29، ثم فشل الطرفان في الوصول إلى الشباك ليتعادلان بالنتيجة وعدد النقاط أيضا.
ولم تكن بداية أبطال العالم مثالية لأنهم وجدوا أنفسهم متخلفين منذ الدقيقة السابعة بهدف سجله شاين سميلتز إثر ركلة حرة نفذها وينستون ريد فوصلت إلى رأس سايمون ايليوت الذي حولها نحو المرمى لتصطدم بالقائد فابيو كانافارو وتتحضر أمام سمليتز الذي غمزها داخل شباك ماركيتي، وقد أظهرت الإعادة أن مهاجم جولد كوست يونايتد كان متسللا بشكل واضح عندما انطلقت الكرة من رأس زميله.
واحتفل كانافارو بالتالي بطريقة مخيبة بمعادلته الرقم القياسي الإيطالي من حيث عدد المباريات في النهائيات (17) والمسجل باسم الحارس دينو زوف.
وعجز رجال ليبي عن تهديد مرمى الحارس مارك باتسون رغم سيطرتهم على مجريات اللقاء بعد الهدف، وكانت أبرز فرصهم تسديدة بعيدة من الظهير الأيمن جانلوكا زامبروتا مرت قريبة من القائم الأيمن (22)، قبل أن يتحسن الوضع.. لكن الحظ عاند أبطال العالم عندما أطلق ريكاردو مونتوليفو كرة صاروخية من حوالي 20 مترا ارتدت من القائم الأيمن (27)، إلا أنهم نجحوا بعد ثوان معدودة في إدراك التعادل عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لمصلحتهم بعدما مسك تومي سميث لاعب وسط روما دانييلي دي روسي، صاحب الهدف أمام الباراجواي، بقميصه وأسقطه داخل منطقة الجزاء.. فانبرى لها ياكوينتا بنجاح (29).
وواصل الإيطاليون سيطرتهم على اللقاء سعيا خلف التقدم لكنهم فشلوا مجددا في الوصول إلى مرمى مارك باتسون حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، عندما تدخل الحارس النيوزيلندي ببراعة لصد كرة صاروخية أطلقها دي روسي من خارج المنطقة.
وفي الشوط الثاني، زج ليبي بماورو كامورانيزي وانتونيو دي ناتالي بدلا من سيموني بيبي والبرتو جيلاردينو على التوالي لأن الأخيرين لم يقدما شيئا يذكر في الشوط الأول.
انتصار باراجواي
تفوقت الباراجواي على سلوفاكيا 2 ـ 0 في مباراة رتيبة ومتواضعة المستوى أمس الأحد في بلومفوتين في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة ضمن نهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا.
سجل انريكه فيرا (27) وكريستيان ريفيروس (86) الهدفين.
واقتربت الباراجواي من التأهل إلى الدور الثاني بعد أن رفعت رصيدها إلى أربع نقاط، إذ كانت تعادلت مع إيطاليا 1 ـ 1 في الجولة الأولى، وبقيت سلوفاكيا على نقطتها السابقة من تعادلها مع نيوزيلندا بالنتيجة ذاتها.
وستكون المباراة الثالثة للباراجواي الأسهل لها في المجموعة مع نيوزيلندا الخميس المقبل، أما سلوفاكيا فتنتظرها المواجهة الأصعب مع أبطال العالم.
دخلت سلوفاكيا المباراة برغبة الفوز قبل مواجهة إيطاليا في الجولة الأخيرة، لكنها وجدت نفسها بسرعة تحت ضغط مد باراجوائي منذ البداية سعيا إلى حسم النتيجة، وبدأت البارجواي في تهديد مرمى سلوفاكيا وتحديدا في الدقيقة الرابعة حين أطلق روكي سانتا كروز كرة قوية أبعدها الحارس يان موشا في اللحظة المناسبة إلى ركلة ركنية قبل أن تستقر في الزاوية اليمنى (4).
سيطرت الباراجواي على منطقة العمليات وكانت الأحسن انتشارا وسعيا إلى التسجيل لكن من دون فرص خطرة على المرمى، وسط عمل جاد للسلوفاكيين بالمراقبة والضغط على حامل الكرة من دون أي مبادرة ولو حتى فردية.
ولم يتأخر الهدف بعد الضغط المتواصل للباراجواي، فقد هيأ باريوس كرة بينية إلى انريكه فيرا أطلقها ببطن قدمه في الزاوية اليمنى من بين مدافعين (27).
ودخلت المباراة في شوطها الثاني في رتابة مخيفة على الأقل في ربع الساعة الأول بانخفاض مستوى المنتخبين، وخصوصا السلوفاكي الذي كان مطالبا بالضغط لهز الشباك فكان متواضعا مقدما ألعابا تقليدية لم تفلح أمام دفاع صلب كالذي يتمتع به منتخب الباراجواي.
عزز مدرب الباراجواي، الأرجنتيني جيراردو مارتن، خط دفاعه بإشراك اورليانو توريس بدلا من مهاجم بوروسيو دورتموند الألماني نيلسون فالديز للحفاظ على النتيجة، رد عليه مدرب سلوفاكيا فلاديمير فايس بتنشيط هجومه بإشراك فيليب هولوسكو على حساب ستانيسلاف سيستاك.
الخطورة كانت مرة جديدة للباراجواي حين انطلقت بهجمة، إذ وصلت الكرة إلى سانتا كروز في الجهة اليسرى فمررها أمام المرمى تابعها فيرا مسجلاً الهدف الأول برأسه من حدود نقطة الجزاء مرت قريبة جدا من القائم الأيمن (72)، ثم أطلق توريس البديل كرة قوية بيسراه علت العارضة (78).
فشلت سلوفاكيا في التسجيل، لم تكن أصلا هددت المرمى جديا، فجاء الهدف الثاني للباراجوائي إثر معمعة داخل منطقة الجزاء، فتهيأت الكرة أمام كريستيان ريفيروس تابعها قوية على يمين الحارس (86).
الكرة السلوفاكية الأولى باتجاه مرمى الباراجواي كانت في الوقت بدل الضائع إثر تسديدة قوية من روبرت فيتيك لكن الحارس خوستو فيار الذي لم يقم بأي مجهود تقريبا طوال المباراة، أبعدها ببراعة إلى ركنية.
ثلاثية برازيلية
بلغت البرازيل الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا 2010، بفوزها على ساحل العاج 3 ـ 1 في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس الأحد على ملعب سوكر سيتي في جوهانسبرج أمام 84455 متفرجا ضمن منافسات المجموعة السابعة.
وسجل لويس فابيانو (25 و50) وايلانو (62) أهداف البرازيل، وديدييه دروجبا (79) هدف ساحل العاج.
ورفعت البرازيل رصيدها إلى 6 نقاط وضمنت احتلال أحد المركزين الأولين في المجموعة.
وخاض مدرب البرازيل كارلوس دونجا المباراة بالتشكيلة ذاتها التي لعبت المباراة الأولى ضد كوريا الجنوبية وحققت فوزا باهتا 2 ـ 1.
في المقابل، شهدت التشكيلة العاجية بقيادة المدير الفني السويدي زفن جوران اريكسون تبديلا واحدا تمثل بمشاركة المهاجم ديدييه دروجبا أساسيا على حساب جرفينيو الذي تألق في المباراة الأولى ضد البرتغال.
وكان دروجبا أصيب بكسر في ذراعه في 5 يونيو الماضي وخضع لعملية جراحية، ونجح في التعافي نسبيا لكي يخوض الدقائق 25 الأخيرة من مباراة فريقه الأولى في البطولة الحالية.
بعد شوط أول بطيء وحذر تمكن فيه من الخروج متقدما بفارق هدف للاشيء من الفرصة الوحيدة التي سنحت للطرفين في الشوط الأول، جاء الشوط الثاني أكثر إثارة وكشف المنتخب البرازيلي عن وجهه الحقيقي حيث أمتع الجماهير الغفيرة التي احتشدت في المدرجات وأضافت هدفين رائعين، لكنها خسرت جهود صانع ألعابها كاكا لحصوله على بطاقتين صفراوين في مدى 3 دقائق أواخر المباراة.
وبدأت المباراة بجس نبض من الفريقين، وسرعان ما استغل المنتخب البرازيلي هجمة مرتدة سريعة بقيادة كاكا الذي مرر باتجاه روبينو فسددها من بعيد مرت فوق العارضة بقليل (2).
ثم دخلت المباراة فترة رتيبة جدا، فمن ناحية لم يتمكن المنتخب البرازيلي من بناء الهجمات بشكل جيد نظرا للتكتل الدفاعي في الجهة المقابلة، في حين لم يشكل المنتخب العاجي أي خطورة على حارس مرمى البرازيل جوليو سيزار.
وفي أجمل لعبة في هذا الشوط وصلت الكرة إلى روبينيو فمررها في مسافة ضيقة باتجاه لويس فابيانو ومنه بالطبع إلى كاكا الذي تخلص من مدافع وأعاد كرة بينية رائعة للويس فابيانو الذي انفرد بالحارس وأطلقها بكل ما أوتي من قوة في سقف الشبكة العاجية (25).
والهدف هو الدولي الأول لفابيانو بعد صيام عن التسجيل دام منذ سبتمبر عام 2009 ضد الأرجنتين عندما قاد فريقه إلى الفوز 3 ـ 1 في تصفيات كأس العالم.
ويملك فابيانو مهاجم اشبيلية الإسباني سجلا تهديفيا رائعا في صفوف المنتخب حيث زار الشباك 26 مرة في 39 مباراة دولية.
وفي مطلع الشوط الثاني كان الإيقاع البرازيلي أسرع، واستغل لويس فابيانو تردد ديدييه زوكورا في تشتيت الكرة فسيطر عليها ومررها من فوقه ثم مرة جديدة فوق كولو توريه قبل أن يسددها بيسراه داخل الشباك رغم تدخل الحارس بوبكر باري معززا تقدم فريقه (50).
ورد المنتخب العاجي مباشرة بكرة رأسية سددها دروجبا إلى جانب القائم الأيسر لجوليو سيزار(53). وتبادل جرفينيو الذي نزل احتياطيا بدلا من ارونا ديندان الكرة مع ايمانويل ايبو لكن سيزار كان الأسرع إلى الارتماء عليها (58).
وأطلق ايلانو كرة قوية من خارج المنطقة مرت إلى جانب القائم (60).
ثم بدأ البرازيليون يستعرضون مهاراتهم، وكاد كاكا ان يسجل الهدف الثالث بعد هجمة منسقة مع روبينيو لكن الحارس كان لتسديدته بالمرصاد (61). ثم قام كاكا مرة جديدة بتمريرة حاسمة عندما موه بجسمه على الجبهة اليسرى وأعاد الكرة زاحفة داخل المنطقة، فانسل ايلانو من وراء الدفاع ليتابعها بيسراه داخل الشباك العاجية (62).
ثم أصيب ايلانو في كاحله ولم يتمكن من إكمال المباراة فحل مكانه دانيال الفيش.
ونجح المنتخب العاجي في تقليص الفارق عندما مرر ايبويه الكرة باتجاه دروجيا الذي كسر مصيدة التسلل وسدد كرة برأسه بعيدا عن متناول الحارس جوليو سيزار (79).
وحمي وطيس اللعبة في الدقائق العشر الأخيرة، وحصل كاكا على بطاقة صفراء أولى قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، ثم طرده الحكم قبل دقيقتين من نهاية المباراة إثر كرة مشتركة بينه وبين عبد القادر كيتا على الرغم من أن المخالفة لم تكن واضحة تماما.
يذكر أن البرازيل كانت تواجه سادس منتخب أفريقي في النهائيات، وقد حققت ستة انتصارات على زائير 4 ـ 0 عام 1974، وعلى الجزائر 1 ـ 0 عام 1986، وعلى الكاميرون 3 ـ 0 عام 1994، وعلى المغرب 3 ـ 0 عام 1998، وعلى غانا 3 ـ 0 أيضا عام 2006، وعلى ساحل العاج 3 ـ 1 مساء أمس.