فقد الوطن أمس أحد رجالاته العظام الذين أفنوا حياتهم في بنائه أرضاً وإنساناً، فقد نعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) في بيان أعلنه الديوان الملكي ـ أمس ـ أخاه وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. الذي انتقل إلى رحمة الله فجرأمس السبت خارج المملكة، إثر مرض عانى منه (رحمه الله).. وسيصلى عليه بعد صلاة عصر الثلاثاء المقبل في جامع الإمام تركي بن عبدالله.
وتلقى الشعب السعودي النبأ المفجع بالتسليم بقضاء الله والحزن على فراق رجل الدولة ورجل الخير.. الذي بادلوه الحب بالحب طوال سنين عمره الذي قضاه مجنداً لخدمة دينه ومليكه ووطنه، من خلال مناصب اختلفت في اهتماماتها لكنها صبت جميعاً في خدمة المواطن. رحل الأمير سلطان ولي العهد وعضد المليك ـ المفدى ـ مخلفاً وراءه إرثاً من الأعمال الخيرة المباركة.. نسأل الله أن تكون له شفيعاً، ومنجزات وطنية يحفظها له التاريخ وذاكرة الوطن.
اليوم يغيب بدر الدجى سلطان بن عبدالعزيز، ولازال لنوره وضيائه بقية في قلوب المحتاجين والأرامل واليتامى والمساكين والجياع والمنكوبين في قلوب كل المؤمنين بالله الذي جعله للبذل سلطاناً وجواداً.
نبكيك ياسلطان الخير بابتهال ودعاء للمولى أن يرحمك ويجعلك في الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين.. ونبكيك يا أبا خالد وأبانا وأكفنا مرفوعة للمولى القدير أن يعتقك من النار جزاء برك وإحسانك لوطنك ومواطنيك، وأن يكفر عنك سيئاتك جزاء صبرك على بلاء المرض وألمه.. ونعزيك أيها الملك الصالح ووالد الجميع في فقد أخيك وحبيبك، ونسأل الله لك ولنا الصبر والسلوى ولكل من فقد أمير الخير وسلطان العطاء من خاصته وعامته ومواطنيه وأبناء أمته العربية والإسلامية خالص العزاء.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)