في محطة مونديالية لتتويج بطل جديد للبطولة العالمية اليوم

جوهانسبرج ـ (اف ب) 2010.07.11 | 06:00 pm

تتوجه الأنظار اليوم الأحد إلى معركة خط الوسط التي ستضع نجمي هولندا ويسلي شنايدر واريين روبن في مواجهة نجمي اسبانيا تشافي هرنانديز واندريس انييستا وذلك في نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010 الذي سيشهد تتويج بطل جديد على عرش الكرة المستديرة، فلمن ستكون الغلبة في هذه المعركة "المفتاح" للفوز باللقب المرموق؟.يعتبر تشافي وانييستا القلب النابض لمنتخب "لا فوريا روخا" الساعي لأن يكون ثاني منتخب يتوج بلقب كأس اوروبا ثم كأس العالم بعد عامين، وقد سبقه إلى ذلك المنتخب الألماني (كأس اوروبا 1972 ومونديال 1974) الذي ذهب ضحيته الاسبان في الدور نصف النهائي. لقد شكل هذا الثنائي شراكة قل نظيرها في ملاعب كرة القدم وأصبحا من أفضل لاعبي الوسط في العالم واكبر دليل على ذلك أن نجما من عيار قائد ارسنال الانجليزي فابريجاس يكتفي بالجلوس على مقاعد احتياط المنتخب الاسباني خلال نهائيات مونديال جنوب افريقيا لأنه لا يتمكن من إزاحة أي منهما من التشكيلة الأساسية وذلك ان المدرب فيسنتي دل بوسكي يدرك تماما مدى الأهمية الحيوية التي يؤمنها هذان اللاعبان إلى بطل أوروبا، كما حال مدرب برشلونة جوسيب جوارديولا. لا يمكن تحديد أهمية تشافي وانييستا بتمريراتهما البسيطة والسلسلة والمتقنة وحسب، بل الذكاء الذي يتمتعان به هو ما يميزهما عن لاعبين آخرين وهو الذي ساهم في قيادة اسبانيا إلى لقب كأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964 وبرشلونة إلى الظفر بستة ألقاب خلال عام 2009.
يعتبر تشافي محرك المنتخب الاسباني وهو قائد بامتياز ونادرا ما يخسر الكرة أو يقوم بتمريرة خاطئة. انه قائد اوركسترا خط الوسط ويملك قدرة مذهلة على قراءة اللعبة ويستطيع أن يفرض بصمته على مجرياتها.
من المؤكد أن تشافي يدرك تماما معنى الانتصار وأهميته وهو الذي تعج خزائنه بالكؤوس حيث توج مع برشلونة بلقب الدوري المحلي خمس مرات والكأس المحلية مرة واحدة وكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري أبطال اوروبا مرتين وكأس السوبر الاوروبية مرة واحدة وكأس العالم للأندية مرة واحدة، اضافة إلى فوزه مع منتخب بلاده بكأس العالم لدون 20 عاما وكأس اوروبا. لكن كأس العالم ستكون التتويج الأعظم بالنسبة لتشافي او لـ"نصفه الثاني" انييستا الذي لا يقل شأنا عن زميله وهو الذي التحق باكاديمية النادي الكاتالوني حين كان في الثانية عشرة من عمره.



شنايدر ـ روبن

اذا كان تشافي وانييستا القلب النابض لاسبانيا فان شنايدر هو "بطل" هولندا بامتياز لأنه لعب الدور الاساسي في وصولها الى مباراة الحلم بتسجيله خمسة أهــــــداف حتــى الآن، بينهــا ثنائية في مرمـــى البرازيل (2ـ1) خلال الدور ربع النهائي، ثم هدف التقدم الثاني على الاوروجواي (3ـ2) في الدور نصف النهائـــي ليقود "البرتقالي" الى النهائي للمرة الأولى منذ 32 عامــا. قــد لا يكون شنايدر بحجم هالة النجومية التي تمتع بها يوهان كرويف ويوهان نيسكينز او ماركو فان باستن، لكنه أصبح النجم الذي سيتذكره العالم بأنه اسقط المنتخب البرازيلي في موقعة "نيلسون مانديلا باي" في بورت اليزابيث وأطاح بأبطال العالم خمس مرات وحمل بلاده الى الدور نصف النهائي، ثم الى النهائي بمساعدة روبن والقائد جيوفاني فان برونكهورست. دخل شنايدر إلى موســـم 2009ـ2010 وهو يضع امامه هدف الرد على غطرســـة ريـــال مدريد الاسباني الذي لم ير فيه اللاعب الذي بإمكانه ان يرتقي الى مستوى الهالة النجومية للنادي الملكي الذي فضل ان ينفق أكثر من 250 مليون يورو من اجل التعاقد مع لاعبين مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة. لكن اين هو رونالدو الذي ودع النهائيات بطريقة مخيبة للغاية بعدما خرج منتخب بلاده من الدور الثاني على يد الاسبان دون ان ينجح لاعب مانشستر يونايتد الانجليزي السابق في ترك أي لمسة يتذكره بها العالم سوى تذمره من انه نجم وعلى الحكام حمايته. اين هو كاكا الذي خرج على يد شنايدر بالذات دون أن يقدم أي شيء يشفع له في العرس الكروي العالمي، وأين هو بنزيمة الذي قد يكون سعيدا الآن لأن مدرب المنتخب ريمون دومينيك لم يستدعه إلى "المهزلة" الفرنسية في جنوب أفريقيا. والاهم من ذلك اين هو ريال مدريد الذي خرج من الموسم خالي الوفاض تماما ان كان صعيد الدوري والكأس المحليين او دوري أبطال أوروبا، في حين أن شنايدر الذي قرر انتر ميلان الايطالي المراهنة عليه، لم يبق كأسا ممكنة الا ورفعها بإحرازه ثلاثية الدوري والكأس الايطاليين، ثم لقب دوري أبطال اوروبا الذي شاء القدر أن يتوج به على ملعب ريال مدريد بالذات لأن "سانتياجو برنابيو" احتضن المباراة النهائية للمسابقة الأوروبية الأم.
والامر ذاته ينطبق على روبن الذي كافح ليكون جاهزا الى جانب زملائه بعدما اعتقد الجميع أن منتخب "الطواحين" سيفتقد أهم أسلحته الفتاكة بعد تعرضه للإصابة في المباراة التحضيرية ضد المجر (6ـ1) والتي سجل خلالها هدفين قبل أن يتعرض للنكسة التي كادت تحرمه من التواجد مع "البرتقالي" في حملته التاسعة في النهائيات. وعد الجناح السريع بأن يقاتل من اجل أن يتعافى من الإصابة والمشاركة مع منتخب بلاده وقد راهن مدربه بيرت فان مارفييك على هذا التعهد وأبقاه ضمن التشكيلــة دون ان يســــــتخدم خيار استبداله بلاعب آخر.